لندن-سانا
كشفت صحيفة ديلي تلغراف البريطانية أن عدد المواطنين البريطانيين الذين قتلوا بعد انضمامهم إلى التنظيمات الإرهابية في سورية بما فيها تنظيم داعش الإرهابي يقدر بنحو 30 بريطانيا وسط تقارير كثيرة حول انتشار ظاهرة التطرف بين أوساط الشباب البريطاني وتوجه أعداد متزايدة منهم إلى سورية والعراق من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وفي تقرير أعده الكاتبان توم وايت هيد وجون بينغهام أوضحت الصحيفة أن تقديرات جديدة تشير إلى أن عدد البريطانيين الذين قتلوا بعد انضمامهم إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية وصل إلى 30 بريطانيا بينهم أربعة قتلوا الشهر الماضي وحده ما يمثل مؤشرا واضحا على خطورة المشكلة التي تواجهها السلطات البريطانية في التعامل مع ظاهرة تجنيد المزيد من الشبان البريطانيين واستقطابهم من قبل شبكات متطورة تنتشر في أوروبا وغيرها من دول العالم للالتحاق بصفوف الإرهابيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن بعض المحللين والخبراء في علم النفس حذروا من أن أعداد الشبان البريطانيين المتزايدة الذين ينضمون إلى التنظيمات الإرهابية سواء في سورية أو العراق تعد مؤشرا على وجود خلل اجتماعي واضح في المجتمع البريطاني يدفعهم إلى التواطؤ مع هذه التنظيمات أو الانضمام إليها.
ووفقا لأحد الخبراء الأكاديميين فإن الشبان البريطانيين الذين يغادرون منازلهم وبلادهم من أجل القتال في صفوف الإرهابيين يشعرون بالاكتئاب والوحدة وهنا يبرز دور الشبكات التي تعمل على التغرير بهم واستقطابهم من خلال مواقع التواصل الاجتماعي.
ورغم الإجراءات الأمنية التي أعلنت السلطات البريطانية عن اتخاذها مؤخرا في محاولة لمنع انضمام المزيد من مواطنيها إلى التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق إلا أن نوابا بريطانيين كشفوا أن عدد الإرهابيين البريطانيين الذين انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي يقترب من ألفين ما يدحض الاحصاءات الرسمية التي أصدرتها الحكومة البريطانية وتفيد عن انضمام 500 بريطاني فقط إلى التنظيم المذكور.
ومع تزايد التحذيرات من انتشار ظاهرة التطرف بين أوساط الشباب البريطاني وتجنيد المزيد منهم إلى التنظيمات الإرهابية عن طريق شبكة الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي كشفت دراسة جديدة أجراها الباحثون في جامعة الملكة ماري البريطانية عن تزايد أعداد الفتيات والنسوة البريطانيات اللواتي يتوجهن إلى سورية من أجل الانضمام إلى التنظيمات الإرهابية.
وأوضحت الدراسة التي نشرت نتائجها في صحيفة الغارديان البريطانية أن فتيات بريطانيات وأجنبيات لا تتجاوز أعمارهن 14 عاما يسافرن إلى سورية من أجل الزواج بإرهابيين تابعين لتنظيم داعش والقتال إلى جانبهم.
وفي إشارة إلى حالة الانحلال والتمزق التي يعاني منها المجتمع البريطاني لفتت الدراسة إلى أن حالات اليأس والاكتئاب والعزلة الاجتماعية من العوامل الشائعة التي تدفع بعض الشبان والشابات إلى التفكير بالانضمام إلى التنظيمات الإرهابية أو التواطؤ معها.
من جهة ثانية وفي ظل حالة الاستنفار الأمني الذي تشهده دول كثيرة جراء التهديد الأمني المتزايد الذي يشكله تنظيم داعش الإرهابي واستغلاله لشبكات واسعة ومنظمة تستقطب المزيد من الإرهابيين إلى صفوفه تتواصل عمليات الاعتقال التي تجريها السلطات الأمنية في العديد من الدول لأشخاص يشتبه بارتباطهم بالتنظيمات الإرهابية في سورية والعراق.
وفي هذا الشأن أعلنت الشرطة الماليزية اليوم أنه من بين الأشخاص ال 14 الذين تم اعتقالهم أمس بتهمة الارتباط بتنظيم داعش الإرهابي ثلاثة يقومون بتجنيد بعض المواطنين الماليزيين إلى هذا التنظيم وتمويل رحلاتهم إلى سورية كما يستخدمون موقع فيسبوك الالكتروني لاجتذاب وتجنيد المزيد من الإرهابيين.
ووفقا لبيان أصدرته الشرطة الماليزية ونقلته وكالة رويترز فإن “أحد المعتقلين المتهمين بتمويل وتجنيد إرهابيين في ماليزيا وإرسالهم إلى سورية يعمل في وزارة الطاقة والتكنولوجيا الماليزية وله صلات بثلاثة مطلوبين من مسلحي جماعة أبو سياف الإرهابية في الفلبين”.
وأشار البيان إلى أنه “من بين المعتقلين أيضا شخص يبلغ من العمر 34 عاماً سافر إلى سورية في وقت سابق وقاتل إلى جانب تنظيم داعش الإرهابي لمدة أربعة أشهر قبل أن يعود إلى ماليزيا في نيسان الماضي ليقوم بتوجيه وتشجيع وتبادل الخبرات مع إرهابيين آخرين”.
وكانت ماليزيا اعتقلت منذ شهر نيسان الماضي 37 شخصاً بتهمة ارتكاب أنشطة إرهابية والارتباط بتنظيم داعش الإرهابي.
من جهة أخرى أعلنت جمهورية ترينيداد وتوباغو في جنوب البحر الكاريبي أن عددا من مواطنيها سافروا إلى خارج البلاد من أجل الالتحاق بتنظيم داعش الإرهابي.
وأشار وزير الأمن الوطني في الجمهورية غاري غريفيث في تصريح نقلته وكالة رويترز إلى أن بعض هؤلاء الأشخاص انضموا إلى التنظيم الإرهابي المذكور أو يقدمون الدعم المادي واللوجستي له.
وأوضح غريفيث أن حكومة ترينيداد وتوباغو علمت من وكالات الاستخبارات الأجنبية بشأن مشاركة بعض مواطنيها في تنظيم داعش الإرهابي دون الإفصاح عن عددهم بشكل دقيق معربا عن قلقه من التهديدات الأمنية التي يشكلونها في حال عودتهم إلى بلادهم.
وفي سياق متصل أعلنت السلطات في كوسوفو عن عودة طفل في الثامنة من عمره بعد قضائه مدة خمسة أشهر مع والده الإرهابي الذي يقاتل في صفوف تنظيم داعش الإرهابي في سورية.
ونقلت اسوشيتيد برس عن رئيس وزراء كوسوفو هاشم تاجي قوله “إن الاستخبارات في كوسوفو نجحت بتحديد مكان الطفل ايريون زينة وتمكنت من إعادته إلى كوسوفو” مضيفا أن “العملية كانت معقدة وخطيرة” دون أن يفصح عن المزيد من التفاصيل حول كيفية استعادة الطفل الذي وصل إلى سورية في حزيران الماضي برفقة والده الإرهابي اربين زينة الذي انضم إلى تنظيم داعش الإرهابي.
ويعتقد مسؤولون استخباراتيون في كوسوفو أن ما بين مئة ومئتي شخص انضموا إلى تنظيم داعش الإرهابي في سورية والعراق وقد اعتقلت شرطة كوسوفو في أيلول الماضي 15 شخصا بينهم عدد من رجال الدين المتطرفين وذلك في إطار حملة اعتقال ضخمة تهدف إلى منع تدفق الشباب من أجل الانضمام إلى صفوف التنظيمات الإرهابية.