الشريط الإخباري

حمص تحيي الذكرى السنوية الأولى لرحيل العملاق وديع الصافي

حمص-سانا

لأن العظام لا يرحلون و يخلدهم إرثهم الذي تركوه للأجيال كما الفنان العملاق الراحل وديع الصافي فقد التصق فنه بالأرض و بكل ذرة من تراب الوطن فشدا للبنان قطعة من السما و لسورية و شعبها اللذين لهما غنى في ختام أعماله الفنية وطن السلام.4

والأمسية الغنائية التي أقامتها مؤسسة الصافي مساء أمس وأحياها الفنان انطوان وديع الصافي نجل الفنان الراحل والفنانة السورية ابنة حمص حلا نقرور بالتعاون مع فرقة جوقة الطريق التابعة لكنيسة أم الزنار وسط حضور رسمي وشعبي واسع على مسرح دار الثقافة بحمص بمناسبة ذكرى رحيل الفنان الصافي بعنوان تحية لروح السيد النبيل وديع الصافي أعادت إلى الأذهان ماضياً مليئاً بالإبداع و الفن و الأصالة و أعادت لأهل حمص ثقتهم بأن حمص لا يليق بها إلا الفرح و الفن الأصيل.

وبدأت جوقة الطريق الحفل بوصلة غنائية تضمنت أغنيات طلوا حبابنا و من بعدها موال ثم هوى الوديان و رمشة عينك و زرعنا تلالك يا بلادي و خضرة يا بلادي و بالساحة تلاقينا و قتلوني عيون السود و جينا الدار و ع الهدا كما أدت الفنانة حلا نقرور أغنية يا دنيا بإحساس رائع ثم أغنية ويلي لو يدرون و حبيبي ونور عنيي.1

وقدم الأستاذ انطوان وديع الصافي أغنية و موال صرخة بطل و أوبريت سورية الله حاميها بالمشاركة مع الفنانة نقرور و سهرة حب و غيرها من الاغاني الخالدة بأداء رائع نال إعجاب الجمهور الذي صفق له طويلاً بحماسة وتقدير.

و توجه أنطوان وديع الصافي لدى وقوفه على خشبة مسرح دار الثقافة بالشكر الكبير لوالده الذي أورثه محبة هذا الجمهور العظيم في إشارة إلى جمهور سورية الحبيبة سورية التي أثبتت وفائها للفنان الراحل في حياته و بعد وفاته بتكريمها المستمر له دولة و شعباً.

وقال الفنان الصافى خلال الحفل التكريمي فى الذكرى الأولى لرحيل الفنان الكبير وديع الصافى على خشبة مسرح دار الثقافة بحمص أن حمص هي من اختارتنا وأحبتنا وجئنا منجذبين بالمحبة وبالتاريخ العريق الذى يرمز لأصالة وثقافة واستقامة الشعب السوري ومتوجهاً بالتحية والشكر الخالص لكل من ساهم فى الحفل التكريمي لوالده الذى يعتبره تكريما له ولعائلته ولكل شريف بالوطن.

وأعرب نجل الفنان الصافي عن محبته و وفائه للشعب السوري من خلال قوله باللهجة اللبنانية (بزعل كل الدني وما بزعل سورية).5

بدورها أشارت الفنانة حلا نقرور إلى أن سورية اليوم تبادل الفنان الراحل الوفاء والعطاء لمن أعطى واحب سورية مؤكدة خصوصية حمص ديك الجن ونسيب عريضة وغيرهما فحمص منبت الفن الأصيل والشعر والأدب.

وقالت الشاعرة عبير ديب خلال تقديمها للفنان الراحل أن الراحل الصافي يستحق منا كل التقدير و حفل اليوم هو تتويج لجهود استمرت لشهرين من العمل و التحضيرات عله يكون واجهة جميلة نفتخر بها كأول حدث ثقافي يعيد لحمص وهجها الثقافي الذي عهدناه و باعتبار أن الفنان الراحل هو تاريخ وفاء و عطاء يجمعه بسورية أرضاً و شعباً.

وفي قصيدة لها باللهجة المحكية بهذه المناسبة قالت ديب :

قال وصفي قلت الحكي مشلول اخرس ع دربو معتر و مطفي قلت الكلام بيوصف المعقول لا تصعبو القصة على حرفي اسموا سمو على جبين الأرز مشغول بخيوط شمس وعز ما بتطفي.3

من جهته رأى المطران سلوانس بطرس النعمة مطران حمص و حماة وتوابعهما للسريان الأرثوذكس أن الامسية الغنائية بمناسبة رحيل الصافي في ذكراه السنوية الأولى بحمص هي لإعادة البسمة لهذه المدينة و لهذا الشعب الطيب و لكل المحزونين بوصفها مدينة السلام و المحبة على أمل أن يعم السلام ربوع سورية كافة مؤكداً أن الفنان الصافي رحل جسداً و بقي روحاً معنا من خلال مواقفه ووطنيته.

بدوره أشار بسام العيلان المدير العام لمؤسسة الصافي للإنتاج والتسويق الفني في سورية أن غناء الصافي كان و لا يزال مكونا من مكونات الثقافة السورية و هو اليوم الغائب الحاضر بفنه الراقي مشيراً إلى أن الفنان الصافي كان يمتلك بساطة في التعبير.

و خاطب العيلان روح الفنان الصافي بقوله أن الإنسان يولد ليموت وما بين ولادته وموته يصنع حضارة جسدها الصافي بمواقفه و فنه و ألحانه آملا بتحقيق الاستمرارية لحضارة الماضي و أصالة الحاضر من خلال انتقال المدرسة الصافية إلى نجله انطوان الصافي مشيراً إلى أن تخليد ذكرى الصافي اليوم من قلب حمص المدينة الراقية و مدينة السلام إنما هو لإعادة الفرح و الألق لها و لشعبها.

انظر ايضاً

دمشق تكرم الفنان الكبير الراحل وديع الصافي