الشريط الإخباري

عهد التميمي..أيقونة فلسطين التي قهرت جنود الاحتلال

دمشق-سانا

“لا عدالة تحت الاحتلال ونحن في محكمة غير شرعية” هكذا ردت الفتاة الفلسطينية عهد التميمي على حكم سلطات الاحتلال الإسرائيلي أمس بسجنها ثمانية أشهر بتهمة التصدي لجنود الاحتلال في قريتها النبي صالح غرب رام الله بالضفة الغربية في التاسع عشر من كانون الأول الماضي .

عهد ذات السبعة عشر ربيعاً التي قهرت جنود الاحتلال وتقبع في سجونه بسبب مقاومتها وشجاعتها في التصدي لهم حيث صفعت وركلت اثنين منهم قبل أن يتم اعتقالها مع والدتها ناريمان ليست مجرد اسم عابر في تاريخ القضية الفلسطينية بل تحولت إلى رمز وبطلة وطنية يشيد الفلسطينيون والعالم الحر أجمع بشجاعتها.

باسم التميمي والد عهد وصف إجراءات المحاكمة بأنها غير شرعية وحكمها بالظالم مشيراً إلى أن هذه هي الطريقة التي يعاقب بها الاحتلال الفلسطينيين وأن كل قرارات الاحتلال غير شرعية مثلما أن الاحتلال غير شرعي.

وبالرغم من ظروف السجن القاسية والصعبة يؤكد باسم أن معنويات عهد ووالدتها عالية جداً إيماناً بعدالة قضيتنا علماً أن قضيتهما تحظى بتضامن محلي وعالمي واسع.

عهد التي باتت اليوم أيقونة المقاومة والنضال بل أيقونة فلسطين وعنواناً لقضية تحولت إلى جرح نازف لم تكن شجاعتها كافية لتحريك ضمير المجتمع الدولي الذي يكتفي بالتفرج ولا يحرك ساكنا لمداواته وخاصة أعراب الخليج الذين قابلوا هذه الشجاعة بتواطؤء وتآمر علني على القضية الفلسطينية.

ففي الوقت الذي كانت تعقد فيه جلسة المحكمة الصهيونية كان ولي عهد النظام السعودي محمد بن سلمان يجتمع في واشنطن مع جاريد كوشنر صهر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بهدف وضع اللمسات الأخيرة على “صفقة القرن” لتصفية وإنهاء القضية الفلسطينية كأحد الشروط الأمريكية لاعتلاء ابن سلمان السلطة في النظام السعودي.

الحادثة التي أدخلت عهد سجون الاحتلال ليست الأولى في حياتها حيث سجلت العديد من المواقف الشجاعة منذ كانت في الثانية عشرة من عمرها أكدت خلالها إقدامها وأنها لا  خشى المحتل وسلاحه وجبروته وهي التي نشأت في كنف عائلة ترعرعت على حب النضال ورفض الخضوع لقوانين المحتل الصهيوني ما أدى إلى تعرض والدها ووالدتها وشقيقها للاعتقال عشرات المرات فضلاً عن استشهاد العديد من أفراد عائلة التميمي التي تنتمي إليها.

لم ينل السجن من كبرياء عهد ولم تضعف ولم تخضع فخلال إحدى جلسات المحكمة سألها المحقق الصهيوني .. كيف صفعت الجندي الإسرائيلي خلال اقتحامه منزلك لتجيب بجرأة لم تنل منها مدة الاعتقال” انزع الأصفاد من يدي لأريك كيف”… إنها لطمة أخرى على وجه المحاكمات غير الشرعية التي تعتقل الأطفال والنساء والشباب لتملأ الزنازين بهم وتذيقهم مرارة الحرمان من الوطن.

يفخر الفلسطينيون كما كل أحرار العالم اليوم بعهد التي كانت تسلمت جائزة الشجاعة عام 2012 لشجاعتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي فهي أثبتت أنها أكثر رجولة من كثير من الأعراب المتحالفين مع الكيان المحتل ومع الأمريكي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني وهي التي قالت في مقابلة صحفية عام 2014 .. “إذا بقينا نشاهد الأخبار في التلفزيون مين سيحرر الأرض”.. وهي بهذه الكلمات الموجزة توجه صفعة للخانعين من الأعراب الذين باعوا القضية وتاجروا وتلاعبوا بها وخانوا كل القيم الوطنية والإنسانية وتطلق أيضاً صيحة للدفاع عن الأرض والكرامة ولهذا تصبح عهد التميمي أيقونة الشعب الفلسطيني والشعوب العربية وكل المستضعفين في العالم.

انظر ايضاً

الخارجية اللبنانية ومؤتمر الأحزاب العربية يؤكدان أهمية مقاومة الاحتلال

بيروت-سانا أكدت وزارة الخارجية والمغتربين اللبنانية أن الاسيرة الفلسطينية المحررة عهد التميمي أثبتت أن مقاومة …