مقايضة البدائي الجبير!- بقلم: أحمد ضوا

أكثر ما يميز الأسرة الحاكمة في السعودية هو إعمالها دبلوماسية “الرشا والمال والصفقات”، بدلاً من لغة العقل والأخلاق التي لا تعرف طريقاً إلى متنفذي هذه الأسرة التي تعتقد أن حالة “البترو دولار” يمكن أن تكون الفيصل مع روسيا بالنسبة إلى سورية كما هو الحال مع الدول الغربية التي تحول العديد منها إلى ألعوبة للمال والصفقات السعودية.

لا شك أن صفقة المقايضة التي عرضها وزير خارجية أسرة آل سعود ذلك «البدائي وعديم الخبرة» كما وصفته يلينا سوبينينا مستشارة المعهد الروسي للبحوث الاستراتيجية ليست من قبيل الإثارة الإعلامية بل تتكئ على تاريخ هذه الأسرة القائم على الصفقات والرشا المالية ورهن مال الشعب السعودي في البنوك الغربية.‏

قد يعتقد البعض أن الطرح الجبيري «لمقايضة سورية بضمان توسع نفوذ روسيا‏

على حساب الصين»- وهنا المفارقة- من بنات أفكار هذا البدائي وهذا لا أساس له من الصحة، فالجبير هو مجرد أداة أميركية غربية ينطق بما يملى عليه ويتصرف في حدود الإشارات الأميركية، بينما عواطفه تحركها «الوهابية وأدواتها داعش والنصرة والقاعدة وفروعها في سورية والمنطقة والعالم».‏

إن الولايات المتحدة التي وصلت إلى الحائط المسدود في تحقيق مشروعها الأخواني في المنطقة، وفي إقناع المجتمع الأميركي والعالم بجدوى محاربتها للإرهاب تريد استخدام المال السعودي في إغراء روسيا بالنفوذ على حساب الصين، والعين الأميركية ترنو إلى الخروج بماء الوجه من الحرب الإرهابية التي تخسرها في المنطقة بعد تعزز بوادر هزيمة تنظيم «داعش» الإرهابي ونهايته على التراب السوري، وفي الوقت نفسه محاولة منها بث الخلاف بين روسيا والصين اللتين تعملان معاً لتعزيز الاستقرار الدولي والحد من التدخلات الأميركية الغربية في العالم الهادفة إلى توسيع بؤر التوتر والنزاعات فيه.‏

أما أسرة آل سعود فعينها فقط على ضمان استمرار «داعش» بالتوسع، والدليل على ذلك هو محاولتها مقايضة روسيا على منصب الرئاسة في سورية، لأنها تعي أن الجيش العربي السوري وقيادته يلحقان الهزيمة بهذا التنظيم على الأرض السورية ويحضران المشهد لإعلان نهايته القريبة.‏

إن لجوء الجبير ومن يشغله إلى طرح المقايضات في سورية من جديد بهذا الشكل «المغري» لروسيا لم يحصل لولا الإحساس السعودي الغربي بقرب هزيمة مشروعهم في سورية والمنطقة، ولكن مع الأسف لم يتعلم المتنفذون بالمال السعودي أن المواقف والنفوذ وغيرها لا تؤخذ بالإرهاب والتدخل في شؤون الدول الأخرى ولا تستديم بالمال والرشا والصفقات، وإنما بالإرادة والحق.‏

ويشكل تجاهل الحكومة الروسية للطرح الجبيري استخفافاً بأسرة آل سعود ورداً واضحاً على أن روسيا لا تشتري نفوذها بل تفرضه بقوتها ودورها الريادي وحرصها على الأمن والاستقرار العالمي والقناعة بأن أمن روسيا لا يمكن أن يكون تاماً إلا مع استتباب الأمن في محيطها الإقليمي والعالم.‏

بالتأكيد إن أسرة آل سعود لن تتوقف عن طرح مثل هذه الصفقات بشأن سورية.‏

كما فعلت في أفغانستان والعراق وليبيا والشيشان سابقاً وغيرها لإدراكها أن تداعيات هزيمة المنتج الوهابي «تنظيم داعش الإرهابي» لن تتوقف عند الحدود السورية والعراقية، بل ستضرب في الصميم استقرار السعودية وكل الدول التي استعملت وتاجرت ووظفت الإرهاب.‏

صحيفة الثورة

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency