أنور العطار.. شاعر دمشقي استهوته طبيعة الفيحاء

دمشق-سانا

أنور العطار شاعر دمشقي أحب جمال طبيعة الفيحاء فاندمج فيها وتدفقت من بين أنامله شعرا يشبه دمشق في رقتها فتميز وعرف به حتى أصبح من أبرز شعراء وصف الطبيعة الدمشقية جاعلا من غوطتها ونهر بردى أبطالا لقصائده.

وللتعريف بمسيرة هذا الشاعر أقام مجمع اللغة العربية في دمشق محاضرة قدم خلالها العضو المراسل في المجمع الدكتور رضوان الداية لمحة عن هذا الشاعر الذي كان رومانسيا وعاطفيا مع أسرته ومحبا يميل إلى العزلة بطبعه ويأنس للطبيعة ويصغي إليها ويستلهم منها أجمل شعره ناقلا الطبيعة الشامية إلى الشعر العربي.

ولفت إلى أن جمال الطبيعة أثر على العطار واستولى على جميع أحاسيسه حتى جعل منه شاعرا رومانتيكيا يهيم بالطبيعة عشقا وافتنانا ويندفع في تصويرها متأثرا بجمالها الأخاذ وسحرها النفاذ وفتنتها الطاغية.

وأوضح الداية أن العطار كان معجبا بالمتنبي من القدماء وبأحمد شوقي من المعاصرين ووصفه العديد من الإعلام في الأدب والفن منهم الزركلي الذي قال عنه إنه شاعر رقيق من أدباء المدرسين تميز شعره بوصف الازهار والحدائق وكان مغرما بهما فجاء شعره موسيقي الايقاع.

وتوسع اهتمام أنور العطار بالطبيعة الشامية بحسب المحاضر ليشمل وصف الطبيعة في البلاد التي نزل فيها أو زارها كقصائده دجلة في الليل والبصرة والليل في بغداد ولبنان.

ووصف العطار غوطة دمشق بأنها واحدة من جنان الدنيا الأربع ونظم لها قصيدة من 91 بيتا راسما صورا من جمال دمشق وغوطتها مع بردى والأعوج وغيرهما من الينابيع المنسكبة من الجبال والتلال المتفجرة من الينابيع الغزيرة كما حظي نهر بردى في ديوانه ظلال الأيام بقصيدتين حيث راه بعين الخيال الشعري كائنا حيا يتنفس ويتحرك مستمدا من تاريخ النهر ومواضعه مفردات تلك القصائد.

كما نظم العطار قصائد للربيع واذار وللشجرة وخص دمر بقصيدة بعنوان “دمر منتزه دمشق” وكان يطوف في الحقول والبساتين ويتنقل بين الأضواء والظلال ويعايش الربيع ليرسم صوره ويبوح بما في خاطره بين مؤثرات الطبيعة المشرقة في النهار وأحوالها المؤنسة في الليل فكل وقت عنده ملامح جماله.

وذكر عضو مجمع اللغة أن الراحل العطار كتب العديد من المسرحيات الشعرية المخطوطة إضافة إلى العديد من الدواوين منها البواكير وأشواق وربيع بلا أحبة ومن كتبه النثرية الوصف والتزويق عند البحتري وأسرة الغزل في العصر الأموي والزاد من الأدب العربي.

يشار إلى أن الشاعر أنور العطار من مواليد دمشق 1913 خريج كلية الآداب بجامعتها.. عين مدرسا للعربية في حلب ودمشق وتسلم العديد من المناصب منها المفتش الأول للغة العربية وتوفي عام 1972 في دمشق.

شذى حمود

 

انظر ايضاً

المقاومة الفلسطينية تستهدف برشقة صاروخية مدينة “عسقلان” المحتلة رداً على مجازر الاحتلال الإسرائيلي