تتفق الدول الغربية بالقيادة الأميركية في تصريحاتها مع الجماعات المعارضة التي تشكل الجناح السياسي للتنظيمات الإرهابية في سورية وفي مقدمتها «داعش» و((النصرة)) و((جيش الإسلام)) و((أحرار الشام)) وأمثالها.
وبمقارنة بسيطة، لا يختلف تصريح وزير الخارجية الأميركي الذي تقود بلاده الحرب الإرهابية على سورية عن تصريحات متزعمي التنظيمات الإرهابية وخاصة عندما يحاول التمييز بين معارضة معتدلة وتنظيمات متشددة إرهابية، وعلى أرض الواقع كلا التصنيفين يعملان معاً أو جنباً إلى جنب في ارتكاب أبشع الجرائم بحق الإنسانية.
الغريب في موقف واشنطن من الحديث عن المعارضة المعتدلة هو هروبها وتملصها حتى اليوم من وضع قائمة لهذه التسمية بعد أن كلفت السعودية مملكة الإرهاب والمفرخة الأولى للإرهابيين بهذه المهمة، وأيضاً غضت النظر حتى اليوم عن تقاعس الاردن المختصة يتسريب الإرهابيين إلى سورية عن وضع قائمة بالتنظيمات الإرهابية في سورية مناقضةً في ذلك قرارات مجلس الأمن وبيان فيينا، الأمر الذي يحمل الولايات المتحدة مسؤولية التغطية على هاتين الدولتين المتورطتين في دعم الإرهاب في سورية وغيرها.
وبالمقابل لا يكفّ كيري عن طرح الشيء ونقيضه في تصريحاته حيث يتحدث عن أحقية السوريين في تحديد مستقبلهم وفي الوقت ذاته يتدخل في الشأن الداخلي لسورية بطرحه إملاءات واعتقادات تمس أكثر المؤسسات حساسية. فالوزير الأميركي الذي يتحدث باستمرار عن بيان فيينا وقرارات مجلس الأمن الأخيرة هو أول من يخرق هذه القرارات بطرحه قضايا أو شروطاً لم يأتِ ذكرها فيها، وهذا الأمر تعكسه سنفونية الإرهاب التي تقودها واشنطن مروراً بلندن وباريس وأنقرة والرياض والدوحة وعمان.
في اللقاء الأخير في ميونيخ تحدث كيري عن المعارضة المعتدلة وتهرب من ذكر أي جهة منها وأيضاً تحدث عن وقف إطلاق النار دون أن يقول كيف تستطيع بلاده إقناع التنظيمات الإرهابية بالرضوخ لأي اتفاق بهذا الشأن إلا إذا كانت هي من تدير هذه التنظيمات وتؤمن لها الدعم السياسي والتسليحي والمالي عبر أجرائها في المنطقة.
إن قيادة سيمفونية الإرهاب في المنطقة تتخبط وتورط الدول المشتغلة معها أكثر فأكثر وذلك واضح في التصريحات المتقلبة والمتبادلة فيما بين أعضائها، ولكن الثابت الأساسي في تخبطها هو الانتصارات التي يحققها الجيش العربي السوري وحلفاؤه على الأرض ضد التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها «النصرة» و((داعش)).
من غير المعروف إذا كان وزير الخارجية الأميركي سمع ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس بأن هجمات «واسعة» أخرى ستحدث في اوروبا، وأن العالم دخل عصر «نشاط إرهابي مفرط» ولكن المؤكد أن واشنطن ومن وقف معها ومنها فرنسا هي من تتحمل مسؤولية هذا «النشاط الإرهابي» الذي حذرت منه سورية منذ علم 2013.
بقلم: أحمد ضوا
تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :
https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency
تابعونا عبر تطبيق واتس أب :
عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).
تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط: