الشريط الإخباري

استفتاء الانفصال.. ارتدادات وتداعيات

دمشق-سانا

منذ إعلان إقليم كردستان شمال العراق إجراء استفتاء الانفصال إلى ما بعد إغلاق صناديق الاقتراع تواصلت ردود الأفعال الرافضة والمحذرة من مخاطر هذه الخطوة وتداعياتها السلبية على العراق ودول الجوار.

الارتدادات بدأت على شكل مواقف سياسية رافضة وتدحرجت بسرعة لتتحول إلى إجراءات عملية استهلتها الحكومة العراقية بإغلاق أجواء الإقليم أمام الرحلات الجوية ومطالبة إدارة الإقليم بوضع المنافذ البرية والجوية تحت تصرف الحكومة المركزية.

شركات الطيران الكبرى التي تسير رحلاتها إلى مطاري أربيل والسليمانية ولا سيما شركات الطيران المصرية واللبنانية والقطرية والتركية أعلنت وقف رحلاتها إلى إقليم كردستان العراق التزاما بطلب إدارة الطيران المدني العراقية ما اضطر إدارة مطار أربيل لتعليق حركة الطيران الدولي في المطار.

كما تهافت الأجانب الذين يعملون في كردستان العراق أمس الخميس نحو المطارات للسفر قبل بدء تطبيق إجراء إغلاق أجواء الإقليم بحسب وكالات الأنباء وخصوصا العاملين في المنظمات الدولية والشركات الأجنبية.

الجارة القريبة إيران لم تتأخر هي الأخرى بإعلان رفضها للاستفتاء ومطالبتها إدارة الإقليم بالتراجع عن الخطوة غير المحسوبة فأغلقت أجواءها مع الإقليم وحذرت من أنها ستغلق حدودها البرية في حال واصلت إدارة أربيل خطواتها الانفصالية معلنة أن وحدة الأراضي العراقية “خط أحمر” بالنسبة لطهران وأن أي خطوات إضافية نحو الانفصال ستؤدي إلى وقف اتفاقيات التعاون الأمنية والعسكرية المشتركة.

نظام اردوغان الذي فتح قبل سنوات حدود تركيا أمام تدفقات نفط الإقليم إلى الخارج في تحد للحكومة العراقية يبدو اليوم في موقف متبدل فهو الآخر سارع لإدانة الاستفتاء واصفا خطوة صديقه مسعود البرزاني ب “الخيانة” وهدد بإجراءات عقابية لن تتوقف عند إغلاق الحدود بل ربما تصل إلى “حد التدخل العسكري”.

ويعتمد إقليم كردستان في موارده أساسا على بيع النفط والغاز وتشكل تركيا التي فتحت حدودها لهذه التجارة منفذ الإقليم الأكبر مع العالم الخارجي غير أن أنقرة أعلنت أنها ستربط تعاملاتها النفطية مع الحكومة العراقية في بغداد كرد على الخطوة الانفصالية.

ويصدر الإقليم عبر شبكة أنابيب أنشئت حديثا عبر تركيا إلى ميناء جيهان على البحر المتوسط ما مقداره 550 ألف برميل نفط من أصل 600 ألف برميل ينتجها يوميا.

سورية المنشغلة بحربها ضد التنظيمات الإرهابية وعلى رأسها تنظيما داعش وجبهة النصرة كانت واضحة جدا في رفضها للخطوة الانفصالية حيث أكد وزير الخارجية والمغتربين وليد المعلم أن سورية “لا تعترف إلا بعراق موحد وتقف ضد محاولات تقسيمه”.

وحده كيان الاحتلال الإسرائيلي أعلن دعمه للخطوة الانفصالية ما يؤكد دوره الأساسي في مخططات التقسيم التي تستهدف الدول العربية ووحدة أراضيها الأمر الذي ظهر جليا في مخطط انفصال جنوب السودان.

هذا الدور ربما يفضحه الظهور العلني للصهيوني الفرنسي برنار هنري ليفي يوم استفتاء الانفصال الاثنين الماضي في أحد مراكز الاقتراع وهو المعروف بدوره سيئء الصيت في صناعة ما أطلق عليه الربيع العربي الذي أنجب قحطا ودمارا وإرهابا يعاني منه أكثر من دولة عربية.

خطوة الانفصال هذه قد تضع سكان كردستان أمام تحديات كبيرة فرضتها طموحات سياسية انفصالية لمسؤولي إدارة الإقليم لن تقوى على تحمله الإدارة المحلية ولا العراقيون الأكراد أنفسهم ومن شأن الإجراءات المضادة أن تطال اقتصاد الإقليم خاصة وأن تترك تداعيات سلبية على سكانه عامة.

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency