قرية داما أو “داما العليا” بريف السويداء… تاريخ يغفو بين التلال البركانية الفريدة

السويداء-سانا

تغفو قرية داما الواقعة بين التلال البركانية الفريدة وسط منطقة اللجاة بريف السويداء على حوض مائي عذب وتشتهر بخضرتها الدائمة حيث ظلت إلى وقت قريب جزءاً من غابة كثيفة من الأشجار الحراجية.

وتشير المصادر التاريخية إلى أن القرية سكنت منذ العصور القديمة وكان اسمها “داما العليا” وحمل سكانها هذا الاسم عندما قدموا إليها وقاموا بإعمارها وذلك في النصف الثاني من القرن التاسع عشر.

وتتميز القرية بتاريخها الأثري حيث تنتشر فيها آثار رومانية ونقوش وكتابات تدل على حضارات بيزنطية ويونانية وتعد القرية الوحيدة وسط اللجاة التي عثر فيها على شواهد قبور مكتوبة باللغة اليونانية إضافة إلى احتوائها على نفق بركاني تشكل منذ ملايين السنين نتيجة تراكم الحمم والمقذوفات البركانية ويصل طوله إلى نحو كيلومتر وعرضه يتراوح بين 8 و10 أمتار وبارتفاع يبلغ نحو 8 أمتار.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء الدكتور نشأت كيوان إلى أن أبرز الأوابد المعمارية القديمة في داما البناء الهرمي الذي يعتبر من أهم وأقدم المباني المعمارية في منطقة حوران وهو عبارة عن برج شاهق يضم طابقين وتنحني جدرانه الخارجية انحناءة خفيفة نحو الداخل ويرتفع نحو 15 مترا فوق قاعدة صخرية بازلتية ينتصب عليها ويمكن للمرء أن يراه من أي مكان مرتفع في منطقة اللجاة ويحيط به سور حماية مبني من حجارة مهذبة وغير منحوتة وبحجم كبير.

ويلفت كيوان إلى أن سماكة جدران الطابق العلوي في هذا البناء الهرمي تصل إلى 5ر1 متر حيث يعتقد الباحثون الأثريون أن هذا المبنى المحصن كان عبارة عن برج مراقبة للمنطقة مبينا أن تاريخ بنائه يعود إلى الفترات السابقة لتشكيل الولاية العربية أي إلى عهود ما قبل الرومان في العصرين الهلنستي والعرب الانباط وهناك ضريح أثري متهدم يقع إلى الشرق من البناء الهرمي إضافة إلى البيوت القديمة المسكونة والعائدة إلى فترات تاريخية مختلفة منذ العصر النبطي وحتى العصر الإسلامي.

ويبين كيوان أن إعمار داما قديم ويرقى إلى العصر البرونزي الوسيط ومن أهم الآثار فيها معبد الآلهة أثينا الذي يقع على بعد نحو 100 متر إلى الجنوب الشرقي من البرج الهرمي ومازال يحتفظ ببوابته الرئيسة التي تمت زخرفتها بنحت يمثل دالية عنب ومن المرجح أن هذا المكان كان مذبحا وبني خلال الفترة الواقعة بين القرنين الأول قبل الميلاد والثاني الميلادي.

كما تحتوي داما على العديد من المباني المتهدمة الواقعة في الجهة الشرقية من البرج الهرمي ومنها الأضرحة والمشاهد الجنائزية التذكارية وبقايا كنيسة من العصر البيزنطي تقع في الجهة الغربية وسط البلدة القديمة ومقبرة قديمة واجهتها مفتوحة بواسطة قوس وعليها كتابة يونانية إضافة إلى نقشين باليونانية عثر عليهما في القرية أحدهما مقدم للإله ” بعل شامين” أو “زوس” والآخر مهدى إلى الإله “هيليوس”.

يشار إلى أن قرية داما تبعد عن مدينة السويداء نحو 37 كيلومتراً وترتفع عن سطح البحر نحو 745 متراً ويحدها من الشرق قرية وقم ومن الغرب قرية جرين ومن الجنوب بلدة عريقة ومن الشمال حراج اللجاة.

سهيل حاطوم

تابعوا آخر الأخبار عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط:

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency

انظر ايضاً

مبادرة لزراعة الأشجار ورعايتها في قرية نجران تنتقل لقرى وبلدات ريف السويداء

السويداء-سانا مبادرة لزراعة الأشجار ورعايتها أطلقها الشاب أسامة نصر من قرية نجران بريف السويداء