الشريط الإخباري

صالة فاتح المدرس تعود للحياة بمعرض عصام درويش ورانيا المدرس- فيديو

دمشق-سانا

عادت صالة مرسم الفنان التشكيلي الرائد فاتح المدرس إلى نشاطها الفني بعد توقف لنحو سبع سنوات جراء الحرب على سورية وذلك من خلال افتتاح معرض مشترك ضم التشكيلي عصام درويش والتشكيلية رانيا المدرس مساء اليوم بحضور حشد من الفنانين والمهتمين بالفن التشكيلي السوري.

ضم المعرض 13 لوحة بحجم كبير للفنانة المدرس عبرت من خلالها عن حالات إنسانية مختلفة بأسلوب فني خلط بين السوريالية والتعبيرية والواقعية بتقنية الألوان المائية والخشبية على الورق.

أما التشكيلي درويش الذي عاد ليعرض أعماله في دمشق بعد توقف طيلة السنوات الماضية فقدم 14 عملاً كان أغلبها من تجربته الجديدة في رسم الحالات الإنسانية والبورتريه المفعمين بالدراما المعبرة عن انعكاس الأزمة على الإنسان السوري بتقنية جديدة اعتمد فيها على ورق الذهب على سطح القماش وبألوان زيتية ومواد مختلفة ما أعطى إحساسا خاصا بالغرافيك لايصال الفكرة المطلوبة.

وقال علي المبيض معاون وزير الثقافة في تصريح لـ سانا إن” هذا المعرض المهم يأتي ضمن النشاط الفني في هذه الأيام مبينا أن وزارة الثقافة تسعى لاحتضان وإقامة المعارض التي تعكس الحراك الثقافي والنشاطات والفعاليات التي تحمل رسالة مهمة للداخل والخارج لكون الفن مرآة للمجتمع.

وأضاف المبيض “عندما يمارس الفنان عمله الفني بحرية ووعي فهذا دليل على تعافي المجتمع لافتا إلى أن المعرض حمل الدهشة من خلال اللوحات التي ضمها والتي تعكس واقع الأزمة في سورية حسب رؤية الفنانين عبر الحزن على الواقع والأمل بالمستقبل والنصر الذي سنصل إليه.

ولفت المبيض إلى أهمية رمزية المكان التابع للفنان الرائد فاتح المدرس الذي رحل عام 1999 مبينا أن استعادة صالة مرسمه لنشاطها خير دليل على تعافي المجتمع والحركة التشكيلية السورية.

وقال التشكيلي درويش “قررنا أنا وشريكتي رانيا المدرس إعادة افتتاح الصالة لما للثقافة من أهمية في إعادة الأمل مشيرا إلى أن الأعمال المعروضة حملت تقنية جديدة في تجربته الفنية وضمت مواضيع مستوحاة مما حصل في سورية من ماس انعكست على وجوه الناس وأوضاعهم .

وتابع درويش إن “هذه التقنية نتجت عن تجريب طويل من خلال عمله الفني في مرسمه خلال السنوات الماضية ما أعطى نتيجة أبرزت الاحساس بالموضوع المطروح لاظهار آثار الأزمة والمأساة على وجوه الناس مبينا أن إحساس التعتيق اللوني الذي ظهر في لوحاته يشبه حالة التضاد اللوني بين الأبيض والأسود كمعبر درامي عن المأساة ما زاد من القيمة الشعورية للعمل الفني.

وأوضح درويش أن اختياره للموديل الانثوي في أغلب اللوحات جاء لامتلاك هذه الوجوه القوة التعبيرية المطلوبة مع رسمه لنفسه في أحد الأعمال بطريقة جديدة لأول مرة بحالة دهشة كبيرة لافتا إلى أن التعب النفسي الذي عاشه كل السوريين أوصل أعماله الفنية للنتيجة النهائية التي ظهرت عليها.

ورأى درويش أن الفن التشكيلي السوري قطع مرحلة مهمة بعد تفاعل الفنانين مع الأزمة وإنتاجهم لفن جديد مشيرا إلى أن هذا سينعكس مستقبلاً بوضوح بظهور نوع جديد من الفن.

وأوضح درويش أن اللوحة هي رد فعل من قبل الفنان على محيطه وكل ما سيظهر من فن تشكيلي سوري مستقبلا سيكون صرخة مدوية ضد الإرهاب الذي تعرضت له سورية لافتا إلى أن الفن لا يتوقف ولا يموت فهو مثل طائر الفينيق ينبعث دائما من الموت لأنه حاجة بشرية دائمة.

بدوره النحات والناقد التشكيلي غازي عانا قال إن “هذا المعرض مميز رغم التفاوت والاختلاف بين أعمال الفنانين من ناحية تجسيد الحالة التعبيرية مبينا أن أعمال الفنانة المدرس غير معروفة بشكل كبير للجمهور السوري وما قدمته في المعرض يحمل قيما فلسفية ما يتطلب مشاهدات أكثر للحكم على تجربتها الفنية.

وأضاف عانا “اعتدنا على العمل الفني الواقعي الرومنسي من الفنان درويش والذي يحمل دائما المتعة البصرية إلى جانب التقنية العالية والشفافية والأشتغال على حالات إنسانية مختلفة بانعكسات نفسية وفلسفية عميقة وهو ناجح بكل هذه الطروحات.

وتابع عانا إن “أعمال درويش الجديدة حملت الاختلاف من ناحية التقنية المركبة بغنى لوني استفاد فيه من اللون البني بمشتقاته إلى جانب ورق الذهب لافتا إلى أن المرأة كانت عنصرا رئيسيا عبر البورتريه والتفاصيل التعبيرية القوية ما أعطى لوحته منحى آخر مع محافظتها على قيمتها الفنية النخبوية.

من جهته قال التشكيلي عصام المأمون إن “الفنان درويش له تجربة مهمة وغنية وهو يقدم اليوم تجربة جديدة على صعيد التقنية والأسلوب والفكر مبينا أن المعارض الكثيرة التي تقام في سورية حاليا هي فرصة للوقوف أمام أعمال فنية جميلة تعبر عن وعي الفنان الفكري والفني وتحمل قيما جمالية عالية كما تتيح للمشاهد التفريق بين الفن الحقيقي والفن التزييني الفارغ من القيم الفكرية.

محمد سمير طحان