معلم جريح يوصل رسالته التعليمية بإتقان

طرطوس-سانا

الإصابة البالغة التي تعرض لها مدرس اللغة العربية مرهف منصور خلال مواجهة التنظيمات الإرهابية المسلحة عندما كان مقاتلا في صفوف الجيش العربي السوري لم تثنه عن متابعة مهمته في تعليم الطلاب وبث روح التفاؤل والأمل فيهم بالرغم من إصابته.

المعلم الجريح الذي خطف من قبل المجموعات الإرهابية بين في حديث لسانا أنه تعرض لبتر عنق فخذ وتهتك ركبة اثر إصابته لكنه رفض العمل الإداري الذي جاء في قرار توظيفه في مديرية تربية طرطوس بعد تماثله للشفاء لأنه يحب التعامل مع الأطفال ولا يرغب في رؤية نظرة الشفقة والحزن من قبل المجتمع له كجريح عاجز فهو قادر على العطاء والعمل.

طلاب الصفين الخامس والسادس في مدرسة الشهيد علي عبد السلام العلي بمحافظة طرطوس الذين يتلقون علومهم في مجال اللغة العربية على يد الأستاذ مرهف أبدوا تخوفاً في البداية من عدم قدرته على الوقوف الطويل والمشي كونه يسير على عكاز حسب قوله لكنه أثبت لهم بالعزيمة والإصرار أنه قادر على إيصال رسالته في المجتمع رسالة المحبة والسلام والدمج بين أبناء المجتمع المحلي والوافد كون المحافظة استقبلت الكثير من المهجرين والنازحين الذين تقاسموا مع طلابها مقاعد الدراسة ورحلات المدارس وغيرها الكثير من الأنشطة ومنها المسرح والغناء والرقص والعزف أيضاً.

محاولات مرهف نجحت حسب تأكيده حيث تمكن من الوصول لأكبر شريحة في المجتمع بمن فيهم الطلاب وأهاليهم أيضاً موجها التحية والمعايدة للمعلمين في سورية الذين قدموا الكثير وتحملوا المصاعب خلال سنوات الحرب فمنهم الشهيد والجريح ومنهم ما زال يخدم في صفوف الجيش العربي السوري حاملا الوطن أمانة في عنقه.

نداء للمحبة والعودة بالوطن إلى ما كان عليه قبل الحرب ختم به الجريح الأستاذ حديثه مؤكدا أن المعلمين أدوا رسالة المحبة التي فقدناها بمرحلة من مراحل الحرب وهي الرسالة الأسمى التي يجب علينا أن نعلمها للأجيال القادمة.

غرام محمد