المفتي حسون: سورية وروسيا في خندق واحد

موسكو-سانا

أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون ان سورية وروسيا في خندق واحد لأن ما يحدث في العالم من فوضى يستهدفنا جميعا.

وقال المفتي حسون خلال لقائه في موسكو اليوم سيرغي ميرونوف رئيس حزب روسيا العادلة وكتلته البرلمانية في مجلس الدوما الروسي “إن ما يجري في سورية هو فعل خارجي استغل داخليا” موضحا أن تركيا تسلح المقاتلين الشيشان والمقاتلين في ليبيا وفي جبال تونس وسورية علنا وتدرب المرتزقة من الأجانب.

1وأشار سماحة المفتي إلى أن الولايات المتحدة ودول الغرب دخلوا حربا جديدة جعلوا محورها عنصر العرق والدين وبدؤوا بيوغسلافيا فقسموها دينيا وعنصريا واتجهوا إلى الشيشان وأرادوا أن يفصلوها عرقيا واستعانوا بتركيا على ذلك وحركوا الشعوب التي تتكلم اللغة التركية بحجة الاختلاف الديني والعرقي لينفصلوا عن روسيا وكانت هذه الحركات في أخطر أيام روسيا حينما كانت تنتقل من نظام إلى نظام آخر ولكن الشعب الروسي والأحزاب الروسية كانت واعية واستطاعت أن تقف أمام هذه الهجمة.

وتساءل المفتي حسون عن معنى أن يكون أبناء 83 دولة يقاتلون في سورية قائلا “لقد جمعوهم تحت مظلة الدين وكذبوا عليهم بأنهم سيبنون دولة إسلامية ويدربونهم الآن في تركيا… فلماذا في سورية وليس في تركيا التي هي عضو في حلف الناتو” مؤكدا أن سورية استطاعت الوقوف والصمود بوجه هؤلاء على مدى أربع سنوات بفضل وعي وحكمة القيادة في سورية والموقف المشرف والداعم للأصدقاء في روسيا والصين في المحافل الدولية.

ولفت المفتي حسون إلى أننا الآن أمام انتهاء الخطر العسكري ولكن الأخطر هو الباقي المتجسد في المعركة الاجتماعية والدينية فهم بذروا الأفكار السامة في رؤوس الشباب من دول عديدة داعيا الى التحرك على وجه السرعة لوقف هذه الهجمة الدينية والوقوف في الأمم المتحدة للقول “لا يجوز الاعتراف بدولة دينية ولا بدولة عنصرية لأن هذا يؤدي إلى حروب دائمة لدى الأجيال القادمة تتحول من حروب قذرة إلى حروب مقدسة ويصير القتل مقدسا والدمار مقدسا.. أما أن نأتي من الخارج لنقيم دولة على أساس ديني كما فعلت /إسرائيل/ التي تريد إقامة دولة يهودية فهل الله موجود في فلسطين ولا يوجد في مكان آخر من العالم.

3من جانبه أكد ميرونوف على مواصلة روسيا وشعبها دعمهم لسورية الصامدة في وجه المؤامرة الغربية التي تتعرض لها لافتا الى ان عواطف الشعب الروسي ومواقفه إلى جانب الشعب السوري وقيادته الشرعية وموجهة نحو تعزيز نضال سورية ضد قوى الإرهاب التي تزرع الموت وتجلب الدمار وتسيء إلى القيم العليا للإسلام”.

وأشار الى أن الرئيس فلاديمير بوتين رسم في منتدى فالداي الأسبوع الماضي صورة واضحة عن سياسة الغطرسة الأمريكية الهدامة وقال “إن أمريكا بسياستها الدولية تقع في خطأ تلو الآخر وهي بتمويلها وتسليحها وإرسالها المتطرفين إلى سورية فشلت بمحاولتها إسقاط الدولة فيها ولم تنجح خلال العقدين الأخيرين في أي عملية قامت بها في العالم وكانت كل سيناريوهاتها فاشلة سواء في ليبيا أو العراق أو أفغانستان واليوم تفشل أيضا في أوكرانيا”.

وتحدث ميرونوف عن الدور الذي تلعبه تركيا في دعم التنظيمات الارهابية المتطرفة التي تقاتل في سورية وعلى خضوع السياسة التركية لهيمنة الولايات المتحدة ومعاييرها المزدوجة قائلا “إن الفضائح تشير إلى أن تركيا تدرب المسلحين من تنظيم داعش الارهابي وتمولهم وتسلحهم وتعالج جرحاهم وفي الوقت ذاته تعرب عن قلقها من دور داعش في المنطقة ما يدل على سياسة المعايير المزدوجة التي تستخدمها تجاه سورية”.

2وكان سفير سورية في موسكو الدكتور رياض حداد أكد أن تصرفات وافعال الولايات المتحدة في المنطقة والعالم توحي بأنها لا تعير أي اهتمام للقانون الدولي والأمم المتحدة مشيرا إلى أن الأمريكيين لا يريدون القضاء على تنظيم “داعش” الإرهابي وإنما يخططون لتدمير وتفتيت سورية وليستولوا على منطقة الشرق الأوسط برمتها ليحاصروا بعد ذلك روسيا.

وأضاف حداد “عندما عجزوا عن السيطرة على سورية قاموا باختراع داعش والآن بدؤوا التلويح بتنظيم خراسان ويقولون إنه يؤثر على الأمن القومي الأمريكي” مشددا على أن القضاء على الإرهاب يتطلب تجفيف منابعه والتزام دول الجوار إقفال وضبط الحدود لمنع دخول المقاتلين عبرها إلى سورية وكذلك وقف التمويل والإيواء والتسليح وإلا سوف يرتد الإرهاب إلى دولهم مرة أخرى.

وكان سماحة مفتى الجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون جدد خلال لقائه في موسكو أمس رئيس اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الروسي غينادي زوغانوف التأكيد على أن سورية تحارب اليوم الإرهاب الدولي عن العالم برمته وتفشل كل المخططات الامريكية والأطلسية وهى ما زالت تتمسك بفلسطين وبالمقاومة وبحقوق المستضعفين في الارض.

انظر ايضاً

المفتي حسون: الورقة التي يضعها السوريون اليوم في صناديق الاقتراع رسالة صمود

دمشق-سانا أكد سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون أن الورقة التي يضعها …