نوكيا.. عمل مثقل بالوجودية عن الشباب بعصر الهيمنة المعلوماتية

دمشق-سانا

نوكيا عمل أدبي للروائي باسم سليمان اعتمد المنهج الواقعي في السرد ليعرض مسالك من حياة الشباب المعاصرة الذي يتعرض لغزو ثقافي عبر الشبكة الالكترونية.

الرواية التي حملت نفسا وجوديا تضمنت ثلاث شخصيات جاء بها المؤلف من عوالم واقعية وخيالية وافتراضية تتصادم بينها لتولد هوية جديدة من زخم الصراع تكون بمثابة الوريث الشرعي لها لكنه يحمل نفس الأفكار والهواجس والأسئلة القديمة.

تحكي الرواية عن جيل وجد نفسه بين فكي كماشة الزمن والتحولات الثقافية والسياسية والحضارية ويواجه العولمة والثورة التكنولوجية واقتصاديات السوق وتلاشي الإيديولوجيات الكبرى والمنظومات السياسية والتكتلات الدولية والحرب الباردة لتطرح الرواية أسئلة عن مصير الجيل الخارج من رحم ما قبل الثورة المعلوماتية.

وتتجلى الحداثة في رواية نوكيا عبر سعي المؤلف لإنتاج عمل مختلف بعيدا عن السائد والمكرس والثابت والمقدس ولا ينتصر إلا للمتحول الذي لا قداسة فيه.

تكشف الرواية بشكل واقعي عدم اهتمام الشباب بالثقافة وانشغالهم بتبادل أحاديث وسلوكيات سيئة لتصل فيما بعد إلى دعوتهم وتوجيههم إلى ما يصل بهم وبمستقبلهم إلى قدرة تمكنهم من العمل على خدمة بلدهم ومجتمعاتهم.

رواية نوكيا التي تقع في 134 صفحة من القطع المتوسط صدرت عن داري سين للثقافة والنشر والإعلام والهيثم للطباعة والنشر وتعتمد على الواقعية الفنية والتعاطي مع الحدث بأسلوب حريص على البعد عن الاستطراد الذي وجد قليلا في بعد الأماكن لخدمة تداعيات الرواية.

محمد خالد الخضر