الشريط الإخباري

ملتقى “أغافي” للنحت على الخشب باللاذقية.. فرصة لتحسس الجمال والإرث الحضاري السوري

اللاذقية-سانا

يشهد ملتقى “أغافي” للنحت على الخشب الثالث الذي تقيمه مديرية الفنون الجميلة بوزارة الثقافة بالتعاون مع وزارة السياحة في حديقة المتحف الوطني بمدينة اللاذقية إقبالا متزايدا من قبل رواد المتحف والمهتمين بالشأن الثقافي والمواطنين مع مضي عدة أيام على انطلاقته بدأت معها ملامح منحوتات الفنانين بالظهور لتأخذ جماليتها التكوينية.

ويرى مدير الآثار والمتاحف في اللاذقية ابراهيم خيربك في تصريح لـ سانا أن ملتقى النحت على الخشب “يجسد تاريخ الفن بشكله الحقيقي وصورة أجدادنا الذين قدموا للعالم الكتابة والقراءة” ولا سيما أنه يجمع بين الفن الحديث وتلك الآثار التي يضمها المتحف الوطني كشواهد على عظمة إنجاز أبناء هذه المنطقة عبر التاريخ ليكون استمرارا للحضارات المتعاقبة على هذا التراب.

وأشار إلى أن الملتقى يحقق أكثر من غاية فنية وجمالية وثقافية واجتماعية في آن واحد فكثيرون من المارة بجانب المتحف استوقفتهم أعمال الفنانين وشدتهم للدخول إلى المتحف للاطلاع على كم الجمال الذي يصنعه النحاتون إضافة إلى الأعمال النحتية الأثرية التي تأخذ مساحة واسعة من حديقة المتحف ليخلق بذلك حالة ثقافية تصب في تعزيز الجوانب السياحية والاقتصادية.

شعراء وفنانون استوقفهم الملتقى ليتحسسوا الجمال والروح اللذين يبثهما النحاتون في حنايا منحوتاتهم فيؤكد الشاعر والروائي عادل شريقي بتصريح مماثل أن الملتقى يثبت أن الشعب السوري “حي” يعلي من الثقافة والحياة والفرح ويتطلع إلى الحب والعطاء مشيرا إلى الجمالية التي يخلقها الملتقى من حيث التماهي بين المتحف وما يضمه من كنوز أثرية وما يكرسه الفنانون من محبة وشغف لفنهم.

واعتبر شريقي أن أي حركة باتجاه رفع مستوى الفكر والثقافة والفن والإبداع هي حركة منتجة داعيا إلى زيارة الملتقى للاطلاع على الجمال الذي يضفيه الفنانون على الأخشاب والاستمتاع بمراحل العمل الفني.

الممثل جرجس جبارة لفت إلى أن ملتقى أغافي يمثل مفتاحا لمئات الملتقيات باعتبار أن نتائجه لا تقف عند النحات فحسب وإنما ستكون معممة حيث ستوزع أعمالهم على الساحات والمرافق السياحية فضلا عن كونه يجمع فنانين سوريين على مستوى العالم معتبرا أن التشكيليين السوريين وخاصة النحاتين يمتازون عن غيرهم بأنهم قادرون على تطويع أي مادة للخروج بالفكرة التي يريدونها وأنهم أصحاب مخزون فكري وحضاري مهم نابع من الغنى الحضاري في هذه المنطقة.

ورأى الكاتب والناقد إلياس الحاج أن ما يميز أغافي هو التمازج بين النصب والأعمال الإبداعية الخالدة عبر التاريخ السوري وما يصنعه الفنانون في هذا الملتقى معتبرا ذلك “كأنه احتضان من التاريخ للفن الحديث في سورية” مشيرا إلى أن الملتقى هو احتفاء بالحركة الإبداعية ودليل على أن الحياة في سورية مستمرة بنبضها ومبدعوها يضعون بصمتهم الخالدة فيها ولا سيما أنهم يضيفون إلى الخشب “الروح والنبض والذاكرة والدفء والحنين وما إلى ذلك من وجوه وايماءات وعوامل نفسية”.

كم الدهشة للمراقب لأعمال الفنانين من خارج حديقة المتحف الوطني يتلاشى نوعا ما مع اقترابه من الفنانين وتلمس التفاعل بين الفنان ومنحوتته والصبر والتفاني في العمل للخروج بكتلة يمكن أن تروي حكاية أو ترمز إلى حالة حب أو أمل وإن كان الخشب بطبيعته جميلا فإن لوحات الفنانين وما تكتنزه من حالة معرفية وثقافية خطتها أنامل النحاتين وأدواتهم بين حناياها هي جمال إضافي ينتظر أن ينشر الفن والجمال في ربوع سورية.

ويستمر ملتقى أغافي في حديقة المتحف الوطني بمدينة اللاذقية حتى ال 12 من الشهر الجاري بمشاركة عشرة نحاتين من مختلف المحافظات هم أكثم السلوم
وزياد قات واياد بلال ومحمد بعجانو وفادي محمد وعهد قطان وهيفاء عبد الحي وأبي حاطوم وعماد كسحوت وغاندي خضر.

بسام الإبراهيم وفاطمة ناصر

 

انظر ايضاً

لوحات متنوعة الرؤى في ختام ملتقى أغافي للتصوير الزيتي

اللاذقية-سانا في الرواق المطل على الحديقة الداخلية للمتحف الوطني بمدينة اللاذقية اصطفت لوحات الفنانين المشاركين …