طيبة الإمام تستعيد دورة الحياة والخدمات تسترد عافيتها

حماة-سانا

تستعيد بلدة طيبة الإمام في حماة عجلة الحياة سريعا بعد أن خلصها أبطال الجيش العربي السوري من دنس الإرهاب ليعود المزارعون إلى حقولهم والناس إلى أشغالهم والأطفال إلى مدارسهم معلنين غلبة الحياة على ثقافة الموت.

جهود مضنية بذلتها ورشات صيانة الشبكة الكهربائية والمؤسسات الخدمية بالتعاون مع فعاليات المجتمع الأهلي والمجلس البلدي منذ اليوم الأول لعودة الأمن والأمان إلى البلدة في إعادة التيار الكهربائي وتأمين الغذاء ومياه الشرب وترحيل الانقاض وإزالة مخلفات الإرهاب الذي هجر أكثر من ثلثي السكان وعاد أغلبهم بفضل تضحيات الجيش العربي السوري.

واليوم بعد مضي أكثر من شهر على إعادة الأمن والأمان إلى البلدة تعود الحياة الاجتماعية إلى نشاطها المعتاد في كل المرافق الخدمية والتعليمية والتجارية والزراعية حيث تم تشغيل الأفران الأربعة التي تغذي المدينة بالسرعة القصوى وتفعيل عمل كراجها وتسيير وسائط النقل لمساعدة الأهالي على العودة إلى منازلهم حيث يوجد 30 وسيلة نقل عامة بين الطيبة وحماة بحسب رئيس مجلس المدينة جهاد السيد أحمد.

ويضيف أحمد أن الفعاليات الاقتصادية للسوق التجاري للمدينة عادت بشكل شبه كامل لتقدم خدماتها للمواطنين من بيع الخضار والأغذية واللحوم والحبوب والمواد الاستهلاكية والسلع والتجهيزات وغيرها من المواد الأخرى إضافة إلى عودة الحرفيين والمهنيين إلى ورشاتهم مع إعادة إصلاح الشبكة الكهربائية.

وكان تعافي الحركة التعليمية في البلدة التي تشتهر بارتفاع مستوى أبنائها الثقافي والعلمي أسرع من باقي القطاعات حيث بدأت العملية التدريسية منذ اليوم الأول رغم تضرر عدد من المدارس ليتجاوز عدد الطلاب والتلاميذ 10 آلاف في كل المراحل التعليمية مع اكتمال النصاب من المدرسين وتأمين المتضرر من الأثاث و المستلزمات المدرسية من قبل تربية حماة وفق المدرس عبد الله رجب الذي بين أن “نقص الكتاب المدرسي للمناهج المحدثة مشكلة عامة في المحافظة يجري العمل لحلها قريبا”.

وفي الجانب الصحي استكمل مركز البلدة طاقمه الطبي والتمريضي ليصل عدد مراجعيه يوميا إلى 100 مراجع حسب رئيس المركز الصحي الدكتور عبد الرحيم محمود العبد الله موضحا أن المركز يقدم خدمات اللقاح ومعالجة اللاشمانيا والتوليد والتحاليل المخبرية ومعالجة أمراض الأطفال وتخطيط القلب وأمراض السكري وغيرها من الأمراض لجميع المرضى.

ومع صيانة أعطال الشبكة الكهربائية أنيرت جميع حارات المدينة وشوارعها وبلغت أطوال المساحات التي تمت صيانتها نحو ألف متر تقريباً حسب المهندس عبد الله الحجي رئيس مركز الطوارئ مبينا أنه يوجد في المركز ورشتان تستقبلان شكاوى المواطنين على مدار 24 ساعة وتقومان بإجراء أعمال الصيانة لكل الأعطال فورا دون أي تأخير مع الحاجة إلى مراكز تحويل في بعض الأحياء.

وإلى الحقول والمزارع وحيث غابات الفستق الحلبي التي عانت ما عاناه أصحابها من حقد الإرهاب ينتظر الأهالي مع بدء الموسم الزراعي الجديد مطلع الشهر القادم إعادة زراعة محاصيلهم الجديدة في ظل حماية أبطال الجيش العربي السوري ويدعو رئيس الوحدة الإرشادية المهندس إبراهيم خليل العمر المعنيين في المحافظة إلى تقديم الدعم الزراعي لأبناء المدينة وبخاصة تأمين البذار والسماد والمحروقات قبيل الموسم الزراعي حتى يستعيدوا موقعهم الزراعي الرائد الذي طالما اشتهروا به.

ويأمل الأهالي بأن يعود العمل بوحدات ضخ المياه التي تغذي المدينة بعد أن تم تخريبها بشكل متعمد من قبل التنظيمات الإرهابية مع إعادة فتح الاتصالات الأرضية ويقول المواطن محمد الخطيب “يوجد في المدينة مياه للشرب لكنها ليست بالحجم الذي يكفي حاجة جميع الأسر ويتم تأمين هذه المياه عن طريق الهلال الأحمر أو من قبل أصحاب الصهاريج”.

وتبقى إرادة الحياة لأهالي مدينة طيبة الامام وعشقهم لمدينتهم عصيين على أطماع الإرهاب الأسود من خلال تصميمهم على إدارة شؤون حياتهم بأنفسهم و تفعيل خدماتهم بالشكل الأمثل كي تبقى مدينتهم مدينة الأمن والسلام في ريف حماة الشمالي.

تقرير عيسى حمود