الشريط الإخباري

سيدة سورية تواجه الأحوال الاقتصادية بأعمال يدوية

دمشق-سانا

لم تستسلم السيدة رجاء حمدان للضجر وأوقات الفراغ الطويلة والحالة الاقتصادية الصعبة وهي أم لطفلين فاتجهت أناملها التي لم تتعود يوما على العمل اليدوي لطرق هذا الباب واستغلال أوقاتها في أعمال تؤمن لها دخلا مناسبا .

وتروي السيدة حمدان وهي في منتصف الأربعينيات من عمرها وخريجة كلية علم النفس لنشرة سياحة ومجتمع تجربتها في مجال الحرف اليدوية وفي تفاصيل وجهها الفخر وعلى شفتيها حكايات كثيرة تخونها الذاكرة والانفعال عن البوح بها قائلة: “تفرغت بعد تخرجي من الجامعة لتربية اولادي الذين منحتهم كل وقتي وجهدي ولكن بعد أن كبروا شعرت بفراغ كبير مشيرة إلى أن الأعباء الاقتصادية المتزايدة دفعها إلى استغلال هذا الفراغ في أعمال تؤمن لها دخلا مناسبا”.

وقررت حمدان أن تخوض مجال الأعمال اليدوية وهي التي لم تفكر طيلة حياتها بالقيام بمثل تلك الأعمال فأجرت عدة دورات لتعلم أصول بعض الحرف اليدوية ومن ثم بدأت بتجارب خجولة في صناعة الإكسسوارات والخرز والشالات حتى طورت نفسها وباشرت بدخول هذا المجال من بابه العريض على حد تعبيرها فأصبحت تنتج الحقائب النسائية وذلك بالتعاون مع إحدى صديقاتها التي تمتلك مشغلا للخياطة .

14وتابعت حمدان أن صديقتها تقوم بصناعة الحقيبة الجلدية أو القماشية ومن ثم تقوم هي بدورها بوضع الإكسسوارات المناسبة عليها سواء من الخرز أو مواد أخرى إرضاء لرغبة الزبائن أو تبعا للموضة حيث تقوم بشراء مستلزماتها من سوق الإكسسوار في سوق الحميدية.

وأشارت حمدان إلى أن طموحها لم يتوقف عند هذا الحد بل طورت نفسها بالاطلاع على أحدث التصاميم على شبكة الانترنت ومن ثم قررت الاشتراك في البازارات لعرض منتجاتها والترويج لها والتي كان آخرها مهرجان “سورية الخير” الذي أقيم مؤخرا بالتكية السليمانية بدمشق كونها لا تستطيع شراء محل لبيعهم.

وترى حمدان في البازارات فرصة كبيرة لها ولكثيرات من أمثالها اللواتي قررن العمل في البيوت لعرض المشغولات والبيع وتعريف الناس بهن وهي الآن بعد نحو خمس سنوات من العمل أصبح لديها زبونات يتصلن بها لطلب أشياء معينة منها أو بهدف زيارتها لشراء قطع من منتجاتها.

وبطرافتها المعهودة ذكرت حمدان أنها لا تعرف فعلا كيف قررت دخول هذا المجال بحد ذاته وهي التي كانت تجهله تماما ولا تصدق أحيانا أخرى عندما ترى ما صنعته يداها من قطع جميلة مؤكدة أنها مصممة على المضي قدما وتطوير نفسها بشكل دائم وخاصة وأنها لم تعد تشعر بالفراغ والملل وهي تؤمن دخلا لا بأس به تساعد فيه زوجها في تحمل أعباء الحياة .

وحول الصعوبات التي تواجهها في العمل تقول حمدان أن إرضاء المرأة غاية لا تدرك لذلك تبذل قصارى جهدها في انتقاء الأشكال والألوان بطريقة تجذب السيدات وخاصة أمام هذا الكم الكبير من العرض في الأسواق مشيرة إلى أنها تستفيد من دراستها في معرفة الحالة النفسية للمرأة وكيفية التعامل معها .

مي عثمان