الآثار السلبية للأزمة على الأطفال في ندوة بثقافي أبو رمانة-فيديو

دمشق-سانا

ناقش المشاركون في ندوة نظمتها جمعية سورية المدنية اليوم تحت عنوان “خلي وطنك يكبر فيك” بالتعاون مع جمعية قرى الأطفال “إس أو إس” واقع الطفولة والآثار السلبية للأزمة على شريحة الأطفال وفاقدي الرعاية الأسرية منهم.

وأكد المشاركون في الندوة التي أقيمت في ثقافي ابو رمانة ضرورة الاهتمام بالأطفال فاقدي الرعاية الأسرية بشكل أكبر بما يتناسب مع احتياجاتهم ولا سيما الأطفال المشردين وأطفال الشوارع والذين ازداد عددهم نتيجة الحرب الإرهابية التي تتعرض لها سورية واعتبارهم أطفالا فاقدي الرعاية الأسرية.

ودعا المشاركون إلى إحداث معهد لرعاية الأطفال مجهولي النسب ولدوا في مناطق كانت تسيطر عليها تنظيمات إرهابية تكفيرية لتقديم الرعاية المطلوبة لهم بما يسهم بإعادة تأهيلهم نفسيا وجسديا وفكريا وتعليميا.

وتضمنت الندوة عرض فيلمين تعريفيين الأول عن أنشطة وبرامج قرى الأطفال وما تقدمه من خدمات أساسية للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية منذ تأسيسها في سورية عام 1975 بينما تحدث الفيلم الثاني عن الأنشطة الإغاثية المختلفة التي قدمتها الجمعية عبر مراكز صديقة للطفل ورعاية مؤقتة للأطفال في عدد من المحافظات مثل دمشق وحلب وطرطوس.

وبحسب الاخصائية النفسية في المنظمة وسام الدالي فإن عدد الأطفال الذين تقدم لهم الجمعية خدماتها ضمن برنامجها الأساسي 150 طفلا من الأيتام وفاقدي الرعاية الأسرية وذلك في مركز قدسيا بريف دمشق مبينة أنه سيتم افتتاح قرية جديدة في منطقة الصبورة بدمشق تتسع إلى 80 طفلا وطفلة حيث يوجد أم بديلة لكل عشرة أطفال ويقدم لهم مختلف أنواع الرعاية ضمن منزل أسري متكامل حتى بلوغهم 18 عاما.

وأشارت الدالي إلى أن الجمعية تواصل متابعة الشباب بعد عمر 18 من حيث تأمين المسكن والدعم المادي حتى الحصول على دخل خاص وإنهاء تعليمهم حيث تقدم هذا النوع من الرعاية اليوم إلى 70 شابا وشابة مؤكدة أهمية تقديم الدعم المالي الدائم للجمعية من خلال تأمين كفلاء للأطفال عبر التشارك مع مختلف الجهات الحكومية والأهلية.

من جانبها أوضحت مسؤولة برنامج الإغاثة في الجمعية خولة جبر أن البرنامج فرضته ظروف الأزمة حيث وضعت الجمعية خطة عمل تلبي الاحتياجات الحالية لرعاية الأطفال فاقدي الرعاية وتم التعاون مع مختلف الجهات لتقديم خدمات نفسية وصحية وتعليمية لهم عبر مراكز صديقة للطفل ومراكز رعاية مؤقتة حتى يتم معرفة ذويهم.

وبينت جبر أن هذا العمل واجه تحديات كبيرة وصعوبات بسبب تعدد الفئات العمرية وازدياد عددها واحتياجاتها حتى بعد معرفة الأهل لذلك أطلقت الجمعية برنامج تمكين الأسر ودراسة أوضاعها وإيجاد برنامج تدريب لها ومشاريع صغيرة لضمان استمرار الرعاية لأبنائها وتجاوز الظروف الاقتصادية الصعبة التي فرضتها الأزمة وتوفير الأمان والحماية لهؤلاء الأطفال مع أسرهم.

وسلطت جبر الضوء على برنامج الحد من عمل الأطفال الذي أطلقته الجمعية بهدف الحد من التسرب المدرسي حيث تمت إعادة نحو 500 طفل وطفلة إلى المدرسة هذا العام بعد عملية تقصي قامت بها الجمعية.

وفي تصريح لسانا بينت عضو مجلس إدارة جمعية سورية المدنية الدكتورة ربا ميرزا أن الندوة تأتي ضمن فعاليات سبت سورية المدنية الذي يعد منبر لمختلف القضايا القانونية والتعليمية والصحية والمجتمعية مشيرة إلى أن مناقشة موضوع الطفولة أمر على درجة من الأهمية لما تعرضت له هذه الفئة من معاناة جراء الحرب الإرهابية على سورية لكونهم بحاجة إلى رعاية خاصة الأمر الذي يتطلب التشبيك مع باقي الجهات لدعم مختلف برامج عمل قرى
الأطفال وتأمين أمهات بديلات.

بدورها رأت عضو مجلس الشعب جانسيت قازان أن مفرزات الحرب الإرهابية على سورية تستدعي اهتمام الجميع وتضافر الجهود لرعاية الأطفال الذين كانوا في مناطق يتواجد فيها إرهابيون ومعالجة الأذى النفسي والجسدي بسبب الانتهاكات التي تعرضوا لها موضحة أن مجلس الشعب يعمل على وضع خطط عمل مستقبلية تركز على الأطفال لتأمين مستقبل أفضل لهم وفق أسس ومعايير محددة.

وبحسب مديرة التواصل في الجمعية لور قات فإن عمل الجمعية في بداية الأزمة تركز على الجانب الإغاثي أما في مرحلة إعادة الإعمار فسيتم التوجه نحو العمل التنموي عبر شراكات مع مختلف الجهات الحكومية والجمعيات الأهلية لتأمين كل مستلزمات الرعاية للأطفال فاقدي الرعاية الأسرية معتبرة أن ما طرح بالندوة اليوم فرصة لتسليط الضوء على عمل الجمعية ويمهد لشراكات قادمة مع عدد من الجمعيات والمنظمات والتعريف بواقع الطفولة في سورية وسبر أولويات احتياجاتها.

ونوهت المديرة بأن للجمعية مشاريع متعددة إضافة إلى خطتها الوطنية لرعاية الأطفال في القرى منها مشاريع الدعم الإغاثي ومشروع الحد من عمالة الأطفال ومراكز الرعاية المؤقتة كاشفة أنه يتم السعي حاليا لإقامة شراكة مع منظمات دولية لتقديم دعم إغاثي لأهالي دير الزور لإقامة مركز للأطفال فاقدي الراعية الأسرية.