الشريط الإخباري

ميادة بسيليس.. من أيقونات الطرب الحلبي المعاصر

دمشق-سانا

ارتبط اسمها بمدينتها العريقة وباتت واحدة من أيقونات مدينة حلب في مجال الطرب والغناء فـ “ميادة بسيليس” التي لم تغادر وطنها أكدت دائما أنها اختارت البقاء فيه ولم تغادر الشهباء وظلت وغنت لأجل سورية والإنسان والحب.

حياة المطربة ميادة بسيليس غنية بتفاصيلها التي تحدثت عنها خلال حوار مفتوح مع الصالون الأدبي لجمعية “تاء مبسوطة” التي تعنى بالأمور الاجتماعية وتنمية المرأة عبر الثقافة والفن حيث حاورتها الإعلامية ديانا جبور رئيس مجلس إدارة الجمعية.

ولدت ميادة بسيليس بمدينة حلب عام 1967 وبدأت مشوارها الغنائي منذ سن التاسعة وعن تلك المرحلة قالت “بدأت الغناء في المدرسة ومن خلال مهرجانات طلائع البعث وعبر إذاعة حلب وكان لي برنامج على أثيرها موجه للأطفال إضافة إلى مشاركاتي بفعاليات كنسية لافتة إلى دور هذه الفعاليات في تطوير المواهب الفنية من خلال مشاركاتهم في التراتيل والأمسيات.

وعن التأثير الإيجابي لأداء التراتيل على صوتها أكدت أنه كان لها أثر كبير في تهذيب النفس والروح إضافة إلى تكوين الشخصية الملتزمة في حين تمثل التأثير السلبي بالنسبة لها في حالة الخوف من الانطلاقة والانفتاح على العالم الخارجي.

وأوضحت ميادة بسيليس المتزوجة من الموسيقار سمير كويفاتي أنها استطاعت الخروج من هذه الحالة بعد زواجها حيث كان لكويفاتي الفضل في كسر حاجز الخجل والخوف لديها.

وعن تقديم الفن الملتزم وأثره عليها قالت إن “حالة الالتزام أثرت سلبا عليها فهي لا تستطيع أن تكون مطربة استعراض ولا تمتلك هذه الموهبة لكن عندما تصعد على المسرح تكون بكامل حريتها وتشعر انها بفضاء رحب ومن خلاله تخاطب روح الناس”.

صدر للمطربة ميادة بسيليس أكثر من 14 ألبوما منذ عام 1986 حيث كانت البداية مع ألبوم “يا قاتلي بالهجر” وهي أغنية من الفولكلور السوري القديم وتنوعت الأغاني التي قدمتها من ناحية الكلمات والألحان بين تجديدها للفولكلور وإنشادها للترانيم الدينية وحفاظها على شكل الأغنية العربية الراقية ولتتعلم أيضا على يد أسماء كبيرة في مجال الفن بحلب وعن ذلك قالت “تعلمت على يد أساتذة كبار بمجال الغناء منهم الشيخ حسن الحفار الذي علمني غناء مقام السبعاوي كما تعرفت على قامات فنية كبيرة أمثال صبري مدلل”.

وعن شكل العلاقة التي تربطها بزوجها في مجال العمل أوضحت أنه اثناء التسجيل لأي أغنية التي تسمع لمدة ما يقارب 3 دقائق تستغرق منا ما يقارب ثلاث ساعات تسجيل وخلال هذا الوقت يكون الجو العام مصحوبا بالتوتر وذلك لحرص كويفاتي على أن يكون التسجيل متقنا فالخطأ ممنوع عنده.

كما تحدثت عن أسباب عدم شهرتها الواسعة في الخارج ومنها أنها تغني على المسرح فقط إضافة لالتزامها مع عائلتها والتي تعد من أهم الأولويات عندها إلى جانب رفضها الغناء في المطاعم وعدم تعاقدها مع شركات إنتاج مشيرة إلى أن عملها هو ثمرة جهد مشترك ومتواصل مع زوجها دون الاعتماد على أي أحد أو وجود جهة تتبناهما.

وكان للمطربة ميادة بسيليس تعاون فني مع العديد من الملحنين السوريين كما شاركت في غناء شارات لأعمال درامية تلفزيونية منها مسلسل “أخوة التراب” و”أيام الغضب” و”أبناء القهر” و”بنات العيلة” و”لست جارية” و”نساء صغيرات”.

من جهتها بينت جبور أن الصالون الأدبي يستضيف نساء قدمن أعمالا ثقافية تخدم المرأة السورية واضفن قيما معرفية أثناء الحوار معهن وأيقونات حولن المستحيل إلى الممكن وحققن النجاح مثل المطربة ميادة بسيليس.

وأشارت إلى أنه رغم أن ميادة بسيليس أيقونة إلا أنها صعدت سلم النجاح وكسرت الحواجز بكثير من الصبر والعنفوان وقدمت البرهان على أن الفن الراقي والرفيع ليس نقيضا مع الأسرة بل على العكس هو سبب الحفاظ عليها.

يذكر أن المطربة ميادة بسيليس أحيت الكثير من الحفلات منها حفل في مجمع قصر الفنون الجميلة في سان فرانسيسكو بالولايات المتحدة وفي دار الأوبرا في مدريد وفي دار الأوبرا المصرية.

نالت ميادة بسيليس العديد من الجوائز والتكريمات منها “الأورنينا الذهبية” عن أغنية “هوى تاني” كما نالت الأغنية ذاتها جائزة الأورنينا كأفضل لحن حديث ونالت الجائزة الأولى في مهرجان الموسيقا العربية في الدار البيضاء عن أغنية “يا رجائي” وفي عام 2001 نالت الجائزة الذهبية كأفضل أغنية مصورة “فيديو كليب” في مهرجان البحرين عن أغنيتها “هوى تاني”.

ومن الألبومات التي قدمتها “خلقت جميلة” و”أبانا” و”بقلبي في حكي” و”شجرة العيد” و”حنين” و”مريميات” كما قدمت مجموعة أغان وطنية باسم “أجراس بيت لحم”.

وخلال اللقاء أدت ميادة بسيليس بعضا من أغانيها منها “كذبك حلو” و”الله عليك” وشارة مسلسل “نساء صغيرات” كما حاورت أعضاء جمعية تاء مبسوطة التي تضم سيدات من مختلف شرائح المجتمع السوري.

رشا محفوض

انظر ايضاً

حلب تحتفي بالذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنانة ميادة بسيليس

حلب-سانا بمناسبة الذكرى السنوية الأولى لرحيل الفنانة ميادة بسيليس أقيمت على خشبة مسرح نقابة