الحسكة-سانا
الفنان حسن حمدان العساف أحد رواد الفن التشكيلي في محافظة الحسكة وتجربته الفنية الممتدة على مدى خمسين عاما قضى معظمها في بلاد الاغتراب إلا أنه مع بداية الحرب الإرهابية على سورية آثر البقاء في وطنه لتجعله الظروف الاستثنائية أكثر التصاقا بمدينته ورغبة في خدمة أهلها لإبقاء شعلة العلم والثقافة والفن متقدة.
الفنان العساف أوضح لمراسل سانا أنه في بداية الحرب على سورية وجد نفسه أكثر التصاقا مع أبناء مدينته والدفاع عنها بطريقته الخاصة وأن التمسك بالإبداع ونشره أفضل سبيل لمواجهة الأفكار الظلامية الغريبة عن مجتمعنا الذي صدر للعالم أجمع الحرف والعلم والحضارة.
ويضيف العساف: “افتتحت أبواب مرسمي أمام كل من يرغب في نهل المعرفة والبداية كانت باستقطاب الأطفال ممن لديهم رغبة في التعلم بهدف التخفيف عنهم من مفرزات الحرب وتكريس قيم المحبة والخير والفن في نفوسهم وبعدها توسعت الدائرة لاستقبال اليافعين والشباب ليتجاوز عدد الرواد 85 تم تقسيمهم على مدار الأسبوع لكي يستوعبهم المرسم”.
ويشير العساف إلى أن رواد المرسم الشباب أغلبهم يمتلكون خلفية علمية وثقافية ويمارسون هواية الرسم بشكل عفوي حيث يتمثل دوره بالنسبة لهم بالأخذ بيدهم لاكتمال لوحاتهم بالشكل الأكاديمي وتقديم مواد الرسم والمكان والخبرة لهم وتوجيههم من حيث اللون والتقنية والكتلة والفراغ ومزج اللون ومساعدتهم في إيصال الفكرة دون الدخول بالتفاصيل أو فرض هويته الخاصة على أعمالهم ودعوتهم ليفرغوا ما بداخلهم من فكر وشحنات عاطفية بعيدا عن أي تأثير خارجي فجاءت أعمالهم متنوعة وكل واحد منهم عكس ما بداخله.
ويرى الفنان العساف أن قسما منهم أصبح شبه محترف وقادرا على افتتاح معرض فني خاص به وقسما آخر استفاد فنيا وقرر استكمال دراسته ما بعد الثانوية في كليات الفنون الجميلة.
ويشير العساف إلى أن المرسم سيبقى المكان الذي يحتضن كل من يمتلك الموهبة الفنية والرغبة في تطوير الذات موضحا أنه لن يدخر أي جهد في إكمال رسالته الفنية ونقل خبرته لكل من يرغب خدمة للوطن والحركة الفنية فيه معتبرا أن تعليم الأطفال الفن هو أجمل تجربة في مسيرته وحققت له متعة كبيرة كما أنه استفاد منهم في تشكيل أفكار بعض لوحاته.
رهف عبدو طالبة هندسة مدنية من رواد المرسم أوضحت لـ سانا أن هوايتها الرسم منذ الطفولة وقدمت إلى المرسم منذ سبعة أشهر وتعلمت الرسم الزيتي ليصبح فنها أكثر دقة وتركيزا عالجت عبره مواضيع محددة ويتمثل دور الفنان العساف في إرشادها وتوجيهها دون تدخل مباشر مشيرة إلى سعيها للوصول إلى مراحل الاحتراف الفني.
أما المهندسة آلاء البشير فأوضحت أنها بمداومتها على المرسم انتقلت من العشوائية إلى الرسم الاحترافي لتعبر برسوماتها عن أي فكرة تعكس ذاتها مستفيدة من خبرة الفنان العساف ولمساته الفنية والجمالية.
الفنان التشكيلي حسن حمدان العساف من مواليد قرية مشيرفة حمدان بريف محافظة الحسكة عام 1952 ويعد من أبرز الشخصيات الفنية التشكيلية وروادها وأسس مع عدد من زملائه في ستينيات القرن الماضي حركة الفن التشكيلي في مدينة الحسكة وشارك بعشرات المعارض الفنية في سورية وخارجها نال الكثير من الجوائز وشهادات التقدير نتيجة مكانته الفنية والإبداعية.
نزار حسن