“شخصية يهوذا الإسخريوطي في نماذج روائية” محاضرة بثقافي المزة

دمشق-سانا

قال الدكتور ثائر زين الدين في محاضرته بعنوان “شخصية يهوذا الإسخريوطي في نماذج روائية” أن هذه الشخصية واحدة من الشخصيات القادمة من التراث الديني التي اشتغل عليها الروائيون منذ زمن طويل في كثير من أعمالهم بأسماء مستعارة أو صريحة وفق فضاءات وأزمان بعيدة عن الشخصيات التي استخدمت في الرواية.

وبين زين الدين في محاضرته التي ألقاها ظهر اليوم في ثقافي المزة أن استخدام شخصية يهوذا في الأدب عامة والرواية خاصة هو اكتناز هذه الشخصية بالمعاني والدلالات ولا سيما أنها ارتبطت بقضايا وجودية وإنسانية متكررة في التاريخ البشري وهذا ما جعلها قادرة على عبور زمنها إلى أزمنة أخرى.3

وأن يهوذا الإسخريوطي بحسب الباحث زين الدين هو واحد من تلامذة المسيح الأثني عشر ويشير اسمه الأول إلى أنه من اتباع يهوذا وهو يهودي العقيدة ذكرته الأناجيل جميعها على أنه الشخص الذي سلم يسوع لرؤساء الكهنة وقادة الحرس لقاء مبلغ زهيد على شكل قطع فضية.

وتذكر الأناجيل بحسب زين الدين أن السيد المسيح كان يعلم بحقيقة يهوذا وبما هو مقدم عليه ولقد حذره من سوء فعلته وما ستجره عليه من العاقبة الوخيمة كاشفا ذلك لتلامذته حيث خضعت حكاية يهوذا الانجيلية إلى كثير من الأخذ والرد ودارت حولها في الأوساط المسيحية أفكار ونظريات كثيرة منها ما يذهب إلى هلاكه الأبدي عملا بتحذير السيد المسيح له ومنها ما يبرؤه.

وذكر زين الدين أن الروائي الروسي ليونيد اندرييف الذي كتب العديد من الأعمال الأدبية الروائية والقصصية جعل شخصية يهوذا الإسخريوطي في روايته التي حمل عنوانها نفس الإسم تتربع على عرش العمل وتظل الشخصيات الأخرى في روايته ثانوية حتى اللحظات الأخيرة واصفا يهوذا بأنه سيئ الخلق ولا يمتلك أي صفة طيبة.6

وعرض الباحث زين الدين بعض الأفكار التي جاءت في رواية أولاد حارتنا لنجيب محفوظ والتي أشارت إلى شخصية يهوذا والسيد المسيح وبعض الشخصيات الدينية الأخرى إضافة إلى قابيل وهابيل مستخدما بعض الإسقاطات التي أراد أن يصل من خلالها إلى أفكاره الاجتماعية.

كما أورد الباحث زين الدين بعض المعطيات التي جاءت في رواية “الأنجيل يرويه المسيح” وهي واحدة من أهم أعمال الكاتب البرتغالي خوسيه ساراماغو الحائز العديد من الجوائز الأدبية ومنها جائزة نوبل عن روايته “سنة موت ريكاردو ريس” لافتا إلى أن هذه الرواية بما أوردته من أفكار مغلوطة سببت إشكالات أدبية واجتماعية أدت إلى نفيه خارج بلاده .

محمد الخضر