الشريط الإخباري

أصل «الدواعش»

بعد ما جرى في الموصل العراقية ومؤخراً في عرسال اللبنانية يمكن التأكيد والتشديد على أن «داعش» أداة أمريكية وصناعة سعودية، وكل ما يتعارض مع هذه الحقيقة هو تضليل وطمس للحقائق.
الولايات المتحدة أمرت بتشكيل «داعش» لتكون أداتها الضاربة لاستقرار المنطقة، وتطويعها، وتكريس السيطرة على منابع النفط بعد إقامة «الإمارات الداعشية» المسخ، وهذا ما تحدث عنه مسؤولون أمريكيون حاليون وسابقون من بينهم هيلاري كلينتون.
ومملكة آل سعود أعدت «الدواعش» تكفيرياً ودربتهم وجهزتهم تسليحياً ومالياً ودفعت بهم إلى سورية والعراق ولبنان واليمن، ليصلوا بعد ذلك إلى الكويت والمغرب العربي، وهذه كذلك من الحقائق التي لا يمكن إنكارها بعد التصريحات والاعترافات والوثائق التي ضبطت مع معتقلين من هذا التنظيم الإرهابي، إذ إن هناك وثائق بالصوت والصورة تؤكد أن استخبارات آل سعود يمولون تنظيم «داعش» ويوجهون مجموعاته، ولدى الجهات المعنية السورية والعراقية المئات من هذه الوثائق.
هذا التنظيم الإرهابي يعمل لإقامة «إماراته»، وقد أعلن بعضها، والولايات المتحدة تريد مثل هذه «الإمارات الداعشية» التي تحقق أهدافها في تفتيت المنطقة على أسس طائفية ومذهبية، بغية تكريس السيطرة على النفط، وكذلك تكريس الأمن الإسرائيلي، بينما تنفذ السعودية ما تريده أمريكا من دون تفكير، هذا إن وجد من يفكر من حكامها ورأسهم الذي قال في إحدى خطبه «العصماء»: «إن الأشقاء السعوديين…».
وما لم يدركه آل سعود حتى الآن ولن يدركوه على ما يبدو، هو أن مملكتهم الهدف التالي لتنظيم «داعش» الذي يؤكد في برامجه أن «الإمارة الإسلامية» لا تكتمل دون مكة المكرمة والمدينة المنورة، وأن السيطرة عليهما ستكون الأسهل له في وجود حواضن شعبية له هناك.
وهذه الحواضن هي ناتج طبيعي لسياسة التجهيل التي اتبعها آل سعود على أمل الاستمرار في الاستيلاء على الحكم، فأموال النفط الهائلة –ثلاثة ملايين برميل يومياً- يأخذ نصفها «الأمراء» البالغ عددهم أحد عشر ألفاً، ويصرف النصف الباقي على برامج التجهيل في السعودية، وعلى المجموعات الإرهابية في سورية والعراق ولبنان وغيرها، ومن لديه ما يؤكد عدم صحة هذا الكلام فليقدمه ونحن بانتظاره.
بقلم: عز الدين الدرويش