دعاة حماية سيادة لبنان على المحك!!-الوطن العمانية

باستهداف الجيش اللبناني ومقتل حوالي ستة عشر جنديّا وفقدان اثنين وعشرين آخرين من قبل العصابات الإرهابية المسلحة في مدينة عرسال وجرودها، يكون لبنان بذلك قد دخل بصورة مباشرة في أتون المؤامرة التي تستهدف دول المنطقة باستهداف مؤسساتها العسكرية والأمنية الضامنة للسيادة والاستقرار والاستقلال، والذائدة عن حياض الأوطان والحاضنة لشعوبها.

فلم يعد المشهد العربي بحاجة إلى مزيد من الشرح والتحليل والاستنباط، بل تبدو الحاجة أكثر إلحاحا إلى لحظات صدق مع النفس ومراجعة الذات، واستشعار حقيقة الخطر الداهم الذي يهدد المنطقة برمتها، ولم يعد مقبولا إبقاء الغشاوة على الأعين، ورهن الوعي للمريدين والأعداء والعملاء والمندسين، بل لا بد من من إضاءة مصابيح حمراء ودق أجراس إنذار واختبار تذوق الحقائق المريرة لعلها تكون لحظة الاستفاقة.

وبعيدا عن المبالغات والسرديات المركبة التي لا تقدم ولا تغير من الواقع شيئا، يتخم الوضع العربي من العراق إلى سورية ولبنان، ومن تونس إلى ليبيا ومصر، بكم هائل من مشاهد الإرهاب ومدى استشراء سعاره، وتهديده كيانات المنطقة وشعوبها وحضاراتها ومقدراتها وثرواتها ومصدر قوتها واستقرارها، فاليوم وفي ظل هذا الواقع المرير نجد كل عدو متربص ومريد ومندس وعميل وإرهابي يستل خبثه ويهجم على المشهد في المنطقة. ولأن الأسطوانة “مشروخة” تبقى غزوات التصريحات من واشنطن إلى لندن وباريس وحتى برلين تدور في الفضاءات الإعلامية وتمارس الطلعات الدبلوماسية، وسط بازرات المزايدة وبيع الوعود الزائفة وتبادل كلمات النفاق تارة والمجاملات تارة أخرى، تبقى حالة مرضية ملازمة للواقع الملغوم، تفرضها هجمات “الدواعش والجواحش” وغيرها المرتبطة ارتباطا عضويّا بأبواق وصانعي القرار في تلك العواصم.

وما دامت الحال هذه، فإننا لا نملك إلا أن نقول للبنان “لك الله” ولقائد جيشه العماد جان قهوجي “أعانك الله”، والذي لا يزال يدق ناقوس الخطر، ويزعق في الأرجاء والآفاق الواسعة، بتسريع تسليم الأسلحة التي كان من المفترض حصول الجيش اللبناني عليها منذ فترة بموجب هبة سعودية، ولكنه للأسف ـ رغم حجم المؤامرة وغموض المصير ـ لا يسمع قهوجي سوى صدى صوته.

وليس خافيا أن الجيش اللبناني هو أحد الأهداف إلى جانب المقاومة اللبنانية التي تتصدر أجندة المؤامرة التي تستهدف دول المنطقة، فالجيش اللبناني في ظل التباينات السياسية بين الأفرقاء اللبنانيين نتيجة الانتماءات الخارجية الحاكمة والمتحكمة في القرار السياسي اللبناني، يمثل الحاضنة لجميع اللبنانيين، إلى جانب أن المقاومة اللبنانية تمثل عامل ردع في وجه كيان الاحتلال الإسرائيلي العدو الأول للبنان، ولذلك فإن عقيدة هذا الجيش هي التي يراد ضربها لتكون مقدمة لرمي لبنان في أفران “العرقنة والأفغنة”، وبالتالي فإن وعود التسليح لا يمكن أن تأتي بعيدا عن الحسابات الإسرائيلية، خاصة وأن المزودين بالسلاح هم الحلفاء الاستراتيجيون لكيان الاحتلال الإسرائيلي، وبالتعاون معه هم الذين يقودون المؤامرة على المنطقة ولبنان، وهم الذين تربطهم علاقات عضوية بكل التنظيمات والعصابات الإرهابية. ولهذا فإن الوضع اللبناني يعد محكّا حقيقيّا لتصريحات أولئك الذين استهدفوا سورية فيه، وهددوها بعدوان عسكري غاشم إن تدخلت في شؤونه، وأن لبنان خط أحمر بالنسبة إليهم.

رأي الوطن

انظر ايضاً

الوطن العمانية: عودة سورية إلى الجامعة العربية تعيد الدور العربي لمكانته الصحيحة

مسقط-سانا أكدت صحيفة الوطن العمانية في افتتاحيتها اليوم أن العودة السورية إلى الجامعة العربية تمثل …