موسكو: الإرهابيون في الغوطة الشرقية يحتجزون المدنيين كرهائن

موسكو-سانا

أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف إن الإرهابيين في الغوطة الشرقية يحتجزون المدنيين كرهائن.

ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية عن بيسكوف قوله للصحفيين اليوم إن “الوضع في الغوطة الشرقية يثير قلقا كبيرا فكما تعلمون فإن الإرهابيين لا يسلمون أسلحتهم وهم يحتجزون السكان كرهائن وهو ما يجعل الوضع متوترا للغاية”.

ودعا بيسكوف الى الاهتمام بالتحذيرات الروسية حول إمكانية استخدام الإرهابيين في الغوطة الشرقية للمواد الكيميائية كنوع من الاستفزاز.
في السياق ذاته اكد غينادي غاتيلوف مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة والمنظمات الدولية الاخرى في جنيف ان الضجة التي تفتعلها الدول الغربية حول الأوضاع في الغوطة الشرقية تهدف الى تعطيل التسوية السياسية للازمة في سورية.

وأوضح غاتيلوف في حديث لوكالة تاس أن “افتعال تلك الضجة من قبل الدول الغربية لاتهام الحكومة السورية باستخدام الاسلحة الكيميائية وكذلك روسيا بشكل غير مباشر هي محاولات لتقويض التقدم نحو تسوية سياسية للازمة في سورية”.

وأشار غاتيلوف إلى أن إرهابيي جبهة النصرة الذين يتمركزون في الغوطة الشرقية يقصفون المنشات المدنية كالمستشفيات والمدارس والبعثات الدبلوماسية في العاصمة السورية مبينا ان توفير ظروف مواتية لإرسال قوافل مساعدات انسانية الى الغوطة يتطلب ضمانات تضمن توقف جبهة النصرة الارهابية عن اعتداءاتها وإطلاق القذائف على دمشق.

لافروف: قرار مجلس الأمن 2401 لا يشمل التنظيمات الإرهابية وعمليات الجيش السوري ستستمر ضدها

بدوره أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أن قرار مجلس الأمن الدولي 2401 الذي يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوما على الأقل لا يشمل تنظيمي “داعش” وجبهة النصرة الإرهابيين والفصائل المرتبطة بهما وبالتالي فإن عمليات الجيش السوري ستستمر ضدهم.

وقال لافروف خلال مؤتمر صحفي مع نظيره البرتغالي أوغستو سانتوس سيلفا في موسكو اليوم: “هناك مجموعات مسلحة سواء في الغوطة الشرقية أو في إدلب يقدمها شركاؤها ورعاتها الغربيون على أنها معتدلة وبينها (أحرار الشام) و(جيش الإسلام) لكنها تتعاون مع تنظيم جبهة النصرة المدرج على قائمة مجلس الأمن الدولي للتنظيمات الإرهابية وهذا يجعلها غير مشمولة بقرار وقف الأعمال القتالية وبالتالي تعد أهدافا شرعية لعمليات الجيش السوري وكل من يدعمه”.

وأضاف لافروف: إن “المزاعم التي تتحدث عن أن الجيش السوري مسؤول عن هجوم بغاز الكلور في الغوطة الشرقية هي استفزاز وتضليل إعلامي يهدف إلى تخريب وقف العمليات القتالية في المنطقة” مشيرا إلى أن موسكو تتوقع المزيد من التصريحات الكاذبة عن استخدام الأسلحة الكيميائية في سورية.

ولفت لافروف إلى أن روسيا حذرت من أن الإرهابيين قد يلجؤون إلى مثل هذه الاستفزازات عبر بث أخبار مفبركة عن استخدام الأسلحة الكيميائية على مواقع التواصل الاجتماعي تعتمد عليها وسائل الإعلام الغربية كمصادر موثوقة دون التحقق من مصداقيتها مبينا أن مثل هذه المعلومات ينشرها ما يسمى “الخوذ البيضاء” و”المرصد السوري لحقوق الإنسان” الذي يتخذ من لندن مقرا له إضافة إلى مصادر موجودة في الولايات المتحدة.

وأكد لافروف أن محاولات نشر معلومات من مثل هذه المصادر ستستمر بهدف الإساءة إلى الجيش السوري وإلقاء كل اللوم عليه واتهامه بارتكاب جرائم وذلك لتنفيذ خطوات كالتي نراها في مناطق شرق سورية حيث تقوم الولايات المتحدة بتنفيذ سيناريو التقسيم.

وبين لافروف أن روسيا ستواصل الحديث مع الأمريكيين ومع أعضاء “التحالف الدولي” ضد الإرهاب حول هذا الموضوع وستطلب تفسيرا للتصرفات التي تنتهك وحدة الأراضي السورية على الرغم من أن القرار الأممي 2401 أكد بوضوح ضرورة احترام سيادة سورية ووحدة أراضيها.

ريابكوف: التهديدات الأميركية ضد سورية مقلقة وتناقض القرار 2401

كما أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف ضرورة قيام جميع من أبدى قلقا حول الوضع في سورية بتنفيذ قرارات مجلس الأمن الدولي ذات الصلة بالكامل مشددا على أن التقارير حول تهديدات أميركية باحتمال استخدام القوة ضد سورية مقلقة للغاية وتتناقض بشكل كامل مع مضمون قرار مجلس الأمن رقم 2401 .

وتبنى مجلس الأمن الدولي أمس الأول بإجماع أعضائه قرارا يدعو إلى وقف الأعمال القتالية في سورية لمدة 30 يوما على الأقل ولا يسري القرار على تنظيمات “داعش” وجبهة النصرة و”القاعدة” وجميع الجماعات الأخرى والكيانات المرتبطة بها وغيرها من الجماعات الإرهابية كما حددها مجلس الأمن.

ونقلت وكالة نوفوستي عن ريابكوف قوله للصحفيين اليوم إن ما يهم بالدرجة الأولى في القرار 2401 إنه يدعو جميع الأطراف السورية للانخراط في بحث مكثف عن الحلول والتوصل إلى القرارات الضرورية.. ونحن نشعر بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأنه وعلى خلفية تصاعد اللهجة ضد سورية وكذلك روسيا في واشنطن عدنا لنسمع التهديدات باستخدام القوة بشكل غير شرعي وغير قانوني.. إنهم يبحثون عن ذريعة للقيام بذلك.

وتابع ريابكوف أن هذا الأمر يتناقض تماما مع قرار مجلس الأمن المذكور ونحن نقول إن على جميع أولئك الذين أظهروا قلقا متزايدا بشأن الوضع الإنساني في سورية أن يمتثلوا وينفذوا قرارات مجلس الأمن الدولي بالكامل ودون أي استثناءات لأنفسهم.

وفي شأن آخر أعرب ريابكوف عن قلق موسكو من الضغوط التي تمارسها واشنطن ضد كوريا الديمقراطية في الوقت الذي ظهرت فيه آفاق لإقامة الحوار بين بيونغ يانغ وسيئول.

وأوضح ريابكوف أن العقوبات الأميركية احادية الجانب التي تم الإعلان عنها ضد بيونغ يانغ يوم الجمعة الماضي مزعجة وتبعث على القلق وهي تتناقض مع التفاهمات التي تم التوصل اليها في وقت سابق بالصيغ الجماعية بما في ذلك ما يسمى مبادرة مكافحة انتشار اسلحة الدمار الشامل التي تشارك فيها روسيا أيضا.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن يوم الجمعة الماضي عن عقوبات جديدة ضد بيونغ يانغ تستهدف أصول شركات نقل بحري تابعة لبيونغ يانغ.

السفارة الروسية في واشنطن: ادعاءات الخارجية الأميركية “بفشل” عملية أستانا حول سورية مغرضة ومتناقضة ومنحازة

بدورها أكدت السفارة الروسية في واشنطن أن المزاعم التي ساقتها وزارة الخارجية الأميركية وادعت فيها “فشل” عملية أستانا حول سورية مغرضة ومتناقضة ومنحازة.

ونقلت وكالة نوفوستي عن السفارة قولها على حسابها على موقع فيسبوك الالكتروني أن “الولايات المتحدة أعربت عن دعمها للقرار 2401 الذي أصدره مجلس الأمن الدولي أمس الأول والذي يدعو لوقف الأعمال القتالية في سورية ويثنى كذلك على جهود الدول الضامنة لعملية أستانا لتعود المتحدثة باسم الخارجية الأميركية هيذر نويرت وتطلق تصريحات تناقض الموقف الأميركي في مجلس الأمن من خلال الزعم بأن عملية أستانا فشلت”.

وتابعت السفارة: إن “هذه التصريحات المتناقضة لا يمكن أن تثير سوى الحيرة واللغط لأنه لا يمكن لأحد أن يفكر أبدا في إعلان “فشل جنيف” على الرغم من أنه انطلق منذ سنوات طويلة وللأسف حتى الآن لم يتمكن من تحقيق أي خطوات مهمة في التسوية السياسية للأزمة في سورية”.

كما أعربت السفارة الروسية عن قلقها من تلقي الولايات المتحدة معلومات عن الوضع في سورية من خلال مصادر مشكوك بمصداقيتها مثل ما يسمى أصحاب “الخوذ البيضاء” التي أكد المسؤولون الروس ارتباطها بالإرهابيين.

وأضافت: “نحث الشركاء الأمريكيين على التحقق بعناية أكبر من المعلومات التي يتلقونها ومقارنتها بالوضع الحقيقي في سورية ومراعاة الجهود الدؤوبة للدول الضامنة للتوفيق بين السوريين في محادثات أستانا وفي ضوء مؤتمر الحوار الوطني السوري السوري الذي عقد مؤخرا في سوتشي”.

وشددت السفارة الروسية على أن كل ما ترمي إليه روسيا هو أن تحقق بالتعاون مع المجتمع الدولي إنجازا مبكرا في عملية محاربة الإرهاب في سورية والمساعدة على إرساء أمن واستقرار دائمين ومتينين فيها.

وكانت العاصمة الكازاخية أستانا استضافت ثمانية اجتماعات حول سورية كان آخرها في ال21 وال22 من كانون الأول الماضي وأكدت في مجملها على وحدة وسيادة سورية ومواصلة مكافحة الإرهاب وعلى تثبيت وقف الأعمال القتالية في مناطق تخفيف التوتر وعلى الحل السلمي للأزمة في سورية.

انظر ايضاً

لافروف يبحث مع حسين الأوضاع في سورية ويؤكدان ضرورة العمل الجماعي لمنع المزيد من التصعيد

موسكو-سانا بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره العراقي فؤاد حسين الأوضاع في منطقة …