الشريط الإخباري

جوقة قوس قزح تنشد أغاني طريق الحرير في دار الأوبرا-فيديو

دمشق-سانا

حشد موسيقي غنائي شعري شهده مسرح الدراما أمس في دار الأوبرا السورية وتألق في إنشاد عشرين أغنية ومقطوعة شعرية قدمتها جوقة قوس قزح بقيادة الفنان حسام الدين بريمو الذي يعمل منذ عام 1999 على رعاية وتدريب عدة فرق إنشاد وموسيقا جمع فيما بينها بأسلوب فني فريد وبلغات عديدة حيث اختار المايسترو بريمو لأمسيته اللافتة روائع أغنيات طريق الحرير لأدائها أمام جمهور دار الأسد للثقافة والفنون.

الأمسية التي تجلت فيها عبقرية الفنان السوري وقدرته على استيعاب أنماط عديدة من موسيقا الشعوب وأغنياتهم بدأت مع مقطوعة “أغنية الرعيان” من التراث المنغولي وباللغة الصينية تبعتها الفرقة بأداء ساحر لمقطوعة “الأرض الأم” من التراث الياباني حيث نجحت “قوس قزح” بإدارة موسيقية وغنائية عالية من الفنان بريمو في نقل روح هذه الأغنيات التي نقلتها قوافل طريق الحرير مع الخزف الصيني والورق والأفكار والنسيج مطوعة الحنجرة السورية لأصعب وأدق العرب الصوتية لبلاد الشرق الآسيوي.

“مشاعر الحب” مقطوعة باللغة الأندونيسية أدتها الفرقة أيضا حيث افتتحتها “قوس قزح” بترتيل المقطع الآتي على لسان كل من أورنينا خوري وفرات الشيخ وبمرافقة موسيقا الفنان فادي خنشت..”ألمح من بعيد مشاعر الحب.. ليتني أجد في الحقل بئرا كي نستحم به..ليت عمري يطول كي نلتقي ثانية” لتعقبها الفرقة
بأداء أغنية “دقوا الجرس” من التراث الأرمني والتي يقول مطلعها.. “دق الجرس..دعه يرن..ولنرقص هذه الليلة تحت ضوء القمر..لنرقص حتى شروق الشمس..الثلج الآتي نقش الأرض ولونها..مرة أخرى اكتملت حلقة الرقص..وضاع فيها حبيبي”.

التراث الفارسي لم يغب عن أمسية “طريق الحرير” حيث أدت قوس قزح أغنية “تعال ننثر الورود” من كلمات الشاعر الفارسي شمس الدين محمد الشيرازي ومن ألحان برويز مشكاتيان أعدها الفنان حسام الدين بريمو لتكون على النحو الآتي.. “تعال ننثر الورود، ونسكب النبيذ في الكوءوس نشق سقف الدهر ونعطيه شكلا جديدا فإذا أراد الحزن أن يحشد قواه ليريق دماء العشاق سنتحد أنا والساقي وندمر صروحه”.

لغة السيد المسيح عليه السلام كانت حاضرة في الأمسية من خلال أنشودة “عاشقان” التي تعود لآلاف السنين وتروي هذه الأغنية المشتقة من التراث السرياني حوارية بين رجل وامرأة سوريين حيث يقول الشاب لمحبوبته فيها.. “أجت عالعين لتعبي مي..أهلا وسهلا بقلبي وحياتي.. بعدها حلوة متل ما كانت..ولابسة الهدايا تبعي” فيما ترد الفتاة لمحبوبها.. “قلتلو عم استنى انخطب بشي يوم..أهلي بيعطوني للشب اللي بحبو..بدون نقد”.

كما قدمت قوس قزح أغنيات باللغة العربية على نحو ..”بالي معاك..فوق إلنا خل..” جنباً إلى جنب مع أغنية” طالعة من بيت أبوها” وأغنية “رياح الشمال” باللغة اليونانية إضافةً لأغنية “إضبط رقصك” باللغة المجرية فضلاً عن مقطوعة “الدانوب الأزرق” باللغة الألمانية وأغنية “السلطة الإيطالية” باللغة الإيطالية حيث يقول مطلع هذه الأغنية.. “ضعيف..ضعيف..قوي أقوى بيانو سيمو فورتي” بطيء أبطأ..شديد أشد رقيق أرق” وهي مفردات إيطالية يتخاطب بها الموسيقيون حول العالم كقاموس للغة العالم.

وقدمت الأمسية التي صممت ونفذت لها العرض البصري الفنانة سمر الأزرق روائع أغنيات طريق الحرير حيث قالت على بروشور العرض عن هذه الفعالية اللافتة.. “لم يكن اختيارنا للأغاني موجهاً نحو نوع محدد من هذا الفن النبيل فقد انتقيناها من الكلاسيكي والشعبي معا وهي مجموعة أغان يختلف بعضها عن بعض بلغاتها بغض النظر عن الشعوب والقوميات التي تستخدم هذه اللغة أو تلك فاللغة هنا شريكة الموسيقا من فعل التلاحم الإنساني والتثاقف عبر الزمان والمكان”.

وأوضحت الفرقة شارحة محفزات حفل غناء الشعوب الذي قدمته بالقول “عن قصد أو عفوا..حملت قوافل الحرير معها الأغنية مساهمة بتوحيد الشعوب ثقافيا وذلك قبل ظهور وسائل الاتصال السريع بعشرات القرون..ومازالت الأغنية تسعى لمحو الخطوط المرسومة على الخرائط ولم تتوقف عن تحقيق نتائج عظيمة.. ليس فقط لسحرها بل لأنها أبقى من الحرير”.

الأديبة ناديا خوست قالت عن الحفل “رافق القوافل المغنون الحداة والشعراء والقصاصون والمبشرون والرحالة المؤرخون فشيدوا علاقات بين ألوان الهويات الثقافية فأسس ذلك التبادل التجاري والثقافي على الحرية لا على الغزو فزينت الخانات طريق الحرير الطويل ونسجت علاقات تعارف حضارية أرادت فرقة قوس قزح “لونا للغناء الجماعي” تذكيرنا بهذه الحقيقة الحضارية الساطعة فقدمت أغنيات شعوب طريق الحرير القديم منحازةً إلى الثقافة في وجه الحرب”.

يذكر أن الحفل من أداء فرقة لونا للغناء الجماعي وهي عبارة عن خمس جوقات وأوركسترا تعمل مجتمعة ومنفردة لإنعاش الغناء الجماعي وإظهار جماليته والمساهمة في إعادته إلى المشهد الثقافي العربي و جوقة قوس قزح هي عبارة عن حشد فني كبير مكون من “جوقة الوان..جوقة ورد..جوقة شام..جوقة سنا” وأوركسترا ندى ويشرف على هذه الفرق والجوقات الفنان حسام الدين بريمو خريج المعهد العالي للموسيقا بدمشق عام 1997 بدرجة ممتاز ودرب العديد من الجوقات وشارك في العيد من الموءتمرات والمهرجانات وورش العمل في كل من مصر لبنان والأردن والجزائر والمغرب والكويت والعراق والبحرين واليونان واستراليا والبرازيل وألمانيا”.

سامر اسماعيل

www.youtube.com/watch?v=FjyToIokHMo

انظر ايضاً

توزيع جديد لأغانٍ معروفة في أمسية (وجهات نظر)

حمص-سانا أكثر من 12 أغنية قدمت بتوزيع جديد نفذه موسيقيون سوريون كبار وقدمته اليوم جوقة” …