أزمة الفكر العربي المعاصر في محاضرة للباحث عيد درويش

اللاذقية-سانا

تناولت المحاضرة التي ألقاها الباحث عيد درويش بعنوان أزمة الفكر العربي المعاصر في حديقة العروبة بمدينة اللاذقية أمس اتجاهات الفكر العربي وأثر الأحداث التاريخية على المراحل المختلفة التي مر بها.

وقال درويش إن ” المعرفة التي تنتقل بين أفراد البشر لا يقف في وجهها العوائق والحواجز والمحرمات ولا القوميات والإيديولوجيات لأنها انتاج إنساني بالدرجة الأولى وملك للبشرية جمعاء”.

وتابع الباحث أن ” الفكر العربي استطاع عبر الزمن أن يكون شخصية مستقلة به في مختلف مجالاته المعرفية وأتاح المجال لأن نتمتع بخصوصيات مميزة وشخصية منذ انطلاقته قبل ظهور الإسلام في صحراوات الجزيرة العربية بقول الشعر والحكمة وتأمل الأفلاك”.

وبين درويش أن التاريخ يشهد بأن الفكر العربي اتجه إلى الفتوحات العلمية متوافقاً مع فتوحاته وكانت ذات أثر كبير في تاريخ الحضارة الإنسانية وغذت جميع الحضارات التي كانت متاخمة لها والحضارات التي جاءت بعدها ونشر رسالته في أقصى بقاع الأرض إلى انتهت بانهيار الكيان العربي المترامي الأطراف وساد الضعف بين صفوف المجتمع.

ورأى درويش أن العرب لا يستفيدون من ماضيهم ولا يحسنون استثمار حاضرهم ولا يتطلعون لصناعة مستقبلهم وان الفكر العربي لم يكن فعالا حيث ابتعد كل البعد عن الواقع الذي ينتمي إليه وغير متلازم مع قضاياه المصيرية والاجتماعية واستعار أفكارا ليست منسجمة مع خصوصيته ليتخلى عن سماته وخصوصياته ويتطفل على أفكار الآخرين ليعيش العقل العربي على مائدة التحولات الكبرى في العالم.

وأشار إلى أن العقل العربي يظل متراجعا بخطوات كبيرة عما يجري في الساحة العالمية والعرب من الخاسرين فيها بطريقة مباشرة أو غير مباشرة حيث ان المنازعات على الثروات هي الطامة الكبرى لأن العرب لم يحسنوا استخدامها ولم يحسنوا الاستفادة منها فضلا عن عدم توزيعها بشكل عادل ليترافق ذلك مع استغلال وارتهان خارجي في العالم كان له أثره على الوطن العربي وعلى العقل العربي من حيث افقاره وحرمانه من كل تلك الموارد.

وأوضح درويش ان العقل العربي عقل ماضوي يهيم بإنجازات الماضي وينتشي بها ويسترجع التاريخ ليحقق التوازن النفسي على مستوى الفرد وعلى مستوى الجماعة وأدى ذلك إلى البون الشاسع بينه وبين الشعوب المتقدمة مشيرا إلى أن العرب لا يتقنون استثمار الوقت على الرغم من أنهم هم من وضعوا تقسيما للوقت ووضعوا له تفاصيله ليبقى الفكر العربي خارج الحسابات الزمنية.

أما الباحثون عن المنفعة الشخصية بحسب ما أوضحه عيد هم ممن روج لظهور أفكار مخربة وشعارات مزيفة من المثقفين والكتاب والأدباء الانتهازيين الذين أشاعوا فساد الضمائر وأفسحوا المجال لرواج بعض القيم الفاسدة في الساحة الثقافية حيث تخلى الفكر العربي عن مركز القيادة وصار تابعا لغيره مما أفقده رؤيته التنبؤية المستكشفة في جزء من المخططات الفكرية الخبيثة الهادفة للسيطرة على العقل العربي وتدميره أمام الرأي العام الدولي وتشويهه.

وتتجلى دعوة درويش إلى ضرورة العمل على ايجاد منهج موحد يحدد معالم الشخصية العربية يتطلب الانطلاق من الذات وتجاوز كل الشروخ والسلبيات وصولا للخروج من حالة الارتباك والفوضى التي يعيشها وهذه الحالة السائدة إلى هامش الحياة الاجتماعية العربية.

يذكر أن الباحث عيد درويش عضو اتحاد الكتاب العرب “جمعية الدراسات والبحوث” وشغل منصب مدير الثقافة في الرقة حتى عام 2005 وهو عضو هيئة تحرير الأسبوع الأدبي وعضو الهيئة الاستشارية في مجلة المعارج كما شارك في العديد من الندوات والمهرجانات في سورية.

محمد الخضر-شذى حمود