المرأة السورية.. تاريخ من عطاء وتفرد يزداد اليوم ألقا مع مسؤوليات أكبر تثبت جدارتها بتحملها

دمشق-سانا

للمرأة السورية بصمتها التي لا تغيب عن ذهن المتأمل في حضارة وطن عمرها آلاف السنوات فتلك البصمة عبرت عن مكانة رفيعة اكتسبتها المرأة بعطائها وتفانيها وفكرها وتفردها فضلا عن صفحات من الصبر والصمود والتحدي كتبتها الأم التي تودع أطفالها واحدا تلو الآخر في سبيل الدفاع عن الوطن والبطلة التي تقف في صفوف الجيش العربي السوري وتدافع عن سيادة سورية وصولا إلى العاملة التي تتحدى الأزمة وتخرج لتعيل أسرتها وتسهم ببناء وطنها.

نساء سورية كن دائما في الصفوف الأولى يتحدين مع الرجال كل خطر يواجه وطنهن منذ عقود طويلة مرورا بأحداث مفصلية من تاريخ هذه الأمة لعل من أبرزها معركة تشرين التحريرية وحتى يومنا هذا الذي تواجه فيه بلادنا ظروفا استثنائية حملت المرأة السورية مسؤوليات أكبر مكنتها من إظهار جدارتها في أن تشارك بخط التاريخ كما الرجل فتحتل مكانتها الطبيعية في المجتمع كعنصر فاعل ومؤثر في بناء وحماية الوطن.

وترى الأديبة ديمة داوودي أن أهمية دور المرأة السورية وخاصة في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد تكمن في توعية المجتمع والتركيز على القيم المجتمعية والغيرية وتربية الأجيال وعلى الانتماء للأرض والمجتمع انطلاقا من وحدة نسيجه وتماسكه وتاريخه العريق عبر أجيال وحقب عديدة.

ويزداد حرص المرأة في ظل الظروف الراهنة على تكريس القيم المجتمعية والوطنية والارتباط بأرض الوطن والتمسك بتاريخه ومكوناته وتنوعه الحضاري لتعيد رسم الصورة اللائقة بتاريخ السوريين من فجر التاريخ وحتى الآن وتضيء الطريق للأجيال القادمة لبناء سورية المتجددة.

وخلال الأزمة زادت الأعباء الملقاة على عاتق المرأة السورية فما فترت عزيمتها ولا وهنت إرادتها في المضي لتأمين الحياة الكريمة لأفراد أسرتها والنهوض بهمم أبنائها للسير على درب آبائهم الشهداء حتى تحقيق النصر على إرهاب أراد تخريب سورية وتفتيت وحدتها ونسيجها الاجتماعي.

أمر تؤكده الروائية لبنى مرتضى التي ترى أن المرأة السورية ستبقى تعمل بكل قواها وبتحد كبير بوجه الفكر التكفيري الذي يواجهه المجتمع وتكريس المواطنة والواجب لدى أبناء المجتمع الواحد مبينة أن المرأة السورية بعيدة عن الصورة النمطية التي يحاول البعض تصويرها فهي رمز العطاء والحب والمسؤولية في آن واحد.

وجع الأزمة في سورية أكثر ما أرخى بظلاله على المرأة فهي إما أن تكون الأم التي تضحي بولدها أغلى ما وهبت لها الحياة فتجاهد بصبرها وصمودها وتفرح به شهيدا يروي أرض الوطن بدمه أو الزوجة التي وجدت نفسها فجأة تحمل مسؤولية الأبناء وحيدة وتربيهم على حب الوطن الذي غاب لأجله رفيق دربها عنها أو قد تكون الإبنة التي فقدت يد الحنان والدعم في لحظة مواجهة الشر المتربص بأبناء الوطن جميعا.

أكثر من ذلك فإن الإرهاب التكفيري الرامي إلى طمس كل معالم الحياة لدى السوريين الذين ما فتئوا يكتبون صفحات من الحضارة لا يفوت فرصة لاضطهاد المرأة السورية إمعانا منه في تشويه الصورة المتألقة التي حظيت بها على مر السنين فتذخر الأخبار والتقارير الحقوقية والإعلامية بالجرائم التي ترتكبها التنظيمات الإرهابية المسلحة ضد النساء والتي تريد بفكرها الظلامي التكفيري طمس صفحات من بطولات المرأة وانجازاتها وتحويلها لنكرة تطيع الأوامر وتغيب عن كل محفل تضع فيه بصمتها التي اعتادت أن تكون لها دائما.

لكن المرأة السورية انتفضت كما سورية كلها وقدمت روحها وحياتها وأبناءها في سبيل حرية بلدها الذي ترى فيه كرامتها وعزتها لتستمر حكايتها.. حكاية تاريخ عريق وملحمة حضارية سهرت مع النار الأولى وغرست البذرة الأولى وكانت اليد الأولى التي صنعت الأواني المنزلية من الطين وغزلت وحاكت الالبسة والحصر إلى المرأة الصامدة المناضلة بوجه كل عدو يهدد وطنها فكانت الالهة المقدسة رمز العطاء والشجاعة.

انظر ايضاً

بصمات واضحة للأمهات السوريات في مختلف مجالات الحياة

محافظات-سانا رغم كل التحديات التي تواجهها المرأة السورية في ظروف الحصار المفروض على سورية، إلا …