S A N A الوكالة العربية السورية للأنباء
السويداء-سانا
خلق العرض المسرحي الخابية الذي قدمته فرقة حوار للفنون المسرحية.. نص وإخراج زياد كرباج واستضافته خشبة مسرح المركز الثقافي العربي في السويداء ضمن فعاليات مهرجان السويداء المسرحي الثاني قراءات متعددة ومختلفة لفكرة العمل وطريقة أدائه.
القراءات أنتجت حالة إشكالية تفاعلية في جلسة الحوار التي أقيمت اليوم في المركز الثقافي العربي بالسويداء حول العرض ففي الوقت الذي اختلفت فيه الآراء ووجهات النظر حول أسلوب العمل وانطلاقه من نموذج المسرح الفقير وابتعاده عن المسرح التقليدي كان بحسب المشاركين عملا فنيا جماليا يعتمد التشكيل الحركي الذي يجمع بين الكلمة والحركة مع استثمار الفراغ المسرحي بكل تفاصيله وبحث عن شكل جديد في المسرح عبر التجريب في حين رأى عدد من المشاركين انه كان عرضا صعبا على الفهم في بعض الأماكن في الوقت الذي اعتبر آخرون أنه أوصل رسائل متعددة عميقة لحالة إنسانية نعيشها.
وتنوعت رؤى المشاركين في العرض فمنهم من رآه لوحة فنية من رقص تعبيري يعكس معاناة إنسانية والطموح للحرية فيما رآه البعض الآخر ملحمة جسدية تشكل عذابات انسانية فكانت أشبه بقصيدة حديثة لكل إنسان طريقته في تلقيها وفهمها فيما وجد البعض أنه قدم حالة إحساس عال لخصت سبع سنوات من الأزمة بمشهد لمدة نصف ساعة على المسرح وصور على الخشبة عالمنا الداخلي بتشويقه وشغفه وقوته وضعفه مع ترافقه بحالة انفعال وتوتر نفسي وقسوة شعر بها المتلقي خلال العرض وكأن المقصود بها دافع لعملية تطهير داخلي.
مجهود الممثلتين الشابتين ربا السنيح وامارجي العبدالله وما أبديتاه من طاقة عالية في الأداء نال إعجاب وثناء الكثيرين معتبرين أنه كانت فيه رؤية واضحة للمخرج رغم قسوة الأداء على جسديهما مع ملاحظة أن الحس الإيقاعي كان بطيئا نوعا ما في الوقت الذي وجد البعض أداءهما رائعا ومشوقا ولم يكن هناك فصل بين الأداء وكلمات النص.
مدير ثقافة السويداء منصور حرب هنيدي رأى في العرض كمشاهد تمجيدا للأنثى بحالتها الأرقى ومقاربة لمعاناتنا الإنسانية في هذه الأزمة فضلا عن أن استثمار الفراغ المسرحي بكل تفاصيله جاء معادلا بصريا لما تقوله وتؤديه الممثلتان على الخشبة بينما خلص نقيب الفنانين في المنطقة الجنوبية معن دويعر من متابعته العرض إلى أن عنوانه الخابية مثل لديه على سبيل الرمز والدلالة الجوف ورحم الأنثى وقدرتها على الولادة والاستمرارية مع اسقاط ذلك على معاناتنا الإنسانية واستمراريتها مع وجود بعض القسوة في الأداء الجسدي متمنيا لو تم استثمار عمق المسرح دون التقيد بمساحة واحدة عليه.
المخرج المسرحي رفعت الهادي الذي أدار الندوة رأى أن العمل بكل تفاصيله من نص وتشكيل حركي وسونوغراف من إضاءة وموسيقا وموضع الخابية والتعامل مع العمق وحتى موضوع إغلاق وفتح الستارة على مسرح خاو كان فيه دراسة ووعي ومقصود من قبل المخرج وهو عمل أشبه بقصيدة صوفية مفتوح على قراءات متعددة تعود لمستوى التلقي معتبرا أن المهم في المسرح الجمالي أنه يحمل على تلقي أبعاد جمالية متعددة في المستوى اللاشعوري.
واعتبر عضو لجنة تحكيم العروض المشاركة جوان جان أنه من الطبيعي أن يقدم في المهرجان مدارس ومذاهب ومناهج مسرحية متعددة وأن كل شخص بحسب اهتمامه يمكن أن يجد في العرض ما ينال إعجابه سواء في النص أو التشكيل الحركي أو العمق الفلسفي.
وأشارت عضو لجنة تحكيم العروض الدكتورة ميسون علي إلى أن المخرج حاول أن يجدد أسلوب تقديم العرض المسرحي معتبرة أنه عرض أدائي يكسر الأعراف في التعاطي مع النص والممثل فكان هناك تركيز على الممثل مع نص غير متسلسل بل تداعيات أفكار أفضت إلى أكثر من معنى في الوقت الذي رحب فيه عضو لجنة التحكيم الدكتور تامر العربيد بهذا العرض الذي وجد فيه نوعا من السطوة بمعناها الإيجابي وهو حالة صحية بأن يكون هناك عرض إشكالي يخلق حوارا وتعددا بوجهات النظر تختلف بمستوى الذائقة الفنية وأنه من الطبيعي أن يكون هناك تنوع في الانطباعات والتساؤلات حوله وخاصة أنه كانت هناك ذهنية عالية وصلت في بعض الأماكن إلى درجة عدم فهمها من قبل البعض.
وفي نهاية جلسة الحوار أوضح مخرج العمل زياد كرباج أن تفسير الخابية وصل تقريبا للجميع فالأنثى رمز جميل نلجأ إليه للتعبير عن جمالية ما رغم الأحداث والواقع المر لكن هذه الجمالية لا تتحقق إلا بجهد وتغيير وهو انطلق من مقولة أن الممثل هو نبض الحياة ويجب أن يكون كتلة أعصاب تحترق على الخشبة فكان العرض نوعا من التقديم الجسدي بحيث يختفي الممثل دون تقييده أبدا وأن أسلوب عمله ليس تقليديا بل فيه تجديد يستند إلى مذاهب مسرحية جديدة في العالم مثل المسرح الفقير ومسرح القسوة وهما نوعان أوجدهما عباقرة في الفن المسرحي.
غسان خيو
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:
