أما التأثير الثاني، فهو تخلي الساسة البريطانيين عن الرزانة والحنكة السياسية والتقدير الخاطئ للموقف الإيراني، ومن ثم الاعتقاد بأن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة من خطوات استفزازية بحق طهران وتعامل هذه الأخيرة معه بكثير من الحنكة الدبلوماسية فهم على أنه (ضعف) في قوة الردع الإيرانية لن يؤدي إلى ما أدى إليه لاحقاً.

لقد اكتشف البريطانيون أنهم تعرضوا لخديعة أمريكية لدفعهم إلى صدام مسلح مع الإيرانيين حرص الرئيس الأمريكي على تجنيب بلاده الدخول فيه بعدما أثبتت إيران أنها جادة كل الجدية في الحفاظ على سيادتها وقوتها وهيبتها، وأنها جاهزة للرد بالمثل على أي تطاول أو عدوان على سيادتها وأمن مواطنيها، وأنها تمتلك من وسائل القوة والردع ما يؤهلها لتحويل أقوالها إلى أفعال في أي زمان ومكان.

ولذلك نجد أن الحكومة البريطانية وبعد كل تهويلها وتصريحات مسؤوليها قد خضعت خضوعاً مذلاً، وأبدت رغبتها في حل مشكلة ناقلتي النفط بعدما أظهرت طهران قوتها كما يقول المسؤولون الإيرانيون، وهذه هي الحقيقة، فهل من متعظ؟.

بقلم: هيثم صالح