الشريط الإخباري

مجموعة “شام” الإيقاعية.. طاقة فرح موسيقية بزمن الحرب

دمشق-سانا

ولدت خلال سنوات الحرب الإرهابية على سورية لتكون مجموعة “شام” الإيقاعية طاقة فرح في جميع الحفلات التي قدمتها منذ 5 سنوات إلى اليوم حيث تعد من الفرق الموسيقية الفريدة من نوعها في سورية.

ضمت المجموعة منذ تأسيسها في نهاية عام 2013 ستة عازفين لتصل اليوم الى ما يقارب 25 عازفا من عازفي الايقاع الاكاديميين والمحترفين من أساتذة وخريجي وطلاب المعهد العالي للموسيقا يسعون الى نشر مفهوم الايقاع الاكاديمي والاحترافي من خلال ما يقدمونه من اعمال ايقاعية متنوعة.

تمتلك المجموعة أعمالا موسيقية خاصة بها لتعد بذلك قيمة مضافة لعملها الاكاديمي الممنهج وهذا ما أكده قائدها عازف الايقاع علي أحمد في تصريح لـ سانا حيث قال “عملنا منذ اليوم الاول على تأسيس شام الايقاعية لتكون مشروعا اكاديميا موسيقيا نقطة قوته تكمن بان شام من الفرق الايقاعية النادرة في الوطن العربي التي استطاعت أن تنهج الموسيقا العربية الشرقية بشكل اوركسترالي بهدف توثيقها ولتكون عملا تراكميا مستمرا في متناول الاجيال القادمة”.

تخطت المجموعة بعد خمس سنوات قدمت خلالها نحو 5 عروض موسيقية مفهوم المجموعة لتصبح اوركسترا “إيقاعية” جديدة بحسب أحمد عازف التيمباني الرئيسي الأول في الأوركسترا السيمفونية الوطنية السورية وعازف أساسي في الأوركسترا الوطنية للموسيقا العربية حيث اكد ان المجموعة التي خرجت بزمن الحرب والموت الذي طال الشعب السوري أراد اعضاؤها اثبات تمكنهم من اختصاصاتهم الأكاديمية في تقديم مشروع من ضمن المشاريع الموسيقية الراقية للجمهور السوري وإيصال رسالة للعالم ان الحرب كانت قوة ارادة فمن حاربنا بالرصاص والموت واجهناه بالموسيقا والفكر النير.

ولكون المجموعة عبارة عن مشروع مستمر فهي تتطلب جهات داعمة لها حيث اشار قائد المجموعة الحاصل على درجة الماجستير في التربية الموسيقية من جامعة دمشق وإجازة في الموسيقا من المعهد العالي للموسيقا اختصاص “إيقاع” إلى أن هذا المشروع كتب له النور من خلال تعاون اساتذة المعهد العالي ودعم الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة والفنون من خلال احتضان اعضاء الفرقة وتقديم كل الإمكانيات من مسارح للعرض واستخدام الآلات الإيقاعية ذات القيمة المادية العالية بدار الأسد.

التحديات التي واجهت عمل الفرقة تتصل بالدرجة الأولى بتحديات الحرب كما قال أحمد المشرف التربوي والنفسي في مشاريع دعم الأطفال واليافعين بالإضافة لكونه مدرب الآلات الإيقاعية لفرقة الجيش الموسيقية “إن أعضاء المجموعة هم أبناء هذه الأرض وتدريباتهم كانت أثناء سقوط قذائف الإرهاب على دار الأوبرا” مؤكدا أنهم اليوم قادرون على إقامة حفل موسيقي كل 4 أشهر بعد أن كان مقتصرا على حفل واحد في السنة بسبب وجود اعمال موسيقية خاصة بالفرقة تساعدها على إقامة حفلات دورية ومتجددة.

وعن الآلات الايقاعية التي تعزف عليها المجموعة بين أحمد الذي يعمل مدرسا لمادة الإيقاع في معاهد العالي للموسيقا وصلحي الوادي والأسد للموسيقا انها تنقسم الى نوعين الات لحنية وهي الات كبيرة تحتاج من عازفيها الى جهد عضلي وتركيز سمعي وتمتاز بمقدرتها على المزج بين الصوتين العريض والرفيع اما الالات الصغيرة فهي غير لحنية.

جمع اعضاء الفرقة حب تعلم الموسيقا اكاديميا فالعازف احمد علي سنة ثالثة بالمعهد العالي اختار الإيقاع على الغيتار ولديه مؤءلفات موسيقية صقلها اكاديميا خلال سنوات دراسته ليضاف اليها التوزيع الموسيقي لعدد من الأعمال الموسيقية الشرقية والغربية ومجموعة شام بالنسبة له جزء منه فهي الفرقة الوحيدة في سورية المختصة بالإيقاع الكلاسيكي.

أما العازفة ربا ريمة خريجة معهد إعداد مدرسين والآن تكمل دراستها في المعهد العالي ترى أن شام الايقاعية تعطيها الفرصة لتعريف الجمهور السوري عليهم كعازفي “إيقاع” وتساهم في تغيير النظرة بانهم فقط عازفو “طبل”.

وائل درويش الذي عزف “ايقاع” منذ ان كان في عمر 8 سنوات واليوم يتعلم العزف أكاديميا شغفه بحب الالات الايقاعية دفعه للانضمام الى اول اوركسترا ايقاعية وحيدة من نوعها عربيا وفق تعبيره وهي تمنح العازف الشاب ثقة كبيرة.

خصوصية مجموعة شام الايقاعية بحسب فادي الخوري أحد أعضائها تكمن في الاعتماد على الآلات الإيقاعية كدور رئيسي بينما في باقي الفرق يكون للإيقاع دور أقرب الى الثانوي وكذلك في التعريف بالالات الايقاعية اللحنية غير المعروفة في بلادنا مثل “الماريمبا والفيبرافون والزيلفون” إضافة إلى اعتمادها على الطلاب والاساتذة على حد سواء وهذا ما ينمي ثقة الطلاب بانفسهم ولا سيما عبر العزف على مسارح دار الأسد.

رهف جنود طالبة سنة ثالثة بالمعهد العالي اختصاص ايقاع تجد “شام” خلاصة لجهد وتعب وأمل كبير من قبل جميع أعضائها كما استطاعت النجاح وإثبات خصوصيتها بين الفرق الموسيقية ما يمثل تحديا كبيرا لجميع أعضائها لناحية تعريف الجمهور المتذوق للموسيقا بهذه الآلات الإيقاعية الجميلة في حين راى محمد عمران طالب سنة رابعة في المعهد العالي ان الفرقة تتطور بشكل ملحوظ وهي مشروع جديد وفريد.

وكانت مجموعة “شام” الايقاعية التي ستقدم حفلين موسيقيين يوم غد الثلاثاء.. والاربعاء المقبل عند الساعة السادسة مساء بالقاعة متعددة الاستعمالات في دار الاسد بمشاركة عازف الايقاع الشرقي مازن حمزةوعازف الأوكرديون وسام الشاعر شاركت بعدد من الحفلات في مراكز الاقامة المؤءقتة ضمن مشروع الدعم النفسي للأطفال خلال عام 2015 وأحيت مهرجان الطفولة بقلعة دمشق في شهر كانون الثاني عام 2014 وكان أول ظهور لها على مسرح دار الأسد للثقافة والفنون في آذار 2016.

رشا محفوض

انظر ايضاً

التناغم والفرح والروح المتجددة تنقل مجموعة شام الإيقاعية إلى أوركسترا احترافية