فضاءات لونية عن الحب والمرأة والوطن

دمشق-سانا

زينت جدران ثقافي أبو رمانة أربعون لوحة زيتية من القياس المتوسط للفنانة الشاعرة فاطمة اسبر وكأنها أربعون قصيدة مكتوبة باللون بعد تجربتها في الشعر والرسم بالكلمات.

وتبدو المرأة حاضرة في لوحات معرض اسبر المقام تحت عنوان فضاءات لونية متخطية جدران الزمن لتعلن انفلاتها من القيود وتوقع حريتها على فضاء اللون بينما تأخذ الوجوه حيزا كبيرا فيها أما اللون الأحمر فهو الأبرز ليعلن الدفء من جانب والحب والجرح في آخر.

الفنانة اسبر أوضحت لـ سانا أنها لم تدرس الفن أكاديميا وإنما أعمالها نتاج تجربة شخصية مصدرها حب الفن بالفطرة والبحث الدؤوب عن المجهول مشيرة إلى أنها عندما ترسم تتوحد مع اللوحة وتشكل حاجزا بينها وبين الاشياء التي تعرفها مفتشة عن الجانب الخفي كاشفة عن مجاهيل الحياة.

اسبر تنقل انطباعها عن المناظر التي تثيرها ولا تصورها بألة تصوير فهي تتوحد مع أدواتها.. “لتصير هي واللوحة فريق عمل شخوصه اللون وسطح اللوحة والفرشاة ويدها حتى تصل إلى مشهد بصري ترتاح له العين وقد تنجح مرات وتفشل بأخرى لتعيد المحاولة من جديد”.

وحول العلاقة بين الشعر والفن التشكيلي وجدت اسبر ان هناك علاقة وطيدة فالشعر يغني الرسم كما يمكن ان نكتب قصيدة من وحي لوحة التي قد تكون شرحا للنص المكتوب مشيرة إلى أن التجديد في الفن التشكيلي هو عملية دخول في المستقبل وفي المجهول وبوسعه استقطاب كل الفنون.

أما المرأة فهي حاضرة دائما في عملها فمن أحق بالدفاع عن قضية المرأة من المرأة نفسها موضحة أن اهتمامها بالوجه لأنه الجغرافية الحقيقية التي تظهر عليها كل المكنونات الداخلية والمشاعر والأحزان والأفراح والاشياء التي لا نحب أن نظهرها.

كما أنه للوطن مكانة واضحة لدى اسبر تستطيع أن تراها في كل لوحة بشكل او بآخر وعن ذلك قالت اسبر: “سورية هي نحن ولها يهون الغالي والنفيس فبدونها نحن لا شيء وهي تبدأ من الأرض التي ولدنا فيها لتشمل كل الجغرافية السورية”.

الفنان محي الدين الحمصي رأى ان لوحات اسبر شغلت بتكنيك عال جدا وحققت الدهشة عبر أعمالها فهي أديبة وشاعرة انتقلت من الكتابة إلى الرسم بشكل مفاجئ وصعدت السلم دفعة واحدة ونجحت وهذا ما يلفت الانتباه.

الفنان ميسر كامل رأى أن المعرض يحمل لمسة خاصة كونه لشاعرة وفنانة فالفن مكمل للحالة الشعرية لديها وان اعمالها ذات صبغة متكاملة وعميقة تدفع الإنسان إلى التأمل وتحاكي الروح على حين اعتبر الفنان موفق مخول أن المعرض حالة وعي ثقافي وبصري وإدراكات حقيقية للوحة التشكيلية وتبسيط جميل للون والتكوين مشيرا الى وجود تطور واحساس جديد في اللوحة يمكن أن نطلق عليه إحساساً أنثوياً مليئاً بالوعي والإدراكات.

بلال أحمد