مخاوف الغرب من عودة إرهابييه تدفعه لاستصدار قوانين استباقية

دمشق-سانا

بعد أن شعرت دول الغرب بخطورة عودة الإرهابيين الذين تم تصديرهم إلى سورية والعراق إلى بلدانهم عملت على استصدار قوانين واجراءات عقابية لمنع عودتهم إليها كما فعلت مؤخراً فرنسا واستراليا وبريطانيا.

فقد يبدو خبر إقرار نواب الجمعية الوطنية الفرنسية بالأمس قانون منع المغادرة للفرنسيين المرشحين للجهاد في سورية والعراق عادياً لو لم يصدر من دولة أسهمت بشكل كبير بدعم الإرهاب والإرهابيين سواء عبر دعايتها المضللة أو دعمها المباشر للتنظيمات الإرهابية التي عاثت قتلاً وتخريباً وتدميراً في سورية.

وجاء إقرار القانون المذكور بعد أكثر من ثلاث سنوات ونيف على صمت هؤلاء النواب على مغادرة عشرات الفرنسيين إن لم يكن المئات منهم لأراضي موطنهم الفرنسي وتسللهم إلى سورية للانضمام إلى التنظيمات الإرهابية فيها وممارستهم القتل والترهيب ضد شعبها وأرضها.

ويتساءل المراقبون هنا كيف غادر أكثر من ثلاثمئة وتسعين فرنسياً باعتراف وزير الداخلية الفرنسي برنار كازينوف وتسللوا إلى سورية أو العراق للمشاركة بالجرائم إلى جانب التنظيمات الإرهابية دون علم المسؤولين الفرنسيين وأجهزة الاستخبارات والأمن هناك لولا رغبة هؤلاء بدعم هذا النشاط الإرهابي ضد سورية.

وجاء القرار الفرنسي بعد أيام معدودة على المهرجان الاحتفالي الذي استضافته العاصمة الفرنسية لإطلاق ما بات يعرف باسم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش الإرهابي والذي يجمع المتابعون على أنه ضم دولاً رئيسة صانعة وداعمة لهذا التنظيم الإرهابي والتنظيمات الأخرى المشابهة له كالولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا ومشيخات خليجية مثل نظام آل سعود ومشيخة آل ثاني وحكومة حزب العدالة والتنمية في تركيا.

وليس بعيداً عن أوروبا تحرك إرهابيو داعش في استراليا وبدؤوا يجولون في شوارع مدنها الكبرى ويهددون الاستراليين ودور العبادة بالقتل والاعتداء على الأبناء قبل الآباء ففي جديد هذه المخاطر ما تعرضت له كنيسة سيدة لبنان بمدينة سيدني حيث هدد إرهابيون من التنظيم الإرهابي يستقلون سيارة مجهولة ترفع راية إرهابه الظلامي الأسود المصلين بداخل الكنيسة بالقتل والاعتداء على أبنائهم الذين لا ذنب لهم سوى أنهم يشاركون في حملة تبرعات خيرية لأهل الموصل وسهل نينوى بالعراق الذين طردهم وشردهم من بيوتهم إرهاب داعش واخواتها إلى البراري والصحاري في صورة تعكس الوحشية واللاإنسانية لهذه التنظيمات الإرهابية التكفيرية التي لا هدف لها سوى القتل وتدمير الحضارة الإنسانية.

فقد دفع التهديد الإرهابي المتزايد في استراليا الشرطة الاسترالية إلى مداهمة منازل في سيدني وبرزبين فى إطار حملة لمكافحة الإرهاب وذلك بعد أيام قليلة من رفع البلاد مستوى التهديد للمرة الأولى وتم خلال المداهمات اعتقال 15 شخصاً بتهمة التخطيط لشن هجمات إرهابية داخل استراليا ما دفع وزير الهجرة الاسترالي سكوت موريسون إلى أن يقر بأن هذه الاعتقالات تظهر حجم التهديد الداخلي فهو ليس مجرد تهويل بل واقع قائم بينما أعلن رئيس حكومة فيكتوريا دينيس نابتاين أن الشرطة المحلية متيقظة وهي على تنسيق مستمر مع منظمي المناسبات العامة تحسباً لأي احتمالات إرهابية.

وسبق لرئيس الوزراء الاسترالي تونى ابوت أن كشف أن حملة المداهمات الواسعة التي نفذتها الشرطة الاسترالية في مدينتي سيدني وبرزبين جاءت في أعقاب معلومات استخباراتية حول وجود مخطط من إعداد تنظيم داعش الإرهابي لشن هجمات عشوائية وعنيفة داخل الأراضي الاسترالية واختطاف مواطنين استراليين وقطع رؤوسهم بشكل علنى وأمام الكاميرات.

ويكشف مسؤولون استراليون أن عدد الاستراليين الذين انضموا إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق يقدر بنحو60 استرالياً إضافة إلى وجود نحو مئة شخص داخل استراليا يتواطؤون مع التنظيم الإرهابي داعش ويدعمونه بشكل نشط.

وفي إطار الاجراءات الاستباقية لمواجهة خطر الإرهاب على استراليا أعلنت متحدثة باسم سكة حديد كوينزلاند الاسترالية أنه تقرر إزالة صناديق القمامة نهائياً من بعض محطات القطار بمدينة برزبين لدواع أمنية لأنها المحطات الأكثر ازدحاماً والتي يرتادها عدد كبير من الجمهور موضحة أن تلك الصناديق ستزال تماماً في المستقبل القريب إلى أجل غير مسمى.

وقالت المتحدثة أن سكة حديد كوينزلاند تنفذ خطة أمنية تتسق مع رفع الحكومة الفيدرالية مستوى التحذير من الإرهاب إلى مرتفع.

واتخذت السلطات الاسترالية منذ فترة طويلة اجراءات عقابية بحق الاستراليين المنضمين إلى صفوف التنظيمات الإرهابية في سورية والعراق لمنعهم من العودة إلى بلادهم منها سحب الجنسية منهم إضافة إلى التهديد بفرض عقوبات أمنية لدى عودتهم.

في غضون ذلك كشف الكاتب الألماني بوريس كالثومي في صحيفة دي فيلت الألمانية عن قيام الاستخبارات الغربية والتركية بعمل مكثف لمنع إرهابيي تنظيم داعش من العودة إلى بلادهم الأصلية في أوروبا أو على الأقل إلقاء القبض عليهم عند الضرورة وتضم لائحتهم4700 إرهابي لكنها لا تضم أسماء المئات بل حتى الآلاف من الأتراك الذين انضموا للتنظيم الإرهابي وتلقوا تدريبات قتالية في معسكراته على الحدود مع سورية محذراً من أن قسماً كبيراً من هؤلاء الإرهابيين الأتراك عادوا إلى تركيا لأن بعضهم محبط وبعضهم يشكل خلايا نائمة.

ويرى الكاتب الألماني في مقاله بالصحيفة الألمانية تحت عنوان “مجاهدو الدولة الأسلامية يتحركون بحرية في أوروبا” أن هؤلاء الإرهابيين الأتراك العائدين إلى وطنهم يشكلون خطراً على ألمانيا ذاتها التي وقعت مع تركيا اتفاقية لإلغاء نظام التأشيرات.

انظر ايضاً

فرنسا.. هجوم كبير على شبكة السكك الحديدية يتسبب باضطرابات طوال عطلة الأسبوع

باريس-سانا تعرضت شركة سكك الحديد الفرنسية “إس إن سي إف” لهجوم ضخم