مواضيع اجتماعية ووطنية وإنسانية ضمن مهرجان القصة القصيرة الأول في حماة

حماة-سانا

بمشاركة عدد من الأدباء احتفلت دار الأسد للثقافة والفنون بحماة بالقصة القصيرة ضمن المهرجان الذي أقيم لأول مرة على مدى يومين بثلاث جلسات تنوعت مواضيعها واختلفت بأساليب فنية مبدعة.

وضم المهرجان نخبة مميزة من كاتبي القصة بالمحافظة والذين خطت كتاباتهم صورا مختلفة للوطن والإنسان طغت عليها الرمزية القريبة من النفوس.

وأوضح سامي طه مدير الثقافة بحماة في تصريح لسانا أن المهرجان دافع كبير لتشجيع المشاركين لخلق حالة حوارية مميزة بين كتاب القصة والتي تؤدي الى زيادة الفائدة المعرفية وتبادل المهارات السردية والتعرف على كتاب جدد يمتلكون مقدرة سردية وحكائية مهمة.

ورأت الأديبة والقاصة توفيقة خضور أن المهرجان كان ناجحا بامتياز “فهو خطوة مهمة على طريق بعث الحياة بالحركة الثقافية وإعادة توجيه الأنظار لأهمية القصة القصيرة” مشيرة الى انها شاركت بقصة حول خطر الطائفية وضعف من يوءمنون بها بأسلوب رمزي.

أما القاص محمد عزوز فعبر عن عشقه للوطن والإنسان بأسلوب حكائي جميل بينما نقلنا الأب الدكتور اسكندر الترك في قصته من عالم الصغار لعالم الكبار بأسلوب قريب ومحبب.

بدوره قدم الدكتور موفق أبو طوق قصة تحكي لقاء مدرس بزميل قديم له فاشل بالدراسة وناجح في الحياة العملية عبر مفارقات قاسية رسمها حديث الصديقين وقال إن “المهرجان كان فرصة للم شمل كتاب المحافظة على أرض الواقع وجعلهم يلتقون ويتحاورون”.

في حين قدم القاص محمد أبو حمود الملتزم بقضايا الوطن والإنسان مجموعة من الأقاصيص تميل بروحها للكوميديا السوداء ليجمع من خلالها ما بين المضحك المبكي معتبرا أن المهرجان خطوة إيجابية ومميزة لكون الساحة في حماة كانت تميل للشعر أكثر.

ورغم تحكمه بروح الكلمة وأسلوبه المفاجئء قدم القاص زكريا المحمود قصة تحكي الموت الروحي من خلال صور لمواقف عديدة رمزية حاك خاتمتها بألم رسمه خياله المبدع في حين قدمت الأديبة رامية الملوحي قصة حب فرقتها الظروف وجمعها القدر.

أما الأديبة فاتن بركات فقدمت قصة تتناول حياة عائلة سورية منفتحة للحياة متعلمة ومثقفة وفجأة تنقلب سعادتها إلى شقاء وهنا تطرح القصة أسئلة عديدة لتنتهي نهاية مؤءلمة وقالت عن مشاركتها.. انها “كانت داعمة لها ولكتاب القصة القصيرة بعد تغييب هذا الأدب لمصلحة مهرجانات الشعر”.

وتميز الكاتب محمد مخلص حمشو بأن رافق قصته بصور تتتالى تصور معاني السرد الشفاهي إلى الصورة المرفقة بالموسيقا المعبرة حيث نقلنا لأجواء البحر في هدوئه وغضبه وصراع الإنسان من أجل البقاء موضحا أن المهرجان هو تظاهرة ثقافية أبدع فيها المشاركون وشدوا المتلقين وكان لكل قصة فن جمالي ومراعاة حرفية بين التركيب ودلالاته وبين البنية اللغوية والسردية.

بينما كانت الأجواء القصصية للدكتور منقذ العقاد مختلفة عبر قصته الساخرة التي تحقق مقولة الطبع لا يغلب التطبع وأن الجوع يغير الكثير من القناعات بأسلوب شيق وجميل أما الأديب نزار نجار فجاءت قصصه محملة بأجواء شعبية مشبعة بطيبة أهلها.

بدورها قدمت القاصة لما كربجها من خلال قصتها عرضا سريعا لواقع الوطن عبر لمحة تاريخية قبل الأزمة وخلالها وبينت أن المهرجان يعد “خطوة عظيمة من مديرية الثقافة سعيا منها لحضور جميع الأجناس على الساحة الأدبية”.

وتم في ختام كل جلسة تقديم شهادات تكريم للأدباء المشاركين كما كرمت مديرية الثقافة أنس جولاق عضو المكتب التنفيذي لقطاع الثقافة بالمحافظة لمواكبته ودعمه لجميع نشاطات الثقافة بالمحافظة.

سهاد حسن