الشريط الإخباري

الإرهاب نحو الاندحار.. وأجندات أميركا نحو الأفول

يكرر الكيان الإسرائيلي عربدته وعدوانه على سورية كلما شعر أن تنظيمات الإرهاب التي دربها ومولها بالتعاون مع الولايات المتحدة والغرب الاستعماري في طريقها إلى الاندحار، وكلما شعر أن الفوضى الهدامة التي نشرها تتجه نحو الأفول، وتتناغم واشنطن مع هذا الكيان العدواني وتستمر في دعم الميليشيات الانفصالية والتنظيمات المتطرفة في سورية للهدف ذاته.

ويستمر الطرفان في خلق ذرائع العدوان ولاسيما بعد فشل ورشة البحرين في تحقيق أهدافها المتمثلة بتمرير خطيئة القرن المشبوهة التي ترمي إلى تصفية القضية الفلسطينية تحت عباءة التنمية والسلام والازدهار.

ولم تكتفِ إدارة ترامب العدوانية بمحاولة شرعنة الاحتلال الإسرائيلي للجولان العربي السوري عبر قرارها منح السيادة الإسرائيلية المزعومة عليه، بل شجعت الكيان الغاصب على بناء المزيد من المستوطنات غير الشرعية فوق أراضيه وبناء المراوح الهوائية خدمة للمستوطنين، وصفقت له حين اعتدى على سورية بذريعة ضرورات أمن الكيان العنصري.

الفشل الأميركي في المشهد السوري بل مشهد المنطقة برمته دفع واشنطن إلى استنباط المزيد من السياسات العدوانية التي تعتقد أنها تخدم مصالحها، كإعلان نيتها تشكيل ما يسمى حلف بحري يضم الكيان الإسرائيلي وبعض مشيخات النفط الساعية إلى التطبيع المجاني مع هذا الأخير، وكأن فكرة (الناتو) العربي الإسرائيلي لا تريد مغادرة مخيلة المحافظين الجدد من أصحاب الرؤوس الحامية في واشنطن.

من الناتو المزعوم الذي لم يرَ النور إلى الحلف البحري الجديد مروراً بسياسات دعم الإرهاب والتستر على جرائم داعش وقسد والنصرة وأخواتها وانتهاءً بمحاولة إشعال الخليج العربي بحرب جديدة لا تبقي ولا تذر، تترنح الإستراتيجية الأميركية على حبال الألاعيب والغطرسة والكذب والدجل وكل ألوان التضليل علها تحقق بعض أجنداتها المشبوهة والمقبورة بفضل صمود السوريين وشعوب المنطقة المقاومة برمتها.

وفي الشمال والجزيرة السوريين يبدو المشهد أكثر وضوحاً، فكلما اقترب تحرير إدلب ارتفع منسوب الأرق والقلق لدى منظومة الإرهاب، فالنظام التركي يحاول حرف مسار انتصارات الجيش العربي السوري عن سكته متاجراً بالحالات الإنسانية، وواشنطن تعيد مسرحية الاتهامات الباطلة للدولة السورية بحجج واهية، وتواصل دعم ميليشيا قسد الانفصالية، من دون أن يدرك رعاة الإرهاب أن السوريين سيطوون صفحات الإرهاب وأجندات مشغليه مهما كلفهم ذلك من ثمن.

بقلم: أحمد حمادة