خبراء أمنيون إسبان: تنامي عمليات تجنيد أشخاص في إسبانيا ودول أوروبية لإرسالهم للانضمام إلى صفوف الإرهابيين في سورية والعراق

مدريد-سانا
أكد خبراء وباحثون أمنيون إسبان أن عمليات تجنيد أشخاص في إسبانيا ودول أوروبية أخرى وإرسالهم للانضمام إلى صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة في سورية والعراق شهدت “تناميا وارتفاعا ملحوظا” في الآونة الأخيرة.
وأوضح الخبراء والباحثون في مجال مكافحة الإرهاب في إسبانيا في تقرير نشرته صحيفة أ بي سي الإسبانية إن معدل تجنيد وإرسال الأشخاص ارتفع مؤخرا إلى أكثر من 40 شخصا شهريا بعد أن كانت التقديرات تشير إلى أنه حتى شهر تشرين الأول من عام 2013 تم إرسال ما يقارب 30 شخص شهريا كمعدل وسطي بينهم أطفال ونساء ورجال من إسبانيا إلى سورية ومالي والعراق.
ولفت الخبراء والباحثون إلى أن هذا المعدل كان انخفض مع بدايات العام الجاري حسب مصادر استخباراتية وأمنية لعدة أسباب منها إحباط عزيمة ورغبة العديد من المتطرفين في الذهاب إلى سورية للقتال هناك وارتفاع عدد القتلى من متزعمي الإرهابيين المتطرفين في سورية الذين كان لهم دور كبير وهام في عمليات
وشبكات تجنيد وتدريب الإرهابيين مؤكدين أن الخلية الجهادية الإرهابية التي تم تفكيكها في مدريد الأسبوع الماضي وتتألف من تسعة أشخاص كانت تجند أشخاصا للقتال في سورية وكان اثنان من أفرادها على وشك الذهاب إلى هناك للقتال مع المجموعات التكفيرية المتطرفة .
وأشاروا إلى أن أجهزة الأمن الإسبانية نبهت إلى إعادة إحياء وانتعاش عمليات تجنيد أشخاص في إسبانيا وبعض الدول الأوروبية وإرسالهم إلى مناطق النزاعات والحروب وخاصة إلى العراق بعد الحملة والهجمة الشرسة التي أعلنها تنظيم ما يسمى دولة العراق والشام الإرهابي ضد الدولة العراقية.
وحذر الخبراء والباحثون من الخطر الكبير الذي يشكله تنامي عمليات التجنيد والتي تهدد الأمن والأمان في إسبانيا والعالم داعين إلى اتخاذ كافة التدابير والإجراءات الضرورية واللازمة لمنع انتشار التطرف وخصوصا أن بقاء و استمرار الجماعات المتطرفة يعتمد بشكل رئيسي على شبكات التجنيد.
ولفتوا إلى أنه في السابق كان يتم اصطياد الأشخاص لتجنيدهم في المساجد ودور العبادة والمنتديات والمؤتمرات التي كانت تقيمها الجماعات المتطرفة في إسبانيا ولكن في السنوات الأخيرة قامت هذه الجماعات باتباع طرق ووسائل جديدة لاصطياد فرائسها وضحاياها وتجنيدها لصالحها وذلك من خلال وسائل الإعلام
والانترنت والمنتديات الفكرية الجهادية ومواقع وشبكات التواصل الاجتماعي التي تنشر الأفكار والمواضيع والنشاطات والأعمال الإرهابية المتطرفة.
وأضاف الخبراء والباحثون إن الحكومة الإسبانية تسعى إلى تجريم كل من يتلقى تعاليم التطرف ولكن ذلك صعب جدا لأنه ليس من السهل التكهن ومعرفة من يخطط ويريد ارتكاب عمل إرهابي قبل ارتكابه كما أن الغالبية العظمى ممن تجندوا وذهبوا من إسبانيا للقتال في سورية عبر تركيا لم تكن هناك أي مذكرة تجريم أو ملاحقة سابقة بحقهم.
يذكر أن المصادر الأمنية والاستخباراتية الإسبانية أشارت إلى وجود نحو 50 إسبانيا في صفوف المجموعات الارهابية المتطرفة في سورية فيما اعتقلت القوات الأمنية 48 شخصا عائدا من سورية خلال السنوات الثلاث الماضية وتتراوح أعمارهم بين 17 إلى 40 عاما .
وسبق للأجهزة الأمنية الاسبانية أن فككت أكثر من خلية ناشطة في مجال تجنيد الأشخاص وإرسالهم إلى سورية للقتال في صفوف المجموعات الإرهابية المسلحة كان آخرها الخلية التي تضم 9 أشخاص وتعمل تحت مسمى لواء الأندلس.