شخصيات سورية وروسية: الأطلسي يتدخل لحماية الإرهابيين

موسكو-سانا

بحثت شخصيات برلمانية ودبلوماسية ودينية سورية وروسية خلال طاولة مستديرة في موسكو اليوم دعت إليها الجمعية الامبراطورية الأرثوذوكسية الفلسطينية وضع السكان المدنيين في بلدان الشرق الأوسط التي ضربها الإرهاب مع التركيز على الأزمة في سورية وتأثيرها في مصائر شعوب المنطقة في سياق تحول العدوان على سورية من الاعتداء الإرهابي إلى التدخل الأطلسي لحماية الإرهابيين.

وأكد رئيس الجمعية سيرغي ستيباشين أن سورية تشهد عدوانا وحربا يشنها إرهابيون ومجرمون وقطاع طرق يحتمون برايات الدين استخدمتهم جهات خارجية بهدف تقسيم سورية.

وأضاف ستيباشين “اليوم وبعد أن تبينت حقائق هذه الحرب وفشلت المؤامرة على سورية بدا واضحا أن الحقائق تشير إلى تفاصيل المؤامرة التي حيكت ضدها وأن رعاة المجموعات الإرهابية يحاولون استخدام مختلف الألاعيب في المحافل الدولية لإدانة الحكومة السورية متذرعين باستخدام المواد الكيمياوية حينا وقصف المدنيين أحيانا واليوم يتذرعون بأوضاع إنسانية متدهورة في الغوطة بهدف حماية المسلحين الذين يستخدمون المدنيين كدروع بشرية لهم”.

بدوره أعرب السفير السوري في موسكو الدكتور رياض حداد عن شكر سورية للجهود التي تبذلها الجمعية لجهة إرسال المساعدات إلى الشعب السوري وفضح أهداف الحرب الإرهابية عليها.

وأوضح السفير حداد أن وضع السكان المدنيين تدهور في منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب المفروضة عليها والاعتداءات الوحشية للجماعات الإرهابية وسياسة الدول الغربية وكيان الاحتلال الصهيوني مشيرا الى ان سفارات غربية تعمل منذ 25 عاما على تسهيل إعطاء الجنسيات للمواطنين السوريين واللبنانيين والفلسطينيين لتفريغ المنطقة من أصحابها الأصليين ولتقسيمها.

من جانبه قال الممثل الخاص للرئيس الروسي لشؤون الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف “إنه نتيجة قيام الجيش السوري وبمساندة من القوات الروسية باعادة الامن والاستقرار الى عدد كبير من المناطق والإعلان عن مناطق تخفيف التوتر تظهر مؤشرات واقعية على عودة المهجرين السوريين إلى ديارهم والانخراط في اعادة اعمار بلادهم وهذا ما دل عليه مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري في سوتشي”.

ولفت بوغدانوف إلى أنه في ظروف تصاعد اعتداءات إرهابيي “داعش” والمجموعات الإرهابية الأخرى بتدمير المدن والمعابد من كنائس ومساجد يزداد استمرار هجرة المواطنين إلى خارج البلاد مشيرا الى أن هذا الوضع المآساوي يثير لدى روسيا قلقا شديدا ويظهر ذلك بصورة خاصة في سورية والعراق حيث ارتقى عشرات آلاف المواطنين جراء الاعتداءات الإرهابية مؤكدا أن الواقع يدل على أن القوى الخارجية الراعية لما سمي “بالربيع العربي” تواصل تأثيرها في مصائر شعوب المنطقة.

وبين بوغدانوف أن الوضع في الكثير من المدن العراقية ما يزال غير مطمئن كما ان وضع المواطنين المسيحيين في مصر يزداد سوءا بصورة ملحوظة حيث يتعرض جزء منهم للعنف من قبل الإرهابيين المتطرفين مشيرا إلى أن هذا الوضع بدأ يتدهور منذ غزو الأمريكيين للعراق الذي أثار الفتنة وأصبح سببا في هجرة الكثيرين من المصريين إلى خارج البلاد .

وفي سياق مواز أشار بوغدانوف إلى أن كيان الاحتلال الصهيوني يهدد من خلال ممارساته الاستيطانية العنصرية في الأراضي الفلسطينية المحتلة وجود المسيحيين وخاصة في مدينة القدس الشرقية حيث يدفعهم نحو ترك منازلهم واللجوء إلى الهجرة.

بدوره أكد رئيس قسم العلاقات الكنسية الخارجية في بطريركية موسكو وسائر روسيا المطران إيلاريون على اهمية دعم الشعب السوري وتقديم المساعدة له وقال “بمبادرة من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في العام الماضي تم تشكيل لجنة خاصة تشمل ممثلين عن جميع المكونات الروحية والشعبية وعن المؤسسات الاجتماعية في روسيا للعمل على تكثيف الجهود في تعزيز إرسال المساعدات الإنسانية لشعوب الشرق الأوسط وبصورة خاصة إلى سورية ولبنان”.

ولفت المطران إلى أن البعثة الروسية حين قيامها بتوزيع المساعدات في دمشق تعرضت للقصف من قبل إرهابيي الغوطة ورغم ذلك لم توقف عملها نتيجة هذا القصف وأكملته.

وأكد المطران أن سورية انتصرت على الإرهاب ولكن ذلك لا يعني أن الإرهاب قد انتهى حيث أن الإرهابيين فروا إلى مختلف بلدان العالم وغدا سيظهرون هنا أو هناك.

من جانبه أوضح الإعلامي عضو مجلس الاتحاد الروسي ألكسي بوشكوف أن الوضع المآساوي الذي نشأ في منطقة الشرق الأوسط هو نتجة الأعمال التي بدأت مع إعلان الرئيس الأمريكي الأسبق جورج بوش الابن الحرب على الإرهاب في وقت كانت بلاده تعمل مع الإرهاب على تدمير بلدان أخرى في الشرق الأوسط ما ساهم في خلق الظروف اللاإنسانية في هذه الدول ودفع سكانها الى الهجرة من البلاد.

وأكد بوشكوف أن التخلص من هذه الأوضاع المتفاقمة في الشرق الأوسط غير ممكن بدون إعادة الاستقرار والهدوء إليها.

بدوره توجه عضو مجلس الشعب الدكتور ريمون هلال بالشكر لتنظيم هذا اللقاء النوعي والهام في مدينة موسكو وقال “إن مكونات الشعب السوري عريقة وأصيلة وأساسية ومتجذرة في المجتمع على الرغم من كل محاولات التهجير المستمرة من قبل الإرهاب”.

وأضاف هلال “إن السوريين متمسكون بأرضهم رغم كل المغريات والتسهيلات التي يحاول الغرب تقديمها لهم وهم لا يرون مستقبلا لسورية الا بالعيش معا”.