أمهات شهداء يستذكرن أبناءهن في عيد الأم

طرطوس-سانا

تستذكر نزيهة محمد من أهالي قرية البريخية بريف الدريكيش في محافظة طرطوس لحظات تسابق أبنائها الشهداء الثلاثة لمعايدتها في عيد الأم لكنها اليوم تزور ضريح أحدهم لتعايده بهذه المناسبة بينما تنتظر أن يعود اليها جثمانا الأخوين اللذين استشهدا عام 2013.

بدموع الألم الممزوجة بالفخر والاعتزاز تروي أم الشهداء الثلاثة خلال حديثها لمراسلة سانا قصة فقدها لأبنائها خلال سنوات الحرب حيث استشهد الرائد مجد عمران في منطقة زملكا عام 2013 وتبعه أخوه مرهف في نفس العام بعد شهر واحد فقط في حين استشهد وجد في حلب عام 2016.

وعلى الرغم من حزنها لفقدانهم حيث كانت تعد الأيام والساعات ليعود أبناؤها لحضنها وتفرح بقربهم منها وتزويجهم إلا أنها تؤكد أنها وهبتهم قرباناً للوطن الذي يحتاج منا التضحية والفداء وأنها لا تزال ترتسم في قلبها وعقلها صورهم الخالدة في مخيلتها أبدا.

ذكريات اجتماع الشهداء أحمد وحسن وطارق عبود في مثل هذا اليوم لم تفارق أيضاً مخيلة أمهم مركزات محمود وهي تفتقدهم كثيراً لكنها تلملم جراحها وتمسح دموعها قائلة أن سورية هي أم الكل وهي الأولى بأبنائها.

أم الشهداء الثلاثة ترى في ابنة الشهيد طارق فرحتها التي لا توصف مشيرة إلى أنها كباقي الأمهات تزور أبناءها فتقرأ الفاتحة لأرواحهم الطاهرة ولأرواح شهداء سورية الأبرار كما أنها زغردت في تشييع شهدائها وأنها تفخر بكونها أم الشهيد البطل.

السيدة نورا إبراهيم ونوس من قرية بيت كمونة لم يمنعها استشهاد ولديها شادي وحاتم معروف من إرسال ابنها الثالث فراس ليخدم في صفوف الجيش العربي السوري وقد أصيب بشلل رباعي خلال إحدى مهمامه في مدينة حماة لتبدأ معه رحلة العلاج الصعبة والقاسية لكنها تستذكر اليوم لهفتهم جميعا وحماسهم لاحضار الهدايا لها في عيد الأم الذي تعتبره يوما عظيما تعايد فيه كل أم سورية.

اندفاع أبنائها للدفاع عن الوطن لا يغادر مخيلة الأم التي تمسح دموعها لكن ما يعزيها أن سورية بخير وأن دماء الشهداء الأطهار وتضحيات الجرحى وصبر كل أم وكل زوجة وكل طفل لم تذهب هدراً بل أزهرت شقائق نعمان تفوح منها رائحة العزة والكرامة مشيرة إلى أنها تتردد باستمرار على منازل ولديها الشهيدين رافضة القول أنها قبور فهي تعتبرها بيتهم الثاني الذي تحطيه بالرياحين والورود والبخور لتبقى عامرة بعطر الانتصار.