الإدارة الأمريكية الحالية تحاول الإيحاء للعالم أجمع بأنها شرطي العالم والقادرة على تطويعه وفقاً لرغباتها فتتحكم بمصالح الشعوب ومصائرها كما تريد، وهي تنجح بذلك في مناطق متفرقة منه كما تنجح في جني الأموال من بعض مشيخات الخليج لكنها تفشل في مناطق أخرى حيث يستعصي عليها «النخر السياسي» في الدول صاحبة المواقف المبدئية.
تحاول واشنطن وبالعقلية نفسها تطبيق سياستها الفاشيةعلى ما تبقى من شعوب ودول ترفض المنطق الأمريكي فيما تؤمن واشنطن «بقدرتها على الإملاء» عليها من دون المقدرة على المقاومة، لكن هذا النموذج الأمريكي لا يمكن أن يمر على الدول المستقلة التي لا يتوافق خطها السياسي والأخلاقي والإنساني مع النهج الأمريكي الاستغلالي المنافي للعدالة الإنسانية.
وأنموذج هذه الدول المستقلة سورية التي قاومت عينها المخرز الأمريكي حين حاولت واشنطن إملاء سياستها عليها وعلى شعبها، فكانت سورية في عين عاصفة حرب إرهابية وقودها تنظيمات متطرفة صدرت إليها من شتى بقاع الأرض وإعلام خارجي مضلل وحرب اقتصادية وثقافية وغيرها، إلا أن سورية بشعبها وجيشها وقيادتها وبدعم أصدقائها انتصرت في هذه الحرب رغم كل ما عانته من ويلاتها.
واليوم تحاول الإدارة الأمريكية وبالعقلية الفاشية نفسها تجريب «قدرتها على التطويع» مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فيما القاصي والداني يدرك أن طهران ليست «مكسر عصا» فلديها ما يكفي من مقدرات القوة والمتانة والصلابة للدفاع عن خياراتها والذهاب بعيداً في حال تداعى الأمريكي إلى أي مغامرة عسكرية ضد طهران.
وهناك من يقول إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يريد من «جعجعة» الحرب وتأجيج الوضع في الخليج وإثارة الضجيج حول إيران جني أموال أخرى من مشيخات الخليج التي عليها أن تدفع مع كل منعطف تُدخِلها فيه واشنطن، وكما يقول متابعون، حتى الآن لامؤشرات حرب في الخليج رغم كل ما تحاول واشنطن الإيحاء به من زيادة عديد قواتها في المنطقة إلى الدفع بالأساطيل البحرية إليها إلا أن الواقع يقول إن ترامب ينتظر بفارغ الصبر اتصالاً هاتفياً من طهران للقبول بالحوار، و«باله مشغول» بعد أن ردت طهران بوضع شروطها للعودة إلى الحوار ما يعني أن «جعجعة» ترامب ضد إيران مصيرها.
أديب رضوان