في الحادية والثمانين وما زال مصراً على العمل

دمشق-سانا

رغم بلوغه 81 عاما ما زال العم عبد الغفور الخالد من أهالي قرية هريرة الجبلية في وداي بردى يمارس عمله الذي اعتاده يوميا حيث يقوم ببيع الخل الذي صنعه في منزله

سانا المنوعة التقت في أحد أحياء دمشق القديمة الخالد الذي لا يزال يتمتع بهمة عالية رغم نحول جسده والتجاعيد التي حفرتها السنوات على وجهه وأن كانت لم تطفىء بريق عينيه المتقدتين محبة للقرية الجبلية النائية التي تغفو على ثلج يكلل هامات أشجارها حيث حدثنا قائلا أن منطقته تشتهر بزراعة التفاح مصدر الرزق الوحيد لأبناء قريته حيث يقومون ببيع جزء منه وجزء آخر يصنعون منه الحلويات وما تبقى يقومون بتخليله.

وأضاف نقوم بقطف التفاح ونضعه في جرار كبيرة وتبدأ عملية التخمير في شهر تشرين الأول كل عام وتستمر إلى شهر تشرين الأول من العام الذي يليه ونقوم كل شهر أو أربعين يوما بالكشف على الجرار حيث نقوم بتهويتها ونضيف إليها القليل من السكر للتأكد من نجاح عملية التحول إلى خل.

وتابع الخالد أن الخل المنزلي الطبيعي صحي جدا وخال من الضرر الموجود في الخل المصنع كيميائيا ويتراوح سعر عبوة الخل سعة ليتر ونصف الليتر بين 250 ليرة سورية للخل الجديد و300 ليرة للخل المعتق الذي مضى على إنتاجه أكثر من عام لافتا إلى أن أهالي قريته وجدوا في دمشق سوقا رائجا لبضاعتهم التي يحملونها عشرات الكيلو مترات لبيعها في دمشق لافتا إلى أن أغلب الأهالي يرغبون بشراء الخل البيتي لكثافته ولأنه صحي أكثر من الخل الجاهز.

وقال الخالد أن أهالي قريته قديما كانوا يجمعون الثلج أيام الشتاء في عدة مغاور في الجبل الذي تقع فيه القرية ويخبؤونه لأيام الصيف المحرقة حيث لم تكن البرادات قد انتشرت في تلك الفترة وفي فصل الصيف يقومون باستخراجه ويحملونه على ظهور الحمير والبغال في أوعية خاصة محافظين عليه نظيفا ليبيعوه في أزقة دمشق القديمة ويصنع منه الدمشقيون السويق بإضافة عصير البرتقال أو الدبس إلى الثلج لإطفاء الظمأ في أيام الصيف.

سكينة محمد