الشريط الإخباري

شهيرة فلوح ومسيرة عطاء لأربعة عقود مع أبناء الشهداء

دمشق-سانا

لم تكن شهيرة فلوح أما لأبناء وبنات الشهداء فحسب بل كانت رفيقة ومعلمة ومربية لهم تحمل في وجدانها عاطفة غامرة لمن فقدوا آباءهم الذين استشهدوا على تراب الوطن ليعيشوا في بيتهم الثاني مدارس أبناء الشهداء.

(أماسي) في عددها السادس والعشرين أضاءت على مسيرة الأم شهيرة فلوح بالتعاون مع بصمة شباب سورية في صالة المركز الثقافي العربي بأبو رمانة ضمن أمسية حملت عنوان (سنديانة العطاء .. الأم شهيرة فلوح).

وقدمت وزارة الثقافة درعا تكريمية للأم فلوح وسط حضور عدد كبير من أمهات وأبناء الشهداء والشخصيات التي رافقت فلوح في عملها منذ أربعة عقود حتى اليوم.

وعرض فيلم قصير استعرض حياة فلوح التي تعلمت في مدارس راهبات الناصرة بعمان ودرست المحاسبة ثم انتقلت للعمل في الاتحاد النسائي في اللاذقية بعد زواجها وتسلمت المكتب الإداري للاتحاد النسائي في درعا عام 1974 وفازت في انتخابات مجلس الشعب بعد عامين وأصبحت مشرفة على مدارس أبناء الشهداء منذ عام 1981.

وحاور الأم فلوح الاعلامي ملهم الصالح مدير فعالية (أماسي) مستعرضا محطات حياتها مع شهادات لأصدقاء وأبناء شهداء أصبحوا إعلاميين كسحر الطويل وفنانين كعارف الطويل والموسيقي طارق صالحة والطبيب رائق ابراهيم إضافة إلى شهادات من شخصيات اجتماعية كالسيدة شكرية المحاميد عضو مجلس الشعب وفنية كالموسيقي صفوان بهلوان الذي أهداها أغنية (ست الحبايب) مسجلة بصوته.

الأم فلوح عبرت عن عميق شكرها لهذا التكريم واعتبرت أنها مكرمة لمجرد وجودها بين أولادها (أبناء الشهداء) فهي خلقت لهذا المكان فلولا الدماء الغالية التي بذلها آباؤهم لما كنا نحن ولا انتصر الوطن مشيرة إلى عميق فرحها حين ترى أبناء الشهداء اليوم وهم يقدمون ما لديهم لوطنهم كل حسب اختصاصه.

كما وجهت فلوح تحية محبة إلى أمهات وزوجات الشهداء في عيد الأم وباركت فيهم عطاءهم الذي تضاعف بعد استشهاد ذويهم.

وسيم مبيض مدير ثقافة دمشق أكد أن فلوح قامة عظيمة من قامات سورية لأنها مثلت دور الأم لأبناء الشهداء وكانت جديرة وقديرة بهذا الدور وقال إن تكريمها اليوم هو تكريم لنا ولكل وطني في هذا البلد كما هو تكريم لجميع أسر الشهداء الذين يعتبرونها رمزا من رموزهم الغالية.

جانسيت قازان عضو مجلس الشعب وصفت فلوح بصاحبة اليد العطرة في تربية وتعليم أبناء الشهداء فكانت المعلمة القديرة والأم الحنون لهم وما زالت حتى اليوم نبع العطاء والحنان لهؤلاء الأبناء الذين كرست فيهم حب الأرض والانتماء للوطن.

الإعلامية رائدة وقاف رأت أن تكريم فلوح خطوة مهمة لما كان لها من دور كبير ككثير من السيدات السوريات في الصمود ورعاية أبناء الشهداء سواء في الحرب العدوانية اليوم أو فيما خاضته سورية من حروب في الماضي معتبرة أن مدارس أبناء الشهداء هي منارات تشرق في سورية لترعى أبناء من قدموا دماءهم دفاعا عن وطنهم.

بلال أحمد