الشريط الإخباري

مدير مؤسسة أمريكية: تجدد القصف الأمريكي للعراق تأكيد على فشل فلسفة التدخل الخارجي للولايات المتحدة

واشنطن-سانا

أكد يعقوب جي هورنبرغر رئيس مؤسسة مستقبل الحرية الامريكية التي تعنى بتطوير الحريات في السياسات الداخلية والخارجية على حد سواء أن تجدد القصف الأمريكي للاراضي العراقية بهدف معلن هو القضاء على ما يسمى تنظيم /دولة العراق والشام/ الإرهابي يشكل أفضل تأكيد على الفشل الواضح لفلسفة التدخل الخارجي الذي تتبعه واشنطن في شؤون الدول الأخرى ولا سيما بعد الشرور التي خلفها الغزو الأمريكي للعراق في عام 2003.

وقال هورنبرغر إن “المدافعين عن سياسة التدخل يشيرون بأصابعهم إلى الطبيعة الشريرة لهذا التنظيم غير أن كون هذا التنظيم يتصف بالشر لا يعني بالضرورة ان هذا المصطلح لا يمكن تطبيقه على ما ارتكبته الولايات المتحدة بحق العراق منذ غزوها لهذا البلد.

وتساءل هورنبرغر كيف يمكن لحرب عدوانية وغير قانونية كغزو العراق.. لحرب ادينت في محكمة نورمبرغ باعتبارها جريمة حرب الا تعتبر شرا… وكيف يمكن لحرب يقتل فيها الناس ويشوهون بناء على تحليل امريكي مصلحي الا تعتبر شرا”.

واستطرد قائلا إن العقوبات الامريكية التي فرضتها الولايات المتحدة على العراق لأكثر من عشر سنوات هي الشر مستذكرا رد مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة على سؤال خلال برنامج أمريكي فيما إذا كانت العقوبات على الحكومة العراقية تستحق أن يموت جراءها نحو نصف مليون طفل عراقي وجاءت اجابتها بأن “الخيار كان صعبا ولكنه يستحق التضحية بهذه الاعداد من القتلى” فكيف لا نعتبر هذه العقوبات الأمريكية شرا.

وانتقد هورنبرغر مواصلة الولايات المتحدة سياسة التدخل في شؤون الدول الأخرى حتى بعد ما خلفه غزوها الأخير في العراق من فشل تام وذريع.

وأكد هورنبرغر أن القوات الامريكية كانت هي المعتدية في غزو العراق الذي كان فقط يدافع عن نفسه وهذه هي الحقيقة التي لا يحب مؤيدو سياسات التدخل الحديث عنها ناهيك عن أن هذه الحرب العدوانية التي كانت تشنها الولايات المتحدة على العراق تمت ادانتها بوصفها جريمة حرب في نورمبرغ.

كما لفت هورنبرغر إلى أن غزو الولايات المتحدة للعراق كان غير قانوني في إطار الدستور الأمريكي لأن إدارة الرئيس الامريكي الأسبق جورج بوش لم تحصل على موافقة الكونغرس في هذا الشان بل انها بدلا من ذلك شنت الحرب العدوانية من تلقاء نفسها باستخدام القوات العسكرية وعناصر وكالة الاستخبارات المركزية.

وانتقد هورنبرغر الذرائع التي استخدمها المسؤولون الامريكيون لتبرير قتل العراقيين على أن ذلك سيؤدي إلى انشاء ما يعتبرونه عراق حر وديمقراطي للناجين من هذا الغزو مؤكدا أنه “لا يوجد أي أمر أخلاقي في قتل وتشويه الناس بناء على تحليل مبني على التكاليف والمنافع”.

ولفت هورنبرغر إلى أن الولايات المتحدة لم تظهر ذرة واحدة من الندم الحقيقي لجميع العراقيين الذين تم قتلهم أو تشويههم أو تعذيبهم كما أن وزارة الدفاع الامريكية البنتاغون ووكالة الاستخبارات المركزية لم تحاول وضع حد لتنامي عدد العراقيين الذين يمكن قتلهم في سعي الولايات المتحدة المزعوم لتحقيق الحرية والديمقراطية للعراق.

وكان النائب الفرنسي جيرار بابت وصف تنظيم ما يسمى /داعش/ بأنه “الولد الوحشي” للولايات المتحدة وحلفائها في الخليج مثلما كان زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن في أفغانستان مشيرا إلى جرائم التنظيم الإرهابي الآنف الذكر في العراق وخاصة ما يتعلق بالتهجير القسري للمسيحيين فيه إضافة الى جرائمه في سورية ولبنان.

وتذرعت الولايات المتحدة بوجود اسلحة دمار شامل في العراق لتبرير غزوها الذي اسفر عن مقتل اكثر من مليون عراقي إضافة إلى تدمير البنية التحتية للبلاد وما خلفه من ويلات.