الشريط الإخباري

«ناقلة بناقلة» والبادئ أظلم

تستمر مناورات «عض الأصابع» بين الدول الأوروبية والولايات المتحدة الأمريكية من جهة وإيران من جهة أخرى بعد الانسحاب الأمريكي الأحادي من الاتفاق النووي مع إيران والذي أرخى سدوله على مجمل المشهد السياسي والأمني في المنطقة لتأتي مسألة ناقلتي النفط التي قد تكون الشعرة التي قصمت ظهر البعير.

الإفراج عن الناقلة البريطانية سيكون خلال ساعات من الإفراج عن الناقلة الإيرانية فهذه مسألة بسيطة, وهي مجرد مؤشر على وصول الأزمة إلى القمة, ما يعني أن الإفراج عنهما سيكون مؤشراً على حل المسائل العالقة الأخرى وهي العقوبات الأمريكية الجائرة على الشعب الإيراني.

في سياسة «عض الأصابع» الخاسر هو من يصرخ أولاً, وها نحن نسمع صوت التنازلات الأمريكية من خلال تصريحات متتالية لرموز إدارة ترامب من الاستعداد ليس فقط للتفاوض بل للذهاب إلى طهران الأمر الذي ترفضه الأخيرة قبل رفع العقوبات.

متغيرات غير متوقعة بدأت تحصل في الساحة الشرق الأوسطية منها انسحاب بعض الدول من التحالف الذي يقوده النظام السعودي, وبروز القدرة الصاروخية للجيش اليمني, وتطور الطائرات المسيرة التي أوجعت نظام بني سعود وأحرجته ولاسيما بعد فشل «الباتريوت» في صدها إضافة لإسقاط قوات الحرس الثوري الإيراني طائرة تجسس أمريكية مسيرة, واحتجاز ناقلة النفط البريطانية وسحبها من بين ثلاث مدمرات اثنتان أمريكيتان والثالثة بريطانية بكل شجاعة واقتدار.

كل ذلك جعل الغرب يعيد التفكير بما آلت إليه الأمور ويعود صاغراً إلى الحلول, وها هي فرنسا تلعب دور الوسيط بين بريطانيا وأمريكا من جهة وإيران من جهة أخرى وهي تدرك ما يجب عليها فعله لإرضاء طهران وليس واشنطن التي تريد فقط حفظ ماء الوجه بعدما سعت «لإذلال» إيران ومحاصرتها اقتصادياً «لتقديم التنازلات».

ومن المسلمات أنه لولا قدرة إيران العسكرية وفاعلية تأثيرها في خاصرة أوروبية- أمريكية رخوة وهي الخليج لكانت واشنطن وجهت ضربة عسكرية لها ومن المؤكد أنها تعي ما تملك إيران من أوراق أيضاً يمكن أن تضر بمصالح أمريكا في المنطقة.

بقلم جمال ظريفة

انظر ايضاً

غوتيريش: الهجمات في بيروت وطهران تصعيد خطير

نيويورك-سانا اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش العدوان الإسرائيلي الأخير على العاصمة اللبنانية بيروت …