السيسي: الهجمات الإرهابية التي تمت في سيناء جرت بدعم من جهات خارجية

القاهرة-سانا

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن العمليات الارهابية التي تستهدف الجيش المصري مدعومة وممولة من جهات خارجية من أجل كسر إرادة الجيش والشعب المصري وحتى لا يعيد المصريون بناء دولتهم وألا يحققوا أي نجاحات وأن تفشل كل جهود النهوض بالدولة.

ودعا السيسي في كلمة وجهها اليوم للشعب المصري بشأن الهجمات الإرهابية شمالي سيناء إلى التنبه والحذر مما يحاك ضد مصر مبينا أن القيادة المصرية “كانت تتوقع” كل ما يحصل منذ ما قبل الثالث من تموز الماضي “لأن مصر تخوض حرب وجود”.

وطالب السيسي المصريين بإدراك أبعاد المؤامرة الكبيرة والوقوف يدا واحدة مع الجيش والشرطة وبقية أجهزة الدولة مضيفا إن “التهديدات لا تقلقنا طالما أن الشعب المصري متنبه وصامد ويدرك أن الهدف هو إسقاط الدولة”.

وأكد السيسي أن القيادة المصرية ثابتة وتتحرك باتجاه هدف واحد هو إعادة الدولة المصرية إلى مكانتها مبينا في الوقت ذاته أن هذا الأمر “ليس سهلا ويحتاج الى الصبر وسيكون هناك معاناة وألم ودم”.

ولفت السيسي إلى أن هناك إرهابا يتم قتاله منذ شهور وقد تم قتل المئات من الإرهابيين على مدى الأسابيع والأشهر الماضية مبينا أنه لولا وقوف مصر في وجه الإرهاب لكانت سيناء تحولت إلى “كتلة إرهاب وتطرف” لا يستطيع أحد التخلص منها.

وأضاف الرئيس المصري إن “المعركة في سيناء ممتدة و لن تنتهي في أسبوع أو أشهر ونحن ثابتون ولا أحد يستطيع كسر إرادة المصريين والجيش المصري كما لا يستطيع أحد التدخل بين الشعب المصري ووحدته وقيادته” مشيرا الى أنه ستتخذ خلال الفترة القادمة إجراءات “من أجل إنهاء المشكلة في المنطقة الحدودية بين مصر وقطاع غزة”.

ودعا السيسي المصريين إلى التحلي بالأمل والثقة بأن الغد سيكون أفضل لأن الهدف هو البناء والاصلاح وليس الهدم والقتل معربا عن تعازيه “ليس لأبناء الشهداء فقط بل للمصريين جميعا لأن الشهداء الذين ارتقوا بالأمس قدموا أرواحهم من أجل أن تبقى مصر”.

المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية: عازمون على استئصال الإرهاب من أرض مصر

في السياق نفسه أكد المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية عزمه على استئصال الإرهاب من أرض مصر مشددا على أن الإعمال الإرهابية لن تزيد مصر شعبا وجيشا إلا إصرارا على اقتلاع جذور الإرهاب.

وقال المجلس في بيان له عقب جلسة طارئة عقدها صباح اليوم برئاسة الرئيس السيسي إنه تابع ببالغ الاهتمام مجريات الأحداث وتطورات الأوضاع على الاتجاهات الاستراتيجية المختلفة وخاصة في سيناء كما قام بدراسة الإجراءات المطلوب اتخاذها لمواجهة الإرهاب الغادر”.

وأضاف المجلس أنه تابع توصيات مجلس الدفاع الوطني المنعقد بالأمس والتي أقرها الرئيس السيسي ودراسة الخطوات التنفيذية لتفعيل تلك التوصيات ولاسيما إعلان حالة الطوارئ بالمناطق المشار إليها في القرار الجمهوري.

وأوضح البيان أنه تم التصديق على خطة القوات المسلحة لمجابهة الإرهاب في سيناء وعلى الاتجاهات الاستراتيجية الأخرى لافتا إلى أنه تم تكليف لجنة من كبار قادة القوات المسلحة لدراسة ملابسات الأحداث الإرهابية الأخيرة بسيناء واستخلاص “الدروس المستفادة” والتي من شأنها تعزيز جهود مكافحة الإرهاب بكل صوره في سائر أنحاء مصر.

ووفقا للبيان فقد تقرر عقد جلسة مشتركة مع قيادا ت هيئة الشرطة المدنية اليوم لتنسيق الجهود والمهام.

وكان مجلس الدفاع الوطني في مصر عقد أمس اجتماعا طارئا برئاسة الرئيس السيسي قرر خلاله فرض حالة الطوارئ في عدد من مناطق شمال سيناء لمدة ثلاثة أشهر وإعلان حالة الحداد العام في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أيام على أرواح شهداء القوات المسلحة.

وزير الخارجية المصري يدعو الجهات الدولية إلى محاربة التنظيمات الإرهابية كافة وعدم التركيز على تنظيم بعينه

وفي سياق متصل دعا وزير الخارجية المصري سامح شكري إلى تكاتف الجهود الدولية لمحاربة التنظيمات الإرهابية المختلفة المستشرية في المنطقة والتعامل مع خطرها بشكل حاسم دون التركيز على تنظيم بعينه وإغفال باقي التنظيمات خاصة في ضوء ما يجمعها من أفكار متطرفة وأيديولوجيا واحدة فضلا عن التعاون فيما بينها على المستوى العملياتي.

وقالت وزارة الخارجية المصرية في بيان صحفي وزعته مساء اليوم أن الوزير شكري تشاور خلال لقائه أرماندو فاريتشيو المستشار الدبلوماسي لرئيس وزراء إيطاليا حول تطورات الأزمة في سورية والجهود المبذولة لمكافحة الإرهاب وجهود إيطاليا في إطار التحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” الإرهابي.

ونبه شكري خلال اللقاء إلى خطورة الحرب التي تخوضها مصر ضد الإرهاب باعتباره “ظاهرة عالمية” تستهدف الأمن والاستقرار في العالم بأسره .

من جهته أعرب المستشار الدبلوماسي عن تأييد بلاده للطرح المصري في هذا الشأن قائلا إن محاربة تنظيم “داعش” الإرهابي لا يجب أن تجعلنا نغفل التعامل مع باقي التهديدات الإرهابية مشدداً على دعم بلاده للحكومة المصرية في حربها ضد الإرهاب.

وزير الداخلية المصري: الأعمال الإرهابية لن تؤثر في مسيرة مصر

بدوره أكد وزير الداخلية المصري اللواء محمد إبراهيم أن الأعمال الإرهابية التي تستهدف القوات المسلحة لن تؤثر في مسيرة مصر وأن رجال القوات المسلحة والشرطة سيواصلون مواجهتهم الحاسمة لاجتثاث تلك البؤر الإرهابية.

واعتبر ابراهيم في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية اليوم أن “هذا المخطط الإرهابي يهدف لإرباك المشهد المصري وتعطيل استكمال استحقاقات خريطة الطريق في خطوتها الأخيرة وهي الانتخابات التشريعية القادمة” مشددا على أن الأجهزة الأمنية قادرة على إحباط هذا المخطط وتأمين مجريات العملية الانتخابية في كل أنحاء مصر كما تم إنجاز الاستحقاق الأول والثاني في ظروف أمنية قد تكون أصعب وأشد مما هي عليه الآن.

ودعا اللواء إبراهيم القوى والأحزاب السياسية إلى التفاعل مع المواطنين والتواجد بالشارع بشكل أكثر تأثيرا وإيجابية وناشد المواطنين “الاستمرار في مؤازرة ودعم رجال القوات المسلحة والشرطة لإنجاز مهامهم ومسؤولياتهم في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ البلاد”.

إصابة أمين شرطة مصري برصاص مسلحين في العريش.. وإجراءات أمنية مشددة في القاهرة

إلى ذلك أصيب أمين شرطة منطقة جسر الوادي بالعريش في سيناء شمال شرق مصر اليوم برصاص مسلحين أثناء عودته إلى منزله.

وافادت وكالة أنباء الشرق الأوسط المصرية بأنه تم استهداف أمين الشرطة مصطفى السيد مصطفى بمنطقة عاطف السادات في العريش وتم نقله إلى المستشفى لتلقى العلاج.

من جهة أخرى أصيب إرهابي ينتمي لجماعة “الإخوان المسلمين” بجروح جراء انفجار عبوة ناسفة حاول زرعها قرب مركز شرطة كفر الزيات بمحافظة الغربية.

وقال مسؤول مركز الإعلام الأمني بوزارة الداخلية المصرية “إن قوات الشرطة المكلفة تأمين محيط مركز شرطة كفر الزيات لاحظت صباح اليوم قيام شخصين بترك حقيبة بمنطقة مجاورة لمركز الشرطة” مضيفا إنه عند محاولة إيقاف الإرهابيين حاولا الفرار وأثناء مطاردتهما انفجرت عبوة ناسفة كانت بحوزة أحدهما أسفرت عن إصابته وإلقاء القبض عليه وتبين أنه يدعى محمد رجب عطية أحمد مبروك ويعمل طبيبا بالمستشفى الجامعي بطنطا وينتمى لجماعة الإخوان في حين تمكن الآخر من الفرار وأبطل خبراء المتفجرات مفعول عبوة ناسفة أخرى كانت داخل الحقيبة المتروكة.

إلى ذلك أشعل مجهولون النيران في موقف للسيارات تابع لمجلس مدينة كفر الدوار في محافظة البحيرة شمال مصر ما أدى إلى احتراق 6 سيارات قمامة و4 حافلات نقل ركاب وجرارين.

وحسب مصدر أمني كشفت التحريات المبدئية عن قيام نحو 15 شخصا بمهاجمة المرآب الخاص بالوحدة المحلية لمدينة كفر الدوار بمنطقة السعرانية واعتدوا على الخفير وأشعلوا النيران في محتوياته ثم لاذوا بالفرار.

وغداة الهجمات الإرهابية التي شهدتها سيناء انتشرت قوات كبيرة من الجيش والشرطة في جميع مداخل ومخارج المحافظة شمال سيناء وفي المناطق التي تم الإعلان عن حظر التجول فيها منذ الخامسة مساء وحتى السابعة صباحا.

وأشار مصدر أمني إلى أن التعزيزات شملت دوريات أمنية بآليات مصفحة ومدرعات على طول الشوارع الرئيسية وكذلك على جميع المخارج وعند قناة السويس وعلى جميع نقاط الحدود المصرية مع فلسطين المحتلة وغزة.

كما شهد محيط وزارة الدفاع في العاصمة القاهرة اليوم وجودا مكثفا لقوات الشرطة والجيش في حالة من الاستنفار الأمني بعد التفجيرات الثلاثة التي وقعت بسيناء أمس.

وكانت سلسلة تفجيرات إرهابية هزت منطقة الشيخ زويد في سيناء بشمال شرق مصر أمس مستهدفة حاجزا للجيش المصري والقوى الأمنية راح ضحيتها عشرات العسكريين المصريين بين قتيل وجريح وتندرج في سياق الهجمة الإرهابية التي تعاني منها المنطقة وخاصة سورية والعراق ولبنان.