علماء: شكوك تحيط بدليل التضخم الكوني عقب الانفجار العظيم

نيويورك-سانا
أكد علماء أمريكيون أنهم الآن أصبحوا أقل تأكدا من الدليل الذي توصلوا إليه على حدوث التضخم الكوني عقب الانفجار العظيم حيث أعلنوا سابقا اكتشاف نمط ضوئي في السماء يؤكد وقوع تمدد الفضاء الذي حدث بسرعة خاطفة بعد مرور أجزاء من الثانية على الانفجار العظيم.
وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية بي بي سي أن مجموعة “بيسيب 2” الأمريكية استخدمت مجهرا في القطب الجنوبي للكشف عن هذه الإشارة ولاقى هذا الاكتشاف في آذار الماضي استحسانا كبيرا وقت الإعلان عنه ووصف بأنه جدير بجائزة نوبل لكن الانتقادات تزايدت منذ ذلك الحين وأشارت مؤسسات منافسة إلى وجود ثغرات في تحليل الفريق والأساليب التي وظفها في البحث.
ونشرت مؤسسة “بيسيب 2” الخميس الماضي رسميا بحثها في دورية فيزيكال ريسيرتش لترز العلمية وفي هذا البحث تتمسك المجموعة بقيادة علماء من الولايات المتحدة بالنتائج التي توصلت إليها لكنها أقرت بأن هناك بعض الأسئلة المهمة التي لا تزال تحتاج إلى إجابات.
وأعلن فريق البحث في مؤتمر صحفي عقد في 17 آذار الماضي عن الدليل المرتقب منذ زمن طويل على حدوث التضخم الكوني.
وقال فريق بيسيب إنه استطاع اكتشاف هذه الإشارة التي يطلق عليها استقطاب بي مود وتأخذ شكل دوامة في خصائص اتجاهات ضوء إشعاع خلفية الكون ولذا فإن هذه الإشارة دقيقة للغاية ولا يجب الخلط بينها وبين نفس تأثيرات الاستقطاب التي قد يحدثها الغبار القريب من مجرتنا.
وزادت الانتقادات بشكل كبير حينما كشف علماء يعملون على مجهر المركبة المدارية بلانك التابعة لوكالة الفضاء الأوروبية عن معلومات جديدة تصف استقطاب الغبار في درب التبانة.
وستطلق مركبة بلانك التي يتفق الجميع على فاعليتها الشديدة في تحديد سمات الغبار المزيد من البيانات قبل نهاية العام الحالي وهذا بشكل كبير جدا سيتضمن ملاحظات تتعلق بنفس الجزء من السماء الذي يغطيه مجهر “بيسيب 2”.
وحتى ذلك الوقت وظهور بيانات جديدة من مصادر أخرى فإن مؤسسة “بيسيب 2” تقر بأن هناك قدرا كبيرا من عدم اليقين يحيط بنظريتها للتضخم الكوني.
وظهرت في الثمانينيات من القرن الماضي نظرية أن الكون شهد تمددا كبيرا في أول تريليون من تريليون من تريليون من الثانية من نشأته.
وتساعد هذه الفكرة أيضا في تفسير السبب في احتفاظ عمق الفضاء بنفس الحجم في جميع الجوانب من السماء وتشير الفرضية إلى أن حدوث تمدد خاطف في بادىء الأمر ربما أدى إلى عدم وجود أي تفاوت وتتنبأ نظرية التضخم الكوني بشيء محدد للغاية وهو أن التضخم صاحبته موجات من طاقة الجاذبية وأن هذه التموجات الموجودة في النسيج المشترك بين الزمان والفضاء كان لها تأثير لا يمكن محوه على أقدم ضوء في السماء وهو إشعاع خلفية الكون.