داعمو الإرهاب «يحاربونه»!

يمر العالم اليوم بما يمكن أن نسميه وقت التبرؤ الغربي من «مارد داعش» الذي صنعته الدول الغربية ومعها الولايات المتحدة، ودول الخليج تعلن الواحدة تلو الأخرى التبرؤ من هذا التنظيم الإرهابي وتنفض يدها منه، في وقت تتسارع فيه وتيرة التحضيرات والاجتماعات الدولية تحت لافتة «التحالف الدولي» لمحاربة «داعش» ويسارع الداعمون أنفسهم للانضمام إلى الكرنفال الدولي «بتتويج» أمريكا كقائدة في محاربة الإرهاب. 

قبل الحديث عن هذا «التحالف» الذي يجري تشكيله بقيادة الولايات المتحدة لأن حوله من الأسئلة وعلامات التعجب ما يفوق عدد دوله، لابد من السؤال من أين جاء هذا التنظيم؟ وكيف كبر وسُلّح ولا يزال يموّل ويتمدد؟ وكيف تحاربه واشنطن ومن معها اليوم بعد كل الخدمات الكبيرة التي قدمها لدرجة ظهر كأنه شركة مساهمة دولية أودعت فيه الكثير من الدول نفسها التي تريد محاربته أسهماً بقصد الاستثمار شأنه شأن التنظيمات الإرهابية الأخرى التي هي في حساب التوصيفات فروع لبنك «القاعدة» الإرهابي؟.

«أمريكا تريد محاربة داعش» عنوان عريض قد يكون مناسباً لفيلم فانتازي هوليودي أكثر منه لتحرك دولي هجين وانتقائي مملوء بالنزعات الثأرية والكيدية سيعمل وفق مصالحه لاستكمال ما عجز عنه «داعش» في تخريب الدول وتشريد الناس وترويعهم.

لو كانت أمريكا وحلفاؤها جادة في محاربة «داعش» والإرهابيين لاستطاعت ذلك بسهولة وخلال أيام أو ساعات وهذا ما ظهر عندما تحركت واشنطن عندما زحف «داعش» إلى أربيل..؟ الإرهابيون يتحركون تحت أعين واشنطن وأجهزتها لا جبال ولا تضاريس وعرة تحمي الإرهابيين، أرتاله تتنقل جهاراً نهاراً على امتداد جغرافيا مكشوفة وهو ما يدفع مجدداً للتساؤل: هل فعلاً هناك نية ورغبة دولية بالقضاء على هذا التنظيم، أم إن الحرب عليه مجرد ذريعة لغايات أخرى..؟

التجارب علّمتنا أن أمريكا عندما تحارب الإرهاب في مكان فإنها تكون قد أوجدت أو صنعت البديل في مكان آخر لاستكمال تنفيذ المخططات.

لقد شنت حرباً على رأس تحالف ضد «القاعدة» بذريعة محاربة الإرهاب وها هي «القاعدة» اليوم أكثر عدداً مما كانت عليه وأكثر حضوراً في مواقع لم تكن تخطر على بال.

خلاصة القول: «تحالف» واشنطن جمع داعمي الإرهاب الذين مدّوا الإرهابيين من «داعش» وغيره طويلاً بالسلاح والمال، لذلك فإن أعضاء هذا التحالف أدرى بشعاب «داعش» الذي تحوّل بين ليلة وضحاها من الابن المدلل إلى الابن العاق بعد أن أُتخم كما يبدو كشركة مساهمة دولية مغفلة بمصالح المشغلين ووصلت إلى حد التضارب نظراً لاختلاف أولويات الداعمين وأهدافهم وعلى ضوء الفشل في الميدان.

بقلم: شوكت أبو فخر

انظر ايضاً

الإرهاب والأكاذيب الأمريكية!-بقلم: محي الدين المحمد

يعتقد المسؤولون الأمريكيون أنهم يستطيعون السيطرة على العالم والتحكم بقرارات الدول والتلاعب بالرأي العام