آثارها تعود لعصور متنوعة … قرية الرشيدة بالسويداء.. موقع متميز كان مرشدا للمسافرين قديما

السويداء – سانا

تتميز قرية “الرشيدة” الواقعة إلى الشرق من مدينة “السويداء” بنحو 38 كم بإشرافها على وادي الشام الذي ينبع من منطقة ظهر الجبل ويتجه شرقاً ليلتقي بعدة أنهر عند مشبك الوديان ويتابع ليصب بسد الزلف المعروف بعمقه وشدة انحداره وغناه بالمواقع الأثرية الدالة على حياة الإنسان القديم في العصر الحجري بالإضافة لإطلالتها على موقعي الزلف والنمارة اللذين يقعان على طرف البادية من جهة الشرق.

ويروي أهالي القرية أن اسم قريتهم القديم هو المرشد وقد أتى من موقعها المهم الذي جعل منها مكان لدلالة وإرشاد المسافرين إلى مقاصدهم حيث كان فيها بعض الآثار القديمة ومنها برج عالي يطلق عليه اسم “الشونة” له نوافذ تضاء ليلاً فيسترشد بضوئها المسافرون مهما بعدت مسافاتهم.

ويشير رئيس دائرة آثار السويداء حسين زين الدين إلى أن أعمار قرية ” الرشيدة” قديم ويعود إلى عهود الصفئيين والأنباط والرومان والبيزنطيين والعرب المسلمين حيث استوطن المنطقة المناذرة وكانت تشكل عقدة مواصلات يتم الذهاب منها شرقا نحو البادية السورية باتجاه تدمر عبر منطقة النمارة.

ويبين زين الدين أن القرية ترتفع عن سطح البحر بنحو 1435 مترا وأنها كانت عبارة عن خربة أثرية مهجورة تحتوي على العديد من المواقع الأثرية منها البيزنطية والنبطية والرومانية والإسلامية لافتا إلى أن من أبرز آثارها الباقية حتى يومنا هذا مبان متعددة بعضها بحالة سليمة وأخرى متهدمة بالإضافة إلى عدد من الكتابات والرسوم والأبواب الحجرية ومجموعة من الصهاريج المحفورة في الصخر إلى جانب عدد من الخرب القديمة أهمها الحفاير والحمة والقاصري.

وتشتهر الرشيدة التي تتبع تنظيمياً لبلدية سالة بمساكنها القديمة المبنية من الحجر البازلتي والمسقوفة من حجارة الربد المرفوعة على أقواس وقد سكنت حديثا نحو عام 1850 م.

ويعمل معظم سكان القرية البالغ عددهم نحو 1745 نسمة في زراعة الحبوب والمحاصيل الحقلية والأشجار المثمرة حيث تقع الرشيدة ضمن منطقة الاستقرار الثالثة وتبلغ مساحة أراضيها المستثمرة 826 هكتارا.

وتم اكتشاف أربع آبار ارتوازية شرق القرية بمسافة 10 كم وجرى استثمار تلك الآبار لجر مياهها للقرية لإروائها وإيصال خط إلى قرية سالة ويوجد فيها عدد من محطات الضخ اثنتان منها قيد الاستثمار بالإضافة إلى مدرسة تعليم أساسي ونقطة طبية وجمعية فلاحية .

وإلى الشرق من القرية بنحو 300 متر يمكن للزائر النزول إلى مغارة الدلافة التي تعد معلما سياحياً بارزاً وإحدى عجائب الطبيعة التي تستحق الاهتمام والزيارة .

ويعود سبب تفرد تلك المغارة إلى منظرها المتشكل عبر الزمن وتناغم الماء والصخر مع الشجر في لوحة أخاذة تسحر الناظر وسميت بالدلافة كون الماء ينزل إلى أسفل المغارة دلفا أي نقاطا متتالية ليتجمع في جرن يتوضع بين الصخور.

ومن اللافت أن نبع الماء العذب الذي يخرج من الجرن المذكور يغذى من شق في الصخر أعلى الجرن حيث لا يتغير منسوب الماء في الجرن سواء ضخ الماء فيه أو ترك لعدة أشهر على حاله و يتم النزول إلى موقع المغارة عبر 176 درجة بنيت حديثا و يبلغ عرض باب المغارة نحو 5ر2 متر وبارتفاع 2 متر.

الجدير ذكره أن وادي الشام الذي تقع على ضفته مغارة الدلافة يعود تشكله إلى الزمن الجيولوجي الثالث وهو يقطع صخور البليوسين القديمة التي يتراوح عمرها بين 8 إلى 17 مليون سنة حيث يكشف مجرى الوادي مقطعا كاملا من هذه الصخور ويبلغ عمقه نحو 150 متراً عند قرية رشيدة أما طوله فيبلغ 120 كم.

سهيل حاطوم

تابعوا آخر الأخبار السياسية والميدانيـة عبر تطبيق تيلغرام على الهواتف الذكية عبر الرابط :

https://telegram.me/SyrianArabNewsAgency

تابعونا عبر تطبيق واتس أب :

عبر إرسال كلمة اشتراك على الرقم / 0940777186/ بعد تخزينه باسم سانا أو (SANA).

تابعوا صفحتنا على موقع (VK) للتواصل الاجتماعي على الرابط:

http://vk.com/syrianarabnewsagency