الشريط الإخباري

الشاعر هنيدي: الكتّاب السوريون في قلب المشهد الثقافي العربي

دمشق-سانا

تحمل المسيرة الشعرية عند الشاعر الطبيب نزار بريك هنيدي بصمة خاصة فهي تتسم بالغنى في المضامين وبثراء اللغة لتنشئ عبر أربعين سنة عالما شعريا خاصا بها.

وخلال حديث مع سانا الثقافية تطرق هنيدي للأثر الذي تركته الحرب على سورية وعلى الشعر خصوصا والأدب عموما فقال “لا بد للشعر أن يعبر باستمرار عن المواقف التي تنتاب الجوهر الإنساني الحقيقي في تصديه المستمر للحالات التي تفرض عليه” مشيرا إلى أن “ما يتعرض له السوريون منذ نحو سبع سنوات وحتى اليوم من حالة امتزجت فيها العوامل الخارجية مع الإرهاب والفكر الظلامي الرجعي ترك آثارا بليغة على الفكر والأدب والفن وعلى الجمهور وآلية التفاعل مع العمل الأدبي”.

العمل الأدبي الحقيقي لا بد له أن يفرض نفسه في النهاية وكل المظاهر السريعة ستنطفئ مثل فقاعات الصابون

وبين هنيدي أن الحراك الأدبي الحالي يتسم بسهولة النشر وازدياد المهرجانات واللقاءات الأدبية غير الرسمية التي لا تلتزم بالمعايير الأدبية أو النقدية الحقيقية ما أتاح الظهور لفئة تحتاج إلى تمرس بمقومات العمل الشعري مؤكدا في الوقت نفسه أن “الأدب ما زال موجودا في الساحة يكتبه عدد من الأدباء الذين يكابدون ما تنتجه هذه الأزمة من مؤثرات ترتسم على روحهم ما سيترك تأثيرا حاسما على مسيرة الأدب والشعر في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ سورية”.

وتابع مؤلف ديوان حرائق الندى: “العمل الأدبي الحقيقي لا بد له أن يفرض نفسه في النهاية وكل المظاهر السريعة ستنطفئ مثل فقاعات الصابون”.

وحول اجتماع اتحاد الأدباء العرب الذي استضافته دمشق مؤخرا وشارك فيه هنيدي قال “توافد الأسر الأدبية والاتحادات إلى دمشق في هذه المرحلة يعكس التضامن الفعال الذي تضمره قيادا ت هذه المؤسسات الثقافية مع الشعب السوري ومع الكتاب والمثقفين السوريين الذين عانوا الكثير من الإرهاب وما يقوم به من تدمير وقتل ممنهج ومن محاولات لفرض أفكاره الظلامية التي تتناقض بالمطلق مع الفكر النهضوي والتنويري الذي يتبع توجهات كل الأدباء والمثقفين السوريين منذ الاستقلال”.

لا يمكن لأي مشروع ثقافي عربي أن يوجد ويستمر إلا بمشاركة الكتاب السوريين

ويؤكد هنيدي أن “كتاب سورية عانوا خلال السنوات الماضية في ظل الحرب على وطنهم من تجاهلهم من قبل كتاب عرب آخرين ومن محاولات إقصائهم عن معارض الكتاب والمهرجانات والندوات العربية” وهو ما لا يمكن أن يستمر برأيه لأن “الكتاب السوريين في قلب المشهد الثقافي العربي دائما ولهم دورهم الفاعل بالحياة الثقافية العربية ولا يمكن لأي مشروع ثقافي عربي أن يوجد ويستمر إلا بمشاركتهم”.

يذكر أن الدكتور نزار بريك هنيدي عضو اتحاد الكتاب العرب وجمعية الشعر وله العديد من المؤلفات الشعرية منها “لا وقت للحياة والطوفان والرحيل نحو الصفر وغابة الصمت وضفاف المستحيل وجدلية الموت والالتصاق والبوابة والريح ونافذة حبيبتي وله في النقد أيضاً صوت الجوهر وفي مهب الشعر وهكذا تكلم جبران وفي الخطاب الشعري المعاصر ولغز المتنبي والأبدية الخضراء”.. كرمه اتحاد الكتاب العرب لفوزه بجائزة الاتحاد عن مجمل أعماله عام 2006 إلى جانب تكريم وزارة الثقافة ونقابة الأطباء وشغل أكثر من منصب ثقافي وهو عضو مجلس اتحاد الكتاب العرب.

محمد خالد الخضر