دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بالسويداء..خدمات للأسر المتضررة والوافدة

السويداء-سانا

في إطار المبادرات المجتمعية للتخفيف من آثار الأزمة على الأسر المتضررة تعمل دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة لبطريركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس على تقديم خدماتها للأسر الوافدة إلى محافظة السويداء من خلال عدة برامج إغاثية وتنموية وفي مجال التدريب والتعليم وتنمية الطاقات البشرية وتطوير المشاريع ذات الإكتفاء الذاتي وتوفير فرص عمل جديدة للمهجرين بالتعاون مع المؤسسات المحلية.

وتبين مديرة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية التابعة للبطريركية راغدة الأشهب في تصريح لمراسلة سانا أن الدائرة هيئة غير ربحية تهدف إلى تطوير قدرات العاملين فيها لتمكينهم من مواجهة التحديات وتأدية رسالتهم ودعم المبادرات التي تهدف إلى تطوير مفهوم التنمية المستدامة في المجال الاقتصادي والاجتماعي والتربوي من خلال أعمال ملموسة يقدمها مركز المساعدات الإنسانية فيها للأفراد.

وتشير الأشهب إلى أن الدائرة تنفذ برامج عدة في مقدمتها برنامج المساعدات الإنسانية حيث يقوم مركز المساعدات عبر مكتب التسجيل في السويداء بتوزيع الحصص المختلفة على العائلات الوافدة من خارج المحافظة من بطانيات وفرش وأدوات المطبخ وسلل غذائية وصحية تمكنهم من العيش ضمن ظروف صحية سليمة إلى جانب برنامج المساعدات غير المالية الذي يقدم المركز من خلاله مجموعة من الاحتياجات كالكراسي المتحركة والسماعات والنظارات الطبية والخاصة بالأطفال والعجزة حيث بلغ مجموع هذه المساعدات حتى الآن 73 مساعدة.

كما تشمل البرامج حسب الأشهب برنامج المياه والإصحاح الذي يهدف بدوره إلى مساعدة المحتاجين على تأمين مياه الشرب ضمن الشروط الصحية عبر تقديم وسائل تخزين وتنقية مناسبة من خلال إجراء مسح ميداني وزيارات للعائلات المحتاجة لتقييم الإحتياج حسب مناطق توزعها الجغرافي.

وتشير الأشهب إلى أهمية برنامج بناء القدرات المجتمعية في تقديم نموذج متطور من النشاطات التنموية التي تستهدف المجتمع المحلي من متضررين ووافدين بهدف اكتشاف قدراتهم الذاتية وتطويرها واستثمارها في مشاريع تعود عليهم وعلى المجتمع بالنفع العام وخفض المخاطر علما أنه استفاد 94 متطوعا من دورات تدريبية حول أساسيات خفض المخاطر ضمن محاور الدعم النفسي والعمل الإغاثي ودراسة الإحتياجات وإدارة المشروعات.

وتقول الأشهب أنه تم تنفيذ عدد من المشروعات في محافظة السويداء هي مشروع حملة نظافة في بلدة القريا ومشروع الإنارة الطرقية للمنطقة الصناعية في مدينة شهبا التي يقطنها 250 عائلة وافدة ومتضررة إضافة إلى العاملين فيها وإقامة دورات تدريبية ل 84 فرداً من أفراد المجتمع المحلي تم من خلالها تدريبهم على التعامل السليم والآمن في الحالات الطارئة لتقديم الإسعافات الأولية اللازمة مبينة دور مركز الرعاية الاجتماعية والدعم النفسي في السويداء الذي هو أحد المراكز الأربعة المفتتحة في سورية في مجال بناء الإنسان وإعادة تأهيله من خلال مجموعة من الخدمات التي يقدمها للوافدين من خارج المحافظة والمتضررين جراء الأعمال الإرهابية.

وتنوه الأشهب ببرنامج القروض للمشاريع الصغيرة الذي عمل على منح تمويل لتأسيس مشاريع ربحية صغيرة أو تطوير مشاريع قائمة بحاجة إلى الدعم المادي لضمان استمراريتها وتنمية مهارات العمل الحر والريادة لدى الفئات المستهدفة ودعمهم لمواجهة متطلبات السوق وتدريب المتقدمين للبرنامج على كيفية إدارة المشاريع الصغيرة ومنح المستفيدين الملتزمين شهادات في إدارة المشاريع الصغيرة بالتعاون مع أحد مراكز التدريب المهني المختصة.

ويتم من خلال البرنامج تجهيز المشاريع المختارة بالمستلزمات الضرورية لعملها والتي يحددها المستفيد المتقدم للحصول على التمويل بناء على احتياجات مشروعه الصغير المقترح من أجل تحقيق دخل مادي ما يسهم في توفير فرص عمل لأفراد المجتمع المحلي وقد تم اختيار أحد عشر مرشحا مستفيداً لتمويل مشاريعهم بناء على قرار لجنة مختصة قابلتهم واطلعت على الدراسة المقدمة من قبلهم ودعم مشروع ورشة تصميم وصيانة دارات إلكترونية لتحسين إنتاجيته ويتم العمل على تنفيذ ورشة خياطة وتصميم وورشة صيانة أجهزة كهربائية ومخبز معجنات وأربعة محال تجارية لصيانة الجوالات والحواسيب وتركيب العطورات والسمانة والحلاقة الرجالية.

ويقدم المركز إلى جانب برنامج القروض للمشاريع الصغيرة التدريب المهني الذي استفاد منه 613 شخصاً حتى الآن ويشمل مجموعة من الدورات المهنية التي تهدف إلى تأهيل المشاركين فيها واكتساب مهنة تساعدهم على متابعة حياتهم وكسب لقمة عيشهم في المستقبل علماً أن المركز حقق نتائج مرضية من خلال تنفيذ عدد كبير من هذه الدورات ما مكن سيدات عدة من دخول سوق العمل.

وبهدف تمكين المجتمع الوافد بالإنخراط مع المجتمع المضيف وزيادة قدرته على تحقيق حاجاته بنفسه قالت الأشهب أنه تم وضع برنامج المبادرات المجتمعية وهو جزء من برنامج متطوعي التواصل يسهم في دعم المجتمع الوافد في كل مجالات الحياة ويصقل قدرته على مواجهة الصعوبات من خلال العمل الجماعي المنظم والتطوعي الذي هو نواة المبادرة وقد نفذ المركز مبادرات خدمية وصحية وتعليمية مختلفة تعنى بالطفل وترعى احتياجاته سطرت الكثير من قصص النجاح لأطفال ونساء ورجال تمكنوا من إعادة تفعيل دورهم بالمجتمع للتقدم نحو حياة أفضل.

وفي مجال الدعم النفسي والاجتماعي يقوم المركز بتنفيذ نشاطات ترفيهية تهدف إلى دمج الأطفال الوافدين بالمجتمع المحلي وتقديم الترفيه النفسي والاجتماعي للتخفيف من آثار الأزمة النفسية عليهم ومساعدتهم على التكيف وتجاوز ما خبروه من صدمات ومحن ومن هذه النشاطات الرسم والأعمال اليدوية والمسرح والغناء والموسيقا والعروض السينمائية الهادفة إضافة إلى برنامج الدعم النفسي الاجتماعي الذي يستمر لمدة أربعة أيام موجها لكل أفراد العائلة حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج حتى الآن 2038 طفلاً.

وفي مجال التعليم يتكفل المركز بتقديم خدماته المتعلقة بهذا المجال عبر إقامة الدورات التعليمية للأطفال والطلاب من جميع المراحل الدراسية وتعويضهم بكل ما هو كفيل بجعلهم يكملون تحصيلهم الدراسي سواء من خلال دورات تعليمية داخل المركز أو دورات لطلاب الشهادتين في مراكز متخصصة والإهتمام بالحالات الخاصة التي احتاجت إلى دروس خصوصية وقد بلغ عدد المستفيدين من برنامج الدعم التعليمي 1150 مستفيداً.

وتلفت الأشهب إلى أن الدائرة ركزت على نشر التوعية الصحية والغذائية من خلال إقامة مجموعة من الندوات الصحية في مناطق مختلفة من المحافظة تستهدف كل الفئات حيث بلغ عدد المستفيدين من هذا البرنامج حتى الآن 4121 مستفيداً.

وينهض بالمركز ثلاثون متطوعاً ثابتاً يعملون في الدائرة وعدد من المتطوعين غير الثابتين من الوافدين والمتضررين حيث ينطلقون من أماكن عيشهم لدراسة احتياجات المجتمع الوافد والعمل على تأمينها من خلال الدائرة.

ريم أبو ترابي