S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
دمشق-سانا
تاريخ من علاقات الصداقة المتينة والتعاون الثنائي المتميز يجمع سورية وكوريا الديمقراطية متجسدا عبر سنوات طويلة باتفاقيات وبروتوكولات أبرمت بين الجانبين بالاستناد إلى الاحترام المتبادل لآمال وتطلعات شعبي البلدين والحرص على تطوير العلاقات بينهما بشكل دائم.
مجالات التعاون الناجح بين سورية وكوريا الديمقراطية متعددة وتشمل مستويات مختلفة فمنها الاقتصادي والتجاري ومنها التكنولوجي والرياضي والثقافي إضافة إلى المجال الإعلامي حيث وقع البلدان اتفاقا في هذا السياق في الثلاثين من شهر آذار عام 1989 لتشهد علاقات التعاون بمختلف مستوياتها وفي مقدمتها الإعلامي تطورا متسارعا بعد ذلك التاريخ.
وبمناسبة الذكرى الـ 29 لتوقيع اتفاقية التعاون الإعلامي بين البلدين قامت الوكالة العربية السورية للأنباء سانا هذا العام بتجديد اتفاقية التعاون والتبادل الإخباري مع وكالة الأنباء الكورية الديمقراطية “كي سي ان ايه” والتي كانت وقعت عام 2014.
وتأتي هذه الاتفاقية من ضمن سلسلة عديدة من اتفاقيات التعاون المبرمة بين البلدين وعلى رأسها البرنامج التنفيذي للتعاون بين وزارتي الثقافة لدى البلدين إضافة إلى اتفاقية التعاون بين مرفأ “وون سان” الكوري ومرفأ طرطوس واتفاقية تعاون في المجال الرياضي.
وفي الشأن السياسي يشكل موقف بيونغ يانغ الداعم لسورية أحد أبرز مرتكزات السياسة الكورية الديمقراطية حيث أكدت مرارا وقوفها إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب ودعمها الحق السيادي غير القابل للتفاوض باستعادة الجولان السوري المحتل.
وفي المقابل أكدت الجمهورية العربية السورية في أكثر من مناسبة دعمها مطلب جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية العادل بتسوية الوضع في شبه الجزيرة الكورية سلميا ودعوتها الولايات المتحدة إلى إبرام اتفاقية سلام ترسخ الثقة وتنهي حالة الحرب بين الكوريتين وتعيد الأمن والاستقرار إلى ربوع شبه الجزيرة الكورية.
توتر الوضع في شبه الجزيرة الكورية جاء كنتيجة مباشرة لسياسات الولايات المتحدة العدائية تجاه كوريا الديمقراطية ومحاولاتها المستمرة تأجيج الخلافات في المنطقة لتحقيق أجنداتها الخاصة عبر إجراءات استفزازية مثل المناورات العسكرية المتكررة مع كوريا الجنوبية ونشر منظومة ثاد الصاروخية على مقربة من الحدود الكورية الديمقراطية إضافة إلى تهديداتها الصريحة والواضحة ضد بيونغ يانغ.
الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أصر منذ وصوله إلى الرئاسة في الولايات المتحدة على انتهاج سياسة عدائية استفزازية بهدف زعزعة الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية مطلقا كل أشكال التهديدات ضد بيونغ يانغ لرفضها الانصياع للإملاءات الأمريكية وتمسكها بحقها في الدفاع عن أمنها القومي في مواجهة الاستفزازات الأمريكية المتواصلة.
وأمام حالة الهدوء والانفراج التي تشهدها شبة الجزيرة الكورية حاليا عقب استئناف كوريا الديمقراطية وكوريا الجنوبية محادثات ثنائية غابت عن المشهد السياسي أكثر من عامين لم يجد الرئيس الأمريكي خيارا لإنقاذ ماء وجهه سوى التخفيف من حدة تهديداته الاستعراضية حيث أعلن مؤخرا استعداده لإجراء محادثات مع الرئيس الكوري الديمقراطي “كيم جونغ اون” لكن بشروط مسبقة.
من جهتها أكدت كوريا الديمقراطية على لسان متحدث باسم وزارة خارجيتها مؤخرا أنها لن تجلس إلى طاولة التفاوض مع الولايات المتحدة وفقا لشروط واشنطن بل استنادا إلى مبدأ الندية والحوار المتكافئ مشيرا إلى أن بلاده “معنية بحل القضايا العالقة بطرق دبلوماسية وسلمية عبر الحوار والمفاوضات .. لكننا لن نتسول الحوار مع واشنطن”.
وفي الوقت الذي يطلق فيه ترامب تهديداته الفارغة ويصر على سياساته الرعناء التي تواجه انتقادات واسعة على الصعيدين الداخلي والخارجي تواصل كوريا الديمقراطية نهضتها الوطنية على جميع الصعد وخاصة فيما يتعلق بخدمة شعبها حيث تطبق بيونغ يانغ نظام التعليم الإلزامي المجاني منذ عشرات السنين إضافة إلى نظام العلاج المجاني الذي يوفر للسكان خدمات علاجية بلا مقابل كما تم إلغاء الضرائب في البلاد تماماً منذ أكثر من 40 عاماً.
وتعمل الدولة في كوريا الديمقراطية أيضاً على بناء المساكن على نفقتها وتقدمها للشعب بلا مقابل كما يتمتع الكوريون بالحضارة المعاصرة مستخدمين أحدث مرافق اللهو والتسلية والمراكز الثقافية الجماهيرية التي تم تشييدها وفق أحدث المباني العصرية وأحدث التجهيزات والمرافق.
ويتمتع جميع أفراد المجتمع في كوريا الديمقراطية بالحرية السياسية والحقوق بملء إرادتهم فيما يواصل الرئيس الكوري الديمقراطي كيم جونغ اون قيادة حزب العمل بنجاح وسط تأييد منقطع النظير من أبناء الشعب الكوري لسياسته كما يحظى بمحبة الشعب واحترامه منذ تسلمه الحكم في بلاده في كانون الأول عام 2011.
باسمة كنون
