الشريط الإخباري

جوليا دومنا صورة مشرفة للمرأة السورية

دمشق-سانا

توثق السيرة الذاتية للإمبراطورة السورية جوليا دومنا التي تربعت على عرش روما جمال المرأة السورية وذكاءها وكفاءتها ومشاركتها للرجل في بناء المجتمع وحكم الدولة وقيادة الجيش والتخطيط للمعارك وإبرام اتفاقيات السلام والاتفاقيات السياسية والتجارية الدولية.

ويقول المؤرخ الدكتور محمود السيد نائب مدير المخابر وقارئ النقوش الكتابية القديمة في المديرية العامة للآثار والمتاحف إن ولادة جوليا دومنا في مدينة حمص تؤرخ بالفترة الواقعة بين عامي 166-170 م وتنحدر من أسرة نبيلة وهي ابنة يوليوس باسانيوسي الكاهن الأعظم  لمعبد الشمس والمشرف على العبادة ليس فقط في حمص بل في سائر أنحاء الإمبراطورية الرومانية آنذاك.

وفي عام 187 م تزوجت جوليا القائد الروماني سيبتيموس سيفيروس، قائد الفرقة الرابعة في الجيش الروماني في سورية وبعد عام من الزواج انتقلت الأسرة إلى بلاد الغال وأنجبت جوليا دومنا إبنها الأول كاراكلا في مدينة  ليون الفرنسية عام 188 م ثم انتقلت الأسرة الى صقلية ثم  الى روما عام 189 م ورزقت بابن ثان يدعى جيتا ثم انتقلت الأسرة بين عامي 191-193م إلى منطقة كارنوتوم شرق فينا ثم إلى بانونيا “هنغاريا حاليا” و في عام 193م أصبح سيبتيموس سيفيروس قيصرا على روما ومنحت جوليا دومنا لقب المعظمة وأم القياصرة.

استفادت جوليا من موت القائد بلاوتيان على يد ابنها كاراكلا لتشارك زوجها في حكم عرش روما كما شاركت في التخطيط وتقديم النصائح وقيادة المعارك الحربية التي وقعت في الشرق في الفترة الواقعة ما بين عامي 195-211 م ومنحت لقب الشرف أم المعسكر وأم الوطن، وأم مجلس الشيوخ ودومينا أي السيدة عظيمة القدر والنفوذ.

في عام 204 عقدت في روما دورة الألعاب التي كانت تقع مرة واحدة فقط كل مئة وعشر سنوات برئاسة جوليا دومنا.

وفي عام 208 م شاركت جوليا زوجها في حربه ضد بريطانيا وبقيت في الجبهة مدة ثلاث سنوات وحضرت توقيع اتفاقية السلام عام 211 م.

وفي نفس العام قتل زوجها سيبتيموس سيفيروس في إحدى المعارك التي وقعت في بريطانيا ونشب خلاف على الحكم بين كاراكلا وجيتا انتهى بمقتل جيتا عام 212 م وتنصيب كاراكلا على عرش روما وأشرفت جوليا دومنا في عهده على الشوءون الإدارية للإمبراطورية الرومانية وعملت على تنشيط الحياة الثقافية والأدبية والفنية في الإمبراطورية وفي عام 214 م شاركت ابنها كاراكلا في حروبه ضد الفرس في سورية وبعد مقتل ابنها عام 217 في مدينة الرها السورية وتنصيب القائد الروماني مكاريوس قيصرا لروما فقدت جوليا عرش روما وفي نفس العام نفيت جوليا دومنا وتوفيت في أنطاكية ثم نقل جثمانها إلى روما ودفنت وفق شكل وقواعد دفن القياصرة.

ولفت المؤرخ السوري أنه اكتشف في سورية العديد من القطع الأثرية التي تصور الملكة جوليا دومنا منها قطعة نقدية مصنوعة من معدن الفضة توءرخ بالفترة الواقعة ما بين القرن الثاني والثالث الميلادي صور على وجه القطعة صورة نصفية للإمبراطورة جوليا دومنا بوضع جانبي في حين يظهر على ظهرها صورة ربة جالسة وبجانبها حيوان والنقد الأثري الفضي محفوظ حاليا في متحف دمشق الوطني.

عماد الدغلي

انظر ايضاً

بمشاركة أحد عشر فناناً وفنانة… نبض الفن 2020 في فندق جوليا دومنا بدمشق

دمشق-سانا بمشاركة أحد عشر فناناً وفنانة “نحاتين ورسامين” من أعمار مختلفة انطلق اليوم ملتقى فني …