أنقرة-سانا
أعلن رئيس حزب الشعب الجمهوري التركي كمال كليتشدار أوغلو أن حزبه لن يصدق على مذكرات التفويض التي تقدمت بها حكومة حزب العدالة والتنمية إلى البرلمان التركي التي تسمح لها بالتدخل العسكري خارج حدود البلاد بذريعة محاربة تنظيم داعش الإرهابي واصفا هذه المذكرات بالخاطئة.
ونقل موقع راديكال التركي عن كليتشدار اوغلو قوله في تصريح للصحفيين خلال حفل استقبال أقيم في البرلمان التركي بمناسبة بدء العام التشريعي الجديد .. “بعد اطلاعنا على مذكرة التفويض كشفنا أن حكومة حزب العدالة والتنمية أعدت المذكرة بمفهوم كيف نواجه سورية بحجة داعش لذلك نعتبرها مذكرة خاطئة ولن
نصدق عليها”.
وأضاف إن “عملية الحل المبنية على عدم الثقة لن تجلب الحل ولو كان الهدف الحقيقي مواجهة داعش لوافقنا على مذكرة التفويض وينبغي مكافحة تنظيم داعش داخل الأراضي التركية قبل كل شيء وداعش يشكل الذريعة بينما الهدف الحقيقي هو مواجهة الدولة السورية مجددا تأكيد موقف حزبه الرافض لدخول القوات التركية إلى أراضي دولة أخرى.
وكان حزب الشعب الجمهوري التركي أعلن في 29 من الشهر الفائت رفضه مشاركة بلاده “بأعمال عسكرية” ضمن ما يسمى التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي لكنه أيد دعم تركيا لهذا التحالف بعيدا عن الأبعاد العسكرية له كما أكد كليتشدار اوغلو رفضه جر تركيا إلى الحرب في المنطقة وتحولها إلى عنصر حرب ساخنة.
إلى ذلك احتشد مئات الأتراك في ميدان تونل بمنطقة بيو اوغلو باسطنبول أمس تعبيرا عن رفضهم لمذكرة الحرب التي تمنح حكومة حزب العدالة والتنمية صلاحية استصدار قرار للتدخل العسكري خارج حدود البلاد بحجة محاربة تنظيم داعش الإرهابي والتي ستناقش في البرلمان التركي اليوم.
وأكدت صحيفة جمهوريت التركية أن المتظاهرين تحت قيادة اتحاد نقابات العمال الثوريين واتحاد نقابات موظفي الدولة واتحاد غرف المهندسين المعماريين وغرفة أطباء اسطنبول ومشاركة عدد كبير من المنظمات والأحزاب السياسية توجهوا إلى ميدان غلطة سراي وسط رفع هتافات رافضة لمذكرة الحرب ومطالبة بوقف العدوان الامبريالي على المنطقة.
إلى ذلك أعلن رئيس اتحاد غرف المهندسين المعماريين سليمان سولماز في كلمة ألقاها مخاطبا المتظاهرين عن عزمه الوقوف أمام تطبيق مذكرة الحرب في حال تمكنت حكومة حزب العدالة والتنمية من تمريرها في البرلمان التركي.
من جانبه قال ممثل اتحاد نقابات العمال الثوريين في اسطنبول اوندر أتاي خلال بيان مشترك باسم المؤسسات النقابية أن حكومة حزب العدالة والتنمية تنفذ خططا لارتكاب مجازر جديدة من خلال إشراك قواتها المسلحة في أعمال العصابات الإرهابية التي تعيث خرابا وقتلا في سورية وتعتبر مذكرة الحرب جزءا من
هذه الخطة.
وكانت حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم تقدمت في نهاية الشهر الفائت إلى البرلمان التركي بمشروع قرار يجيز التدخل في سورية ويتيح لتركيا الانضمام إلى التحالف الذى تشكل لمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وذلك بعد الدعم الضخم اللامحدود الذي قدمته هذه الحكومة للتنظيمات الإرهابية المسلحة في سورية عبر تمويل وتسليح الإرهابيين الذين ارتكبوا الجرائم والمجازر بحق السوريين على مدى السنوات الثلاث الماضية إضافة لاحتضان تنظيم داعش الإرهابي في المدن التركية ما يثير تساؤلات عدة حول حقيقة نوايا حكومة حزب العدالة والتنمية من وراء هذه الخطوة.