نسرين قرطاس… شابة تؤسس ورشة ناجحة لأعمال الخياطة

السويداء-سانا

نجحت الشابة نسرين قرطاس من محافظة السويداء بتحويل هوايتها في الخياطة إلى مهنة أطلقتها بداية من منزلها عبر تنفيذ بعض الأعمال البسيطة بواسطة آلة خياطة قديمة كانت تمتلكها وشكلت نواة المشروع الاقتصادي الصغير الذي راحت تطوره تدريجيا لتنقل عملها بعد أشهر إلى السوق فتتمكن من فتح ورشة للخياطة بمساندة ومواكبة من محيطها الاسري والاجتماعي.

وروت قرطاس في حديثها لنشرة سانا الشبابية أنها أحبت هذه الحرفة ومارستها على مدار 15عاما حيث كانت تقوم بخياطة وتفصيل وإصلاح الكثير من قطع الألبسة وتنفيذ تصاميم مختلفة كاشفة عن وجود نقلات نوعية في عملها كان آخرها في نهاية عام 2014 بعد حصولها على قرض بقيمة 300 ألف ليرة من دائرة العلاقات المسكونية والتنمية في بطركية أنطاكية وسائر المشرق للروم الارثوذكس.

وقالت بعد حصولي على القرض قمت بشراء التي درزة وحبكة ومقص كبير للعمل ومولدة كهربائية لتضيفهم للآلة الموجودة لديها ما انعكس إيجابا على عملها الذي تمكنت من توسيع نطاقه ومضاعفة مردودها المادي بالإضافة إلى توفير فرص عمل لعدد من الشباب.

وبينت أن هذا العمل وفر لها دخلا شهريا جيدا ساعدها على المساهمة في تأمين متطلبات أسرتها مؤكدة أنها تسعى رغم الصعوبات الموجودة لمواصلة تطوير هذا المشروع وتحويل ورشتها الصغيرة الى مشغل خياطة كبير يحمل عنوانا بارزا للتميز والاجتهاد.

ولفتت فاطمة تلي العاملة في ورشة الخياطة إلى أنها وجدت في عملها هذا فرصة لتوفير دخل مادي وتعبئة أوقات الفراغ بشيء مفيد بعد أن تم تهجيرها مع أسرتها من محافظة حلب جراء ممارسات التنظيمات الإرهابية المسلحة.

أما سمير الذيب زوج نسرين فأعرب عن سعادته بنجاح زوجته في عملها واستعداده لتشجيعها باستمرار لتطويره نحو الأفضل.

وقال إن القرض الذي حصلت عليه نسرين “جاء على خلفية روح التطوع والاندفاع للعمل الوطني لديها حيث عمدت سابقا إلى تفصيل 200 قطعة لباس مدرسي بشكل مجاني لمصلحة دائرة العلاقات المسكونية والتنمية بعد توفير المواد الأولية لها من الدائرة وذلك لتوزيعها على الطلاب الوافدين وهو ما حث الدائرة على منحها قرضا تنمويا لدعم ورشتها الصغيرة”.

وفي السياق نفسه أوضح معين ابو عاصي منسق برنامج قروض المشاريع الصغيرة في الدائرة أن القرض الممنوح لنسرين يأتي ضمن نسبة العشرين بالمئة المخصصة ضمن البرنامج للمجتمع المضيف للوافدين وخاصة في ضوء ما تنطوي عليه المرحلة الحالية من تحديات وظروف قاسية على مختلف الصعد لافتا إلى مدى جدية نسرين في العمل واصرارها على دفع عجلة مشروعها الذي يتابع من قبل البرنامج بشكل شهري.

ونوه أبو عاصي بأن نسرين هي واحدة من 14 شخصا وافدا ومقيما بالسويداء ممن استفادوا من برنامج قروض المشاريع الصغيرة بالدائرة الذي بدىء العمل به عام 2014 وذلك بمبالغ تراوحت بين 240 و350 ألف ليرة سورية للقرض الواحد على أن يتم تسديدها بعد مضي نحو ستة أشهر على إقلاع المشروع ولمدة ثلاث سنوات دون فوائد فضلا عن إخضاعهم لدورات إدارة أعمال لتعريفهم بسوق العمل والجدوى الاقتصادية لضمان نجاح مشروعاتهم.

عمر الطويل